تفسير حلم سب الدين

كتابة:
تفسير حلم سب الدين

حكم سب الدين

إنّ دين الإسلامي هو آخر الدّيانات السّماويّة نزولًا على النّاس، ومعناه التّسليم والانصياع للّٰه سبحانه، وهو دينٌ يدعو إلى التّوحيد ككلّ الدّيانات التي جاء بها الأنبياء قبل النّبيّ محمّد -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، فكلّ الأديان دعوتها واحدة وهي: أنّ لا إلـٰه إلّا اللّٰه وحده لا شريك له، وأنّ كلّ ما في السّماوات والأرض ما هم إلّا مخلوقات قد خلقها اللّٰه تعالى، وقد ذهب الفقهاء إلى أنّ من سبّ الدّين -أي الإسلام- سواءٌ كان مازِحًا أم جادًّا، معتقدًا ذلك أم غير معتقد، قاصدًا له أم بحكم عادة جرَتْ على لسانه فهو كافرٌ خارِجٌ عن المِلّة، وعليه التّوبة ونطق الشّهادتين، واللّٰه أعلم، وسيتحدّث المقال عن تفسير حلم سب الدين.[١]

تفسير حلم سب الدين

بعد الوقوف على حكم سب الدين فإنّه يمكن الآن الحديث عن تفسير حلم سب الدين، وسبّ الدّين يعني الكفر، فينبغي لمن يود أن يعرف ما تفسير حلم سب الدين أن يبحث عن تفسير الكفر في المنام، وفي هذا المضمار -أي تفسير الأحلام- ثمّة كتابٌ من أنفَس كتب تفسير الأحلام عند المسلمين، وهو كتاب تعطير الأنام في تفسير المنام للشّيخ عبد الغني النّابلسي -رحمه اللّٰه تعالى-، وهذا الكتابُ مُبوَّبٌ على حروف الهِجاء؛ ليسهُلَ على من يبحث فيه أن يجد غايته، وقد قال الشّيخ النّابلسيّ -رحمه اللّٰه تعالى- في كتابه إنّ الكُفر في المنام هو غِنًى أو مرضٌ لا ينجو منه صاحبُه ولا ينفعُه في ذلك دواء، أو ربّما يكون الكُفرُ ظُلمًا، أو هو الجُحودُ للحقِّ؛ لقوله تعالى في سورة عبَسَ: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}؛[٢] أي: ما أجحَدَه، أو ربّما يكون الكُفرُ دليلًا على عافية المرضى بعد إشرافهم على الموت، وقيل هو دليلٌ على فتنةٍ في الدّين، وقتلٍ لنفس، واللّٰه أعلى وأعلم.[٣]

التوبة من الكفر

بعد الوقوف على تفسير حلم سب الدين ومعرفة معنى الكفر لا بأس بمعرفة حكم الذي يعود عن كُفرٍ قال به، وإنّ الذي تحدّثَ بما يوجِبُ الكُفر عليه فإنّ عليه التّوبة، ويُسنُّ له أن يغتسلَ، ويجب العودة عن ذلك الفعل الذي أوجب الكفر والإنابة إلى اللّٰه تعالى، والنّدم على ما ارتكبَه، والإقلاع عن تلك المعصية التي أوجبت له الكفر، والتّوبة تكون بالعزم الصّادق على عدم العودة إلى ما كان عليه من كفر، وبذلك يتوب اللّٰه عليه، واللّٰه تعالى يقول في سورة النّور: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،[٤] وكذلك قال رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- فيما يرويه عنه ابن مسعود -رضي اللّٰه عنه-: "التّائب من الذّنب كمَن لا ذنب له"،[٥] وكلّ من تاب إلى اللّٰه فإنّ اللّٰه يتوب عليه، ولكنّ بعض العلماء رأى في بعض الأمور التي يرتكبها الإنسان وتكون كُفرًا فإنّ مرتكبها يجب أن يُقتَلَ وإن تاب، كمن يعمل بالسّحر مثلًا، فهذا إن تاب توبةً صادقة فإنّ اللّٰه يتوب عليه، ولكنّه يُقتَل كي يرتدع به غيره، ويكون أُمثولةً لمن تُسوّل له نفسه أن يتعامل بالسّحر، ولكنّ أمر قتل المرتدّ هو بيد وليّ الأمر فقط، ولا يحقّ لامرئ أن يُحاكم آخر بحكم اللّٰه حتّى تكون له ولاية الأمر، وإلّا فليس له ذلك، واللّٰه أعلى وأعلم.[٦]

المراجع

  1. "هل الحكم فيمن يسب الدين عادة مثل حكم من يسب الدين اعتقادا؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-09-2019. بتصرّف.
  2. سورة عبس، آية: 17.
  3. "كتاب: تعطير الأنام في تعبير المنام"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-09-2019. بتصرّف.
  4. سورة النور، آية: 31.
  5. رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 288، حسن.
  6. "حكم توبة من تلفظ بالكفر وقبولها منه في الدنيا"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 13-09-2019. بتصرّف.
4588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×