تفسير الهروب من الصاعقة في المنام

محتويات

الهروب في المنامات له دلالات عدة منها:

النجاة من أمر والظفر والفوز عموماً.
يدل على القلق النفسي وعلى صعوبة في عمل ونكد في الدنيا -نسأل الله العافية-.
على أي جهة كان الهروب يدل على شيء من معانيه، فقد يكون نجاة وفوزاً وقد يكون خسارة وخزياً.

وقد ذكر ابن شاهين في كتابه "الإشارات في علم العبارات" عدد من دلالات الهروب منها:^[١]

إن من رأى أنه هارب ولا يدري ممن يهرب فإنه قد يُرزق التوبة، وإن عرف مما يهرب فإنه قد يأمن خوفاً.
كل ما يهرب منه الإنسان مما لا يعرف الذي يطلبه فربما هو ظفر للمطلوب.

الصاعقة كذلك لها معان متفاوتة؛ فمن ذلك أنها تدل على:

هلاك وكذلك تدل على النجاة لمن لم تصبه ولكنها تحذير عظيم فلينتبه رائيها.
تدل على الحروب والملوك والانتقام وغير ذلك.
ذكر محمد قطب في كتابه دليل الحيران في تفسير الأحلام: أن الصعق ربما موت، وربما هو في المنام عذاب على المكان الذي وقعت عليه، كما قد تدل على الأراجيف لمن أصابته وأحرقته.^[٢]

كما ذكر محمد عارف في كتابه "عجائب تفسير الأحلام بالقرآن" ما يأتي:^[٣]

أن نزول الصاعقة على قوم فهي تدل على عتوهم وظلمهم وخروجهم عن أمر الله -تعالى- وفسادهم وإفسادهم في الخلق.
كما أنها نذير للناس لعلهم لربهم يرجعون إلى الاعتصام بالكتاب والسنة قولاً وعملاً.
القضاء على الشر والفساد ونصرة الحق والإسلام، وإلا فهي من انتقام الله العظيم ذو الجبروت من الكافرين.

الهارب من الصاعقة فيه دلالات عدة على حسب ما تكون عليه الصاعقة والعروب في في المنام فمن ذلك:

الهارب ببطء فقد يشير إلى أنه بليد بطيء في الاتعاظ فعليه أن ينتبه.
الهارب بخوف فربما هو متبوع بدين أو سلطان أو سجن.
الصاعقة مع المطر الشديد قد تدل على أشد الأذى والعقوبة، وقد تكون أشد مع الرعد والريح.
الصاعقة على رأس جبل قد تدل على هلاك لكبير، وفي الوادي ربما تدل على موت مولود.
الهروب من الصاعقة الضعيفة فَربما شرٌ قليل والكبيرة شر كبير.
إذا أصابت الصاعقة الهارب فقد تدل على الهلاك أو لأذى، أو لعلها تكون سبباً في نجاته بعد إصابته وبدئه حياة جديدة على حسب ما كان قبل الرؤية.

وعلى حسب حال الرائي في الواقع تظهر دلالات الهروب من الصاعقة فمن ذلك:

من هرب من الصاعقة فهو ربما هارب إلى الله -تعالى-؛ وهذا يدل على الخير فليكمل الطريق.
كذلك الهروب منها وهي واقعة على ناس من أهل الفتن فهي ربما نجاة من ضلال كان غارقاً فيه.
من رأى أنه يهرب تجاه الصاعقة فإنه يرمي بنفسه في مواطن الفتن، والرؤية تحذره فليتنه من وقته وإلا هلك.
الهارب من الصاعقة غالباً قد تدل على حال الرائي في حياته وعليها يكون شأنه.
هروب الابن من الصاعقة الكبيرة ربما دلالة على غضب والده منه؛ فليتق الله وليحسن لوالديه.
هروب الزوجة من الصاعقة ربما دل على غضب زوجها عليها في بعض الأمور الشرعية.
هروب الفلاح من الصاعقة نجاة لمحصوله من الهلاك.
هروب العاصي منها قد يدل على توبته، وإن أصابته قبل التوبة فلعلها تكون سبباً في توبته بعد نزول عقوبة بينهما.

ومما يجدر التنبه له:

أن الموت بسبب الصاعقة لا يدل على سوء الميت أو حسنه؛ بل إنما قد تدل على الموت فقط، وبحسب باقي الرموز تتوجه التعبيرات.
هذه المعاني المذكورة لا تدل بذاتها على ما ذكرنا في الرؤى، بل لا بد من معرفة كافة رموز الرؤى وأحداثها مع معرفة حال الرائي، وعليها يغلب على ظن المعبر توجيه التعبير نحو إحدى الدلالات الأرجح في نظر المعبر، مع كونه لا يقطع بما عبر بل يستأنس بذلك.

والله -تعالى- أعلم.