محتويات
تفسير سرعة البكاء في علم النفس
ما علاقة سرعة البكاء بقوة العواطف؟
يعد البكاء استجابة طبيعية لمشاعر معينة مثل الحزن أو السعادة، وعلى الرغم من أن البشر كلهم دون استثناء يبكون، إلا أن واحد من كل خمسة أشخاص يبكي أسرع من الآخرين، لأنه يولد ولديه سمات معينة تجعله يشعر بالعواطف بقوة أكبر من الآخرين، وهذا ينطبق على الرجال والنساء، حيث أن سرعة البكاء عند الرجال والنساء على حد السواء تكون بسبب حالة تسمى HSPs أو "الأشخاص ذوي الحساسية العالية".[١]
الاستجابات العاطفية الكبيرة
الأشخاص ذوي الحساسية العالية تستجيب أدمغتهم للعواطف بشكل أكبر من الأشخاص العاديين، وهذا يكون مرتبط بجين معين في دماغهم، يؤثر على منطقة في الدماغ تدعى قشرة الفص الجبهي البطني (vmPFC)، وهي المسئولة عن تنظيم العواطف، وهذا يعني أن هؤلاء الأشخاص يشعرون بالمشاعر بقوة أكبر من الآخرين، سواء مشاعر الحزن والإحباط أو مشاعر السعادة والفرح، لكن في العموم تكون هذه المشاعر طبيعية ولا يتم تصنيفها كاضطراب.[١]
تراكم العواطف لا شعوريًا
الأشخاص ذوي الحساسية العالية لا تكون عواطفهم قوية فحسب، بل إنهم يقومون بامتصاص مشاعر الآخرين من حولهم نتيحة لتعاطفهم الزائد معهم، وهذا ربما يسبب لهم تراكم في العواطف بصورة لا شعورية، مما يجعل مراحل البكاء لديهم أسرع لاسيما عند التعامل مع آلام الآخرين أو سعادتهم. [٢]
أيضًا فإن الأشخاص ذوي الحساسية الشديدة يستقبلون العديد من المشاعر والعواطف طوال الوقت، وهذا يجعلهم غير قادرين على معالجتها بصورة صحيحة، مما يؤدي إلى لتراكم هذه المشاعر ويجعلهم يبكون فجأة دون سببٍ واضح.[٣]
عدم الخوف من إظهار المشاعر
ربما يعاني الأشخاص الذين لديهم خوف من إظهار مشاعرهم من نوبات بكاء أقل من الآخرين، إلا أن الأشخاص الذين لا ينظرون للدموع على أنها علامة على الضعف، كما أنهم لا ينظرون إلى حساسيتهم كمرض، فهم يبكون بسهولة لأنهم لا يخشون إظهار مشاعرهم والتعبير عنها.[١]
الاكتئاب
يشعر الأشخاص ذوي الحساسية العالية بمشاعر الاكتئاب بسهولة أكثر من الآخرين، لذا فإن البكاء في هذا الوقت يكون عرض طبيعي من أعراض الاكتئاب، ويكون هذا بسبب عمق وقوة المشاعر التي يشعر بها هذا النوع من الأشخاص. [٤]
القلق والتوتر
يمكن أن يشعر الأشخاص ذوي الحساسية العالية بالكثير من التوتر والقلق والإحباط، نتيجة للكثير من المواقف الصعبة التي يمكن أن تحدث لهم، وكذلك المواقف الصعبة التي قد يتعرض لها الآخرون، مما يجعل هؤلاء الأشخاص يبكون فجأة ربما دون سبب في نظر الآخرين، إلا أن هذا يكون طبيعي بسبب شعورهم بالقلق والتوتر والارتباك بسهولة من مواقف صغيرة. [٢]
الحاجة إلى الاهتمام
الأشخاص ذوي الحساسية العالية يحتاجون رعاية واهتمام أكبر من غيرهم، وربما لهذا السبب يبكون في بعض الأحيان، حيث يكون البكاء حينها علامة على أنهم يحتاجون إلى لفت انتباه شخص من حولهم. [٥]
الصدمة المبكرة
يمكن أن يكون التعرض إلى الصدمة المبكرة في مرحلة الطفولة – لاسيما بالنسبة للنساء – سبب في البكاء السريع، وهذا لأن الأشخاص الذين تعرضوا لهذه الصدمات يشعرون بقلق مفرط في كل موقف، بنفس الطريقة التي شعروا بها أثناء تلقي الصدمة في الماضي، حتى لو كان الموقف الجديد في الوقت الحاضر لا يستدعي رد الفعل الكبير هذا.[٣]
الضغوطات العصبية
الضغوطات العصبية تتسبب في الشعور بالإجهاد، وهذا يؤدي إلى زيادة مستوى هرمون الكورتيزول، الذي يؤدي إلى التعامل بحساسية أكبر مع المواقف الصعبة، وهذا ما يجعل الدموع تتدفق بسهولة.[٣]
تغير الهرمونات
تتحكم الهرمونات في وظائف الجسم المختلفة، كالشعور بالجوع والعاطفة، كما أنها تؤثر على المزاج، وأي تغير يمكن أن يحدث في هذه الهرمونات يمكن أن يسبب ظاهرة البكاء السريع، مثلما يحدث مع النساء قبل الحيض أو بعد الولادة أو في مرحلة انقطاع الطمث، حيث أن تغير الهرمونات في هذه الأوقات قد يؤدي للحاجة إلى البكاء بصورة أسرع ودون سببٍ واضح. [٦]
معظم الأشخاص الذين يعانون من سرعة البكاء يكونون أشخاص ذوي حساسية عالية، لهذا تقوم أدمغتهم بمعالجة العواطف والمشاعر بطريقة مختلفة عن الآخرين.
لماذا تبكي النساء أكثر من الرجال؟
هل بكاء النساء أكثر من الرجال دليل على الضعف؟
يدور في أذهان الجميع دائمًا سؤال محير، وهو لماذا تبكي النساء أكثر من الرجال؟ وماذا إذا كان هذا يرمز للضعف، والسبب في هذا أن النساء يشعرن بالمشاعر والعواطف بقوة أكبر من الرجال، ليس لأنهن أضعف، ولكن لأن طبيعة التنشئة الاجتماعية للإناث تساعدهن على التعبير عن مشاعرهن وإظهارها دون خجل. [٣]
بينما لا تقدم التنشئة الاجتماعية هذا للرجال، لأنها تزرع في أدمغتهم أن البكاء دليل على الضعف، وبالتالي يكون من الصعب على الرجال التعبير عن مشاعرهم بالبكاء، وهذا ما يجعلهم يقاومون دموعهم، عكس الإناث اللواتي يبكين علانية دون مشكلة أو الشعور بوصمة اجتماعية.[٣]
في دراسة أجريت في جامعة تيلبورغ في هولندا عام 2004 لإيفان نيكليتشيك، ليديا تيموشوك وآد فينغروهيتس تبيّن أن النساء يبكين ثلاث إلى خمس مرات أكثر من الرجال؛ إذ أنّ الرجال والنساء يبكون على نفس الأشياء الكبيرة، مثل وفاة الأقارب، أو الحنين للوطن، أو الانفصال عن شريك الحياة، لكنّ النساء تميل للبكاء على الأشياء الصغيرة، كحدوث شجار، أو تعطل جهاز الكمبيوتر الخاص بها وغيرها.[٧]
من جانب آخر يعتقد أن هرمون التستوستيرون عند الرجال له تأثير مثبط للدموع، وهذا يمكن أن يكون سبب في أن الرجال يبكون أقل، وهذا ما يجعل الرجال الذين يعانون من انخفاض في التستوستيرون نتيجة تناولهم أدوية لعلاجسرطان البروستاتا، يبكون أسرع من الآخرين.[٧]
يعد الاختلاف بين الرجال والنساء في مسألة البكاء غير فطري، ولكنه يبدأ في الظهور من سن 11 عام، وهذا لا يكون بسبب زيادة نسبة بكاء الإناث، بل يكون بسبب انخفاض نسبة بكاء الذكور، نتيجة لبعض العوامل الثقافية والاجتماعية التي قد تلعب دورًا في هذا [٨]، حيث تقول الإحصائيات أن النساء يبكين من 30 إلى 64 مرة في العام، في حين يبكي الرجال من 6 إلى 17 مرة في العام فقط.[٩]
بكاء النساء لا يعبر عن الضعف، بقدر ما يعبر عن مدى حريتهن في التعبير عن مشاعرهن براحة، للعديد من الأسباب الثقافية والاجتماعية، على عكس الرجال الذين لا يستطيعون التعبير عن نفس المشاعر بهذه الحرية.
المراجع
- ^ أ ب ت "Do You Cry Easily? You Might Be a Highly Sensitive Person", highly sensitive refuge, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ^ أ ب "What Is a Highly Sensitive Person (HSP)?", verywellmind, Retrieved 10-12-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Why Do I Cry So Easily? Experts Break Down the Reasons Behind Your Tears", woman's day, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ "Symptoms of Depression", healthline, Retrieved 10-12-2020. Edited.
- ↑ "Why We Cry: The Truth About Tearing Up", webmd, Retrieved 10-12-2020. Edited.
- ↑ "I feel cranky and irritable—is it because of my hormones?", white swan foundation, Retrieved 10-12-2020. Edited.
- ^ أ ب "Nobel Scientist's Claim Examined: Do Women Actually Cry More?", live science, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ "The Relationship of Gender Roles and Beliefs to Crying in an International Sample", ncbi, Retrieved 2020-12-04. Edited.
- ↑ "Why Do Women Cry More Than Men?", the cut, Retrieved 2020-12-04. Edited.