الرؤيا والأحلام
يكثر الكلام عن الأحلام والرؤى والمنامات بين الناس، لما فيها من تحذير وتبشير، ولرغبة الإنسان في استشراف المستقبل الذي ينتظره، وقد ورد ذكر الرؤيا في القرآن الكريم، حيث قال تعالى في سورة يوسف: {يا أَيُّهَا المَلَأُ أَفتوني في رُؤيايَ إِن كُنتُم لِلرُّؤيا تَعبُرونَ}،[١]وقد فرق أهل العلم بين الرؤيا والحلم بالاستناد إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، فذهبوا إلى أن الرؤيا الصادقة من الله تعالى، وأما الحلم فمن الشيطان، مصداقاً لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: {الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ}،[٢] وفي هذا المقال سنتطرق إلى تفسير ذبح البقرة في المنام.[٣]
تفسير ذبح البقرة في المنام
أشار مؤلف كتاب تعطير الأنام في تعبير المنام إلى تفسير ذبح البقرة في المنام، حيث بين أن رؤية البقرة في المنام دليل خير للجميع، ومن رآى أنه يذبح بقرة ليأكل منها فإنه سيرزق مالًا من امرأة حسناء، وأما رؤية المسلوخ من البقرة فيدل على مصيبة قد تقع في سائر القرابات، وقد ذكر المؤلف أن رؤية مجموعة من البقر بعضها يتبع بعض يدل على عدد معين من السنوات، لا سيما إذا كان عددها واضحًا، فإذا كانت البقرات سمانًا فهي تدل على الرخاء، وأما إذا كانت عجافًا فهي تدل على الشدة، وإن كانت صفراء اللون فهي تدل على أمراض تصيب الناس، وفي حال كانت سيئة الهيئة كالتي لها قرون عظيمة، أو كانت النار تخرج من أفواهها وأنوفها، أو كان الناس يفرون منها فهي تدل على غارة عسكرية، أو عدو ينزل بساحتهم.[٤]
الأخطاء الشائعة في تفسير الأحلام
بعد أن تمّ تفسير ذبح البقرة في المنام، يمكن الإشارة إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها الناس في تفسير الأحلام، والتي يجب معرفتها لبيان صحتها، ومن الأخطاء الشائعة في تفسير الأحلام ما يأتي:[٥]
- الكذب في الرؤيا: حيث إن بعض الناس يدّعون أنهم رأوا أمورًا لم يروها حقيقيةً، وقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مثل هذا الفعل، مصداقًا لما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: {مَن تَحَلَّمَ بحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أنْ يَعْقِدَ بيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، ولَنْ يَفْعَلَ}.[٦]
- بناء الأحكام الشرعية على الرؤى: إذ إن بعض الجهال يعتمدون على الرؤى والأحلام في الأحكام الشرعية، وقد تصل بهم الأمور إلى تحليل الحرام، أو تحريم الحلال بناءً على ما رأوه في المنامات.
- رؤية الرسول -صلى الله عليه وسلم-: يعتقد البعض أن كل من يرى النبي -عليه الصلاة والسلام- في المنام يكون قد رأه حقًا، والصحيح أنه لا يكون قد رأه إلا إذا شاهده على صورته الحقيقة، فقد روي عن ابن سيرين -رحمه الله- أنه كان إذا قال له أحد رأيت رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- في المنام، يقول له: "صف لي الذي رأيت"، فإذا وصفه بصفته الحقيقة، قال له: "رأيت".
المراجع
- ↑ سورة يوسف، آية: 43.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 6995، صحيح.
- ↑ "مختصر الكلام في الرؤى والأحلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2019. بتصرّف.
- ↑ عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تعبير المنام، بيروت: دار الفكر، صفحة 40. بتصرّف.
- ↑ د. أمين بن عبدالله الشقاوي، "الرؤيا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 7042، صحيح.