تفسير حلم الاستعداد للحج

تفسير حلم الاستعداد للحج في وقته

يختلف معنى حلم الاستعداد للذهاب للحج بحسب الرائي، فإن كان الرائي مُسافرًا رجعَ سالمًا، وإن كان عليه دينٌ فإنّه يُقضى عنه، وإن كان تاجرًا فإنّ تجارته تربح، وإن كان مريضًا فإنّه يشفى، وإن كان ضالًّا فإنّه يهدى، وإن كان قد عزلَ من ولاية فإنّ ولايته تُرد عليه.^[١]

وقال بعض المفسّرين كابن سيرين في الكتاب المنسوب إليه؛ إن الذي يرى هذا الحلم إن كان لم يحج فسيكتب له الحج إن شاء الله-تعالى-.^[٢]

تفسير حلم الاستعداد للحج في غير وقته

من رأى في منامه أنّه يستعدّ للحجّ في غير وقته؛ فإنّه -كما يرى أهل العلم- سيُصاب بعُسرٍ في حياته، وقالوا أيضًا إنّه يسافرُ سفرًا بعيدًا عاجلًا ويَسلَم في سفره ذلك، والله أعلم.^[١]

تفسير حلم الذهاب إلى الحج منفردًا

قال بعض علماء التفسير إنّ من رأى أنّه يذهب إلى الحجّ وحده والناس يودّعونه فإنّ ذلك دليل على موته، وفسّر بعضهم سبب هذا التفسير بأنّ الحاجّ ذاهب إلى الله تعالى وكذلك الميت، والله أعلم.^[١]

تفسير حلم من حج وقام بالمناسك

قال العلماء إنّ مَن رأى أنّه حجّ، وطاف بالبيت، وأدّى بعض المناسك، فإنّ في ذلك دليلًا على صلاحه في أمر دينه، واستقامته على الطريق القويم، وذلك أيضًا دليل على ثواب يناله العبد، وأمان يلحقه من أمر كان يخشاه، وأيضًا يدلّ على أدائه لأماناتٍ للمسلمين.^[٣]

وقد فصّل ابن سيرين في الكتاب المنسوب إليه في ذلك فقال: إنّ الطواف بالكعبة فإنّه يتولّى أمرًا شريفًا، ومن يرى أنّه يُلبّي فإنّه يظفر بعدوّه، والله أعلم.^[٢]

تفسير حلم من حج أو اعتمر وانتهى من المناسك

قال أهل التفسير إنّ الذي يرى أنّه حجَّ؛ فإنّه يكون ذا دينٍ وأمانة، ومن يرى أنّه اعتمر؛ فإنّه يعيش طويلًا، والله أعلم.^[١]

تفسير حلم من عليه حج وهو مقتدر ولم يحج

قال العلماء إنّ من يرى في المنام أنّ عليه الحجّ ولا يحج في الواقع؛ فإنّ ذلك دليل على خيانته للأمانة، وأنّه لا يشكر الله -تعالى- على نعمه، والله أعلم.^[٢]

هل تتحقق الأحلام بعد تفسيرها؟

باختصار لقد ذهب العلماء في هذه المسألة إلى ثلاثة مذاهب:^[٤]

المذهب الأوّل

قالوا إنّ الرؤيا إذا عُبّرت وقعت، ودليلهم أحاديث كثيرة منها قوله -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الرُّؤْيا تَقَعُ على ما تُعَبَّرُ، ومثل ذلِكَ مَثلُ رجلٍ رفعَ رِجليْهِ فهو يَنتظِرُ متَى يَضعُها، فإذا رأَى أحدُكمْ رُؤْيا فلا يُحَدِّثْ بِها إلا ناصِحًا أو عالِمًا).^[٥]

المذهب الثاني

قالوا إنّ الرؤى لها تعبير وحقيقة ثابتة ولا تتبع التعبير، ودليلهم على ذلك أحاديث كثيرة منها قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لأبي بكر -رضي الله عنه- عندما عبّر رؤيا: (أصَبْتَ بَعْضًا وأَخْطَأْتَ بَعْضًا).^[٦]

المذهب الثالث

وقد جمعوا بين القولين؛ فالحديث الذي يستشهد به أهل المذهب الأوّل يجعل الرؤيا تقع ولكن تقع بصورة مخصوصة فيما لو أصاب المُعبّر الحقيقة كاملة، ولذلك قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لأبي بكر رضي الله عنه: (أصَبْتَ بَعْضًا وأَخْطَأْتَ بَعْضًا).^[٦]

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} إبراهيم ابن غَنَّام، تعبير الرؤيا، صفحة 60. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب ت} ابن سيرين، منتخب الكلام في تفسير الأحلام، صفحة 99-100. بتصرّف.
3. ↑ عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، صفحة 79. بتصرّف.
4. ↑ سهل العتيبي، الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، صفحة 405-411. بتصرّف.
5. ↑ رواه الحاكم ، في المستدرك على الصحيحين ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:8389 ، صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
6. ^ ^{أ ب} رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:7046، صحيح .