تفسير حلم رؤية الميت

كتابة:
تفسير حلم رؤية الميت


تفسير رؤية الميت

من رأى أنّ ميتاً يرقص فإنّه فرحان بما هو فيه؛ لأنّ الموت يضاد الحياة وأفعالها، وقيل جميع ما يفعله الميت من المكروهات، كالملاهي وغيرها ليس بمحمود، وقيل الأصل في رؤيا الميت إذا رؤي في المنام وهو يفعل شيئاً حسناً فيه صلاح في أمر دينه ودنياه، فإنّه يحث الرائي على فعل الخير وإذا رؤي أنّه يعمل عملاً سيئاً فإنه ينهاه عن فعل السيئات وتركها.

ومن رأى أنّه يبحث عن حقيقة ميت فإنّه يبحث عن سيرته في حال حياته، ومن رأى أنّ الميت في مكان مبهم ثمّ انتعش وقام قائماً ورجعت الروح فيه فإنّ الرائي ينال عزاً وحكمة ومالاً حلالاً، ومن رأى أنّه يلقن الموتى فإنّه يعظ ويرجع أقواماً ضالين عن ضلالتهم، ومن رأى أن ملقناً أو غيره نزل إلى حفرة ميت فإنّه يزني، ومن رأى أنّه أتى حفرة ميت فوجد بها ناراً فإنّه يدل على قبح عمل الرائي وتحذيره، وربما كان صاحب الحفرة مرتكباً بدعة وضلالة، وكذلك إن رأى فيها شيئاً من الهوام.[١]


ومن رأى أنّه يفرق عظام الموتى فإنّه يبذل ماله في غير مصلحته، وإن رأى أنّه يجمعها فإنّه حصول مال ومنفعة، ومن رأى أنّ ميتاً أحدث ريحاً فإنّه يذكر بالقبيح، ومن رأى أنّ أحداً يعالج ميتاً فإنّه يفتقده بالصدقة، ومن رأى أنّه قد خرج من ميت شيء من الأشياء كالبول والغائط والقيح والدم والبصاق والبلغم وما أشبه ذلك فهو قد لايكون له تأويل لكونه لا يمكن صدور ذلك منه.

ومن رأى من الأموات ما يتعجب منه فإنّه حصول أمر تتعجب الناس منه، ومن رأى أنّه سكن بمكان كان فيه ميت فإنّه يبلغ مبلغه من أمور الدين والدنيا، ومن رأى أنّ مكاناً سقط فوق من به فجاء الرائي وكشف ذلك فوجدهم أمواتاً فإنّه يؤول على وقوع موت بتلك الناحية، والله أعلم.[١]


رؤية الميت حياً

ومن رأى ميتاً أنّه حي فإنّه يحيا له أمر ميت، وإن كان في عسر فإنّه يأتيه اليسر من حيث لا يشعر، وإن رأى أمواتاً معروفين قاموا في موضع أو بلدة أو محلة فإنّه يحيا له أو لعقب هؤلاء الأموات أمر، وإن كانوا مكتسين أثواباً جدداً وكانوا فرحين فإنّه يحيا لهم أو لعقبهم أمور فيها سرور وفرح، ويتجدد إقبالهم ويحسن حالهم، ومن رأى أنّ أباه وأمه قد حييا وكان خائفاً أمن وانفرج وزال همه خصوصاً أمه.

ومن رأى أنّه أحيا ميتاً فإنّه يسلم على يديه يهودي أو نصراني أو صاحب بدعة، وإن رأى أنّه يحيي الموتى فإنّه يهدي قوماً ضالين أو مبتدعين أو يتوب على يديه من هو مصر على الذنوب، ومن رأى الموتى كأنّهم يموتون مرة ثانية فإنّه يدل على موت إنسان مسمى باسم ذلك الميت.

وإن كان الأموات محزونين أو كانت ثيابهم وسخة فإنّ أحوالهم تتحول إلى الفقر والهم وكسب الذنوب، وإن رأى الميت مشغولاً أو متعباً أو سيئ الحال في هيئته وسمته وكسوته فإن ذلك شغله بما هو فيه، وإن كان مريضاً فإنّه مسؤول عن دينه فيما بينه وبين الله تعالى خاصة دون الناس، وكذلك إن كانت عليه ثياب وسخة وإن رأى أنّ وجهه مسوداً متغير فإنّه مات على الكفر، وإن رأى أنّ الميت يمازح فليس ذلك برؤيا لأنّ الميت مشغول بنفسه عن المزاح.[٢]


ومن رأى أنّ أخاه قد عاش فإنّه يدل على زيادة القوة، ومن رأى أنّ عمه أو خاله قد عاش فإنّه يدل على زيادة الشأن وعلو القدر، ومن رأى أنّ أحد أصحابه قد عاش فإنّه يسمع خبراً يسره، وقال ابن سيرين: من رأى ميتاً قد عاش فقال له أأنت ميت فقال لا بل أنا حي فإنّه يدل على حسن حاله في الآخرة.

ومن رأى أنّ ميتاً دخل بيته فرحاً فإنّه يدل على الثواب والصدقة واستجابة الدعاء في حق الميت من أهله، ومن رأى أنّ ميتاً عاش ودخل عليه منزله وخاطبه فإنّه يدل على السلامة وصحة الجسم والإقبال ونيل الآمال، ومن رأى أنّ ميتاً من أهل بيته خاصمه فإنّه صاحبه يرجع عن صحبته.

ومن رأى أنّ ميتاً تغيظ فإنّه يدل على أنّه أوصى بوصية ولم يعمل بوصيته، ومن رأى ميتاً ضاحكاً مستبشراً فإنّه يدل على وصول صدقة إليه وهي مقبولة، ومن رأى ميتاً على هيئة حسنة وهو لابس ثياباً حسنة فإنّه يدل على حسن عاقبته وموته على التوحيد، ومن رأى أن ميتاً قد عاش وهو مسجد فإنّه في أمن من عذاب الله.[٣]


رؤية الميت في المنام عند ابن سيرين

من رأى ميتاً معروفاً مات مرة أخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنّه يتزوج من عقبه إنسان ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم.

وقيل من رأى ميتاً مات موتاً جديداً، فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته حتّى يصير ذلك الميت كأنّه قد مات مرة ثانية، فإن رأى كأنّه قد مات ولم يرَ هيئة الأموات ولا جهازهم، فإنّه ينهدم من داره جدار أو بيت فإن كانت الرؤيا بحالها، ورأى كأنّه دفن على هذه الحالة من غير جهاز ولا بكاء ولا شيع أحد جنازته فإنّه لا يعاد بناء ما انهدم إلا إذا صار في يد غيره.[٤]



المراجع

  1. ^ أ ب خليل بن شاهين الظاهري، "أشياء تتعلق بالموتى"، تفسير الأحلام لابن شاهين.
  2. عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، صفحة 348. بتصرّف.
  3. خليل بن شاهين الظاهري، الإشارات في علم العبارات ، بيروت: دار الفكر ، صفحة 700.
  4. ابن سيرين، تفسير الأحلام = منتخب الكلام في تفسير الأحلام، صفحة 106. بتصرّف.
7771 مشاهدة
للأعلى للسفل
×