تفسير الزمخشري

كتابة:
تفسير الزمخشري

الزمخشريّ

إنّ الزمخشريّ هو الإمام العلاّمة اللغويّ المشهور محمودُ بن عمر، وهو الفقيه المسلم يُكنّى بأبي القاسم، ويُلقب بـجار اللهِ؛ وذلك لجوارهِ مكّة المكرمة زمناً معيّناً، كان مولد الزمخشريّ في قرية زمخشر، وهي قرية واقعة في بلاد فارس في منطقة تعرف بـخوارزم، عامّ أربعمائة وسبعةٍ وستين مضت من الهجرة النبويّة، شرع الزمخشريّ في طلب العلم، ودرس علوم اللغة العربية والتفسير والفقه، وكان مولعاً بحبّه للغة العربيّة، رغم أنّ لغته الأمّ هي اللغة الفارسية، وقد ألّف العديد من المؤلفات والكتب الكثيرة باللغة العربية، وبقيَ هكذا مع مرور الزمن يزداد حبّه وشغفه بالعلم وطلبه، وبالمعرفة والاطّلاع، وكان مذهبه الفقهي مذهبَ الإمام أبي حنيفة،[١] وقد أدركت الزمخشريّ المنيةُ في عامّ خمسمئة وثمانية وثلاثين، في حين قد خلّف وراءه علماً ثميناً عظيماً في اللغة والتفسير والفقه؛ فرحمه الله رحمة واسعة وغفر له ولعلماء المسلمين.[٢][٣]


تفسير الزمخشريّ

التعريف بالتفسير

إنّ تفسير الزمخشريّ اسمه الكشاف في حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، وهو الكتاب الأكثر شهرة للزمخشريّ، حتى عُرف الإمام بكتابه هذا، فكان يسمّى صاحب الكشّاف، وهو كتاب تفسير القرآن الكريم بالرأي، ويستعين في تفسيره على اللغة العربية وأساليب العرب، ويعتني اعتناءً شديداً خاصّاً بالعلوم المتعلقة بالبلاغة والنحو، إذ يحاول تحقيق وجوه الإعجاز القرآني، كما أنّ الزمخشريّ كان متقدماً غاية التقدم والفكر في فنون البلاغة وتصريف الكلام والمعنى، وأما تفسيره فقد أحبه الخلق وأولعوا به، وبحثوا فيه وعليه، وصنفوا فيه التصانيف الكثيرة.[٤]


منهجُ التفسير

إنّ المطلع على تفسير الكشاف، يجد أنّ الإمام الزمخشريّ قد اعتمد اعتماداً كلياً في تفسيره على علمي المعاني والبيان؛ إذ كان من أهم مصادره في التفسير كتاب سيبويه رحمه الله تعالى في النحو؛ فقد استشهد منه كثيراً في تفسيره، وقد تميّز تفسيره بالاختصار والإيجاز؛ لأنه قد كتبه في آخر عمره، وابتغى تفسير القرآن كاملاً؛ إذ كان يأمل أن يثمر عمله في الناس، وقد عكس الكشاف شخصية صاحبه الذواقة وذات الرهف القرآني بحروفه وبلاغته ومنطقه؛ إذ تفسيره متقن الصنع، وليد الثقافة والإبداع، ففيه من الفقه والحديث وقراءات والشعر والنثر، ونذكر أهم خصائص تفسيره:[٤][٥]

  • تميّز التفسير من الحشو الزائد والتطويل، مع سلامته من كل القصص والروايات الإسرائيليات الباطلة.
  • تميّز التفسير في اعتماده على بيان المعاني العربية اللغوية، وأساليب العرب المتنوعة في البيان والبلاغة.
  • تميّز التفسير في أسلوبه الخاصّ الجميل، وهو في إيصاله مقاصده عن طريق السؤال والجواب.


المراجع

  1. "انتقادات أهل السنة على تفسير الكشاف للزمخشريّ"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  2. دلدار غفور محمد أمين، تفسير الكشاف للزمخشريّ دراسة لغوية، صفحة 21-23. بتصرّف.
  3. "الزمخشري"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/3/2022. بتصرّف.
  4. ^ أ ب " الإمام الزمخشريّ"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  5. مصطفى الصاوي الجويني، منهج الزمخشري في تفسير القرآن الكريم وبيان إعجازه، صفحة 77-90. بتصرّف.
2434 مشاهدة
للأعلى للسفل
×