تفسير حديث (كل عمل ابن آدم له)

كتابة:
تفسير حديث (كل عمل ابن آدم له)

نص الحديث

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -سبحانه وتعالى-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ)،[١] وهذا حديث قدسي يتكلم عن فضل الصيام، والحديث القدسي هو الحديث الذي يرويه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -عز وجل-.[٢]

شرح الحديث

شرح الحديث يتضمن ما يأتي:[٣]

  • تعريف الصيام

هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج؛ أي المفطرات، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس مع النية.[٤]

  • قوله: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي)

هذا الحديث يدل على فضيلة عظيمة من فضائل الصيام؛ وذلك أنّ الله -تعالى- يخبر أنَّ كل عمل ابن آدم فيه حظ ومدخل لاطلاع الناس عليه، فقد يريد به ثواباً من الناس، أو عرضاً من أعراض الدنيا، ويستثني الله -تعالى- من ذلك الصيام، فإنّه عمل خالص لله -تعالى-؛ لا يعلم ثوابه المترتب عليه إلا الله -تعالى-.

  • قوله: (وأنا أجزي به)

"معناه أنا أتولَّى جَزاءَه، وأنْفَرِدُ بعِلمِ مِقدارِ ثَوابِه، وتَضعيفِ حَسَناتِه، وأمَّا غيرُه مِن العِباداتِ، فقدِ اطَّلَعَ عليها بعضُ النَّاسِ؛ فالأعمالُ قدْ كُشِفَت مَقاديرُ ثَوابِها للناسِ، وأنَّها تُضاعَفُ مِن عَشْرةٍ إلى سَبْعِمئةٍ إلى ما شاء اللهُ، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّ اللهَ يُثيبُ عليه بغَيرِ تَقديرٍ".[٥]

  • قوله: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك)

بسبب خلو معدة العبد المسلم الصائم من الطعام فإنه يواجه رائحة للفم بسبب ذلك، وفي الحديث الشريف يُبين أنَّ هذه الرائحة أطيَبُ وأزْكى عندَ اللهِ -تعالَى- يوم القيامة من ريح المسك؛ والمسك كما يُعرف من أطيب الرَّوائح وأجملها.

وإنَّما كان الخُلوف أطيب عند الله من ريح المسك؛ لأنّ الصوم من أعمال السر التي بين الله -تعالى- وبين عبده، ولا يطَّلِع على صحته غيره، فجعل الله رائحة صومه تنمّ عليه في الحشر بين الناس، وفي ذلك إثبات الكرامة والثناء الحسن له.

  • قوله: (عند الله)

أنّ رُتبة الصوم عَلِيَّة على غيره؛ لأن مقام العِنديَّةِ في حضرة الله -تعالى- من أعظم المقامات.

فضائل الصيام

للصيام فضائل كثيرة نذكر منها:[٦]

  • الصيام من الأعمال التي يعد الله بها المغفرة والأجر العظيم.
  • الصيام سبب من أسباب التقوى.
  • الصيام حصن حصين من النار.
  • الصيام جنة من الشهوات.
  • الصيام وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا مثل له.
  • الصيام يدخل الجنة من باب الريان.
  • الصيام كفارة للذنوب.
  • يوفى الصائمون أجرهم بغير حساب.
  • للصائم فرحتان: فرحة في الدنيا، وفرحة في الآخرة.
  • خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
  • الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة.
  • الصيام يزيل الأحقاد والضغائن، والوسوسة من الصدور.
  • الصيام باب من أبواب الخير.
  • أعد الله الغرف العاليات في الجنة لمن تابع الصيام المشروع.
  • الصائم له دعوة لا ترد.
  • تفطير الصائمين فيه الأجر الكبير.
  • لعظم أجر الصيام جعله الله -تعالى- من الكفارات.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5927، صحيح.
  2. "معنى الحديث القدسي "، طريق الإسلام، 28/5/2019، اطّلع عليه بتاريخ 5/2/2022. بتصرّف.
  3. "شرح حديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 5/2/2022. بتصرّف.
  4. "الصيام تعريفه وأنواعه"، إسلام ويب، 8-12-2001، اطّلع عليه بتاريخ 5/2/2022.
  5. ابن رجب الحنبلي، لطائف المعارف، صفحة 150.
  6. [سعيد بن وهف القحطاني]، فضائل الصيام وقيام صلاة التراويح، صفحة 8-29. بتصرّف.
5349 مشاهدة
للأعلى للسفل
×