محتويات
رؤيا الضيوف في المنام
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا صَلَّى الصُّبْحَ أَقْبَلَ عليهم بوَجْهِهِ فَقالَ: هلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ البَارِحَةَ رُؤْيَا؟)[١]، فالمسلم يرى في منامه رؤىً متنوعة يكون بعضها ذو معانٍ حسنة وبشرى جميلة، ويستحسن أن يقصها على عارف بالرؤى أو من يريد له الخير، قال عليه السلام: (لا تقصَّ الرُّؤيَا إلا على عالمٍ أو ناصحٍ).[٢]
ويرى علماء التفسير كعبد الغني النابلسي وابن غنّام أن لهذه الرؤيا تفسيرات عديدة، منها:
- إذا رأى الرجل الضيوف في بيته، فربما دلّ ذلك على رزق عاجل له.[٣]
- قد يدل على الرزق بولد صالح.
- كذلك المرأة إذا رأت ضيوفاً فإنّ ذلك بشرى لها بولد ذكر إن كانت حاملاً، أو أنّها ستحمل قريباً إن لم تكن حامل،[٤]وذلك مستفاد من قوله -تعالى-: (وَنَبِّئهُم عَن ضَيفِ إِبراهيمَ*إِذ دَخَلوا عَلَيهِ فَقالوا سَلامًا قالَ إِنّا مِنكُم وَجِلونَ* قالوا لا تَوجَل إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَليمٍ).[٥]
رؤيا إطعام الضيوف في المنام
ذكر عبد الغني النابلسي في كتابه أنّ لهذه الرؤيا تأويلات عديدة، نذكر منها ما يأتي:[٦]
- إن كان يعرف الضيوف، فربما يدل على اجتماعه مع ضيوفه على خير، أو غائب يقدم عليهم فيستبشرون بذلك.
- إن لم يكن يعرفهم، فيدل ذلك على اجتماع الرائي في حياته مع ناس غرباء ولكن يكون اجتماعهم على خير، فإن أطعمهم حتى استوفوا من الطعام فقد يدل على أنّ الرائي سيتولى في ضيوفه أو في الناس من حوله مسؤولية، أو رئاسة، أو ولاية.
- إن أطعم الرائي علماء وصالحين، فقد يدل على أنّه في طريق العلم والهداية.
- إن قدّم الطعام ولم يأكل منه الضيوف، فقد يدل على حدث سعيد بالطريق إليه، والله -تعالى- أعلم.
دلائل أنواع الطعام في المنام
قد يقدم الرائي لضيوفه أنواعاً عديدة من الطعام، وهذه بعض أنواع الطعام التي اجتهد أهل التأويل في تفسيرها:
- كل طعام أبيض قد يدل على خير للرائي بإذن الله.
- طعام الولائم والأفراح قد تدل على بشارة وخير.
- طعام الخضروات والفاكهة إن كانت في موسمها قد تدل على الرزق وبركة، وإن لم تكن في موسمها فربما إشارة إلى حاجة الرائي وضيقه، وضرورة سعيه، واستثمار وقته في تحصيل رزقه.
- تغيير الطعام إلى طعام أفضل، قد يدل على نقاء باطن الرائي وصلاح نيته، وتحسّن عمله والله أعلم.
- طعام اللحم في المنام إن كان ناضجاً، فربما يدل على رزق وغنى، وإن لم يكن ناضجاً، فربما إشارة إلى استكمال السعي إلى رزق، أو إتقان العمل، أو التوبة من ذنب، والله -تعالى- أعلم.[٧]
وربما يرى الرائي بعض الرؤى التي لا يستبشر بها، وعلينا أن نفعل كما قال النبي الكريم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لا تَضُرُّهُ).[٨]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:2275، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7017، صحيح.
- ↑ عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، صفحة 225. بتصرّف.
- ↑ ابراهيم بن غنام، تعبير الرؤيا، صفحة 189. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية:51-53
- ↑ عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، صفحة 225-227. بتصرّف.
- ↑ ابن سيرين، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، صفحة 275.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:6985، صحيح.