محتويات
تفسير آيات سورة التكوير لابن كثير
سنذكر تفسير آيات سورة التكوير بالرجوع إلى كتاب تفسير القرآن العظيم للمفسّر ابن كثير -رحمه الله- فيما يأتي:[١]
- (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)[٢]
أي لُفت إلى بعضها البعض وذهب نورها.
- (وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ)[٣]
أي تنائرت وذهبت يوم القيامة.
- (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ)[٤]
أي نُسفت وزالت وأصبحت مستوية مع الأرض.
- (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ)[٥]
أي الإبل الحامل يتركها أصحابها، وينشغلون عنها من هول ذلك اليوم.
- (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)[٦]
أي جميع الحيونات يوم القيامة جُمعت.
- (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)[٧]
أي البحار في يوم القيامة تفجرت وفاضت، وفي قول آخر أنها يبست وجفت.
- (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)[٨]
أي قُرن وجمع كل شيء إلى مثله، الصالح مع الصالح والسيئ مع السيء، كقوله -تعالى-: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ).[٩]
- (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)[١٠]
وأد البنات هو دفن البنات في الجاهلية وهنّ أحياء، وفي هذا تهديد لصاحب ذلك الفعل بسؤالها عمّن دفنها وبأي ذنب.
- (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ)[١١]
أي أخذ كل إنسان صحيفة أعماله بيمينه أو بشماله.
- (وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ)[١٢]
أي انكشفت من مكانها وذهبت.
- (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ)[١٣]
أي حُمّيت وأُوقدت يوم القيامة.
- (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ)[١٤]
أي قُربت من أهلها وهم المتقين.
- (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ)[١٥]
أي في ذلك اليوم العظيم وبعد وقوع هذه الأهوال تعلم كل نفس ما عملت، كقوله -تعالى-: (يُنَبَّأُ الإنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ).[١٦]
- (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)[١٧]
أقسم الله -تعالى- بالنجوم التي تختفي في النهار وتظهر في الليل.
- (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ)[١٨]
فيها قولان: أي إذا أقبل أو أدبر بظلامه.
- (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)[١٩]
أي إذا طلع وأضاء.
- (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)[٢٠]
أي إن هذا القرآن هو من تبليغ رسول شريف وهو جبريل -عليه السلام-.
- (ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)[٢١]
أي شديد البطش وله مكانة ومنزلة رفيعة وعالية عند الله -تعالى-.
- (مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)[٢٢]
أي إن الملائكة تُطيعه في السماء، فهو من سادة الملائكة وأشرافهم وهو أمين على تبليغ هذا القران.
- (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ* وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ)[٢٣]
صاحبكم، أي الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ليس بمجنون، فقد رأى جبريل -عليه السلام- يأتيه بالرسالة من الله -عز وجل-.
- (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ)[٢٤]
أي إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس بمتهم ولا كاذب ولا بخيل بتبليغ الوحي.
- (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ)[٢٥]
أي إنّ هذا القرآن ليس بكلام من الشيطان.
- (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)[٢٦]
فأين تذهب بكم عقولكم من تكذيبكم بهذا القرآن مع بيان أنّه من عند الله -تعالى-.
- (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ* لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[٢٧]
أي إن هذا القرآن موعظة لجميع النّاس، فمن أراد منهم الهداية فعليه بهذا القرآن، فإرادة الهداية ليست موكولة إليهم من شاء اهتدى ومن شاء ضل، بل مرتبطة بإرادة الله -تعالى-.
وجاء في نزول هذه الآية أنّ أبا جهل كان يقول عندما سمع قوله -تعالى-: (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ):[٢٨] إنّ الأمر موكول إليهم إن شاؤوا اهتدوا وإنّ شاؤوا ضلوا، فأنزل الله -تعالى-: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).[٢٩]
معاني كلمات سورة التكوير
سنبين أبرز معاني الكلمات في سورة التكوير فيما يأتي:[٣٠]
- انكدرت: تناثرت.
- العشار: جمع عشراء وهي الناقة التي مرَّ على حملها عشرة أشهر.
- كُشِطَتْ: نُزعت وقلعت، يقال: كشطت جلد الشاة أي نزعته وسلخته عنها.
- الخنس: الكواكب المضيئة التي تخنس نهاراً، وتختفي عن البصر جمع خانس.
- الكنس: النجوم التي تغيب يقال: فكنس إِذا دخل الكناس وهو المكان الذي تأوي إِليه الظباء.
- عَسْعَسَ: أقبل بظلامه.
التعريف بسورة التكوير
سورة التكوير هي سورة مكية، عدد آياتها تسع وعشرون آية، سميّت بسورة التكوير لافتتاحها بقوله -تعالى-: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)،[٢] وقد جاء في فضلها ما رواه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن سرَّه أن يَنظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنه رَأْيَ عينٍ! فليقرأْ إذا الشمس كورت).[٣١]
موضوعات سورة التكوير
اشتملت سورة التكوير على موضوعات مهمة، ومن أبرزها ما يأتي:[٣٢]
- وصف أهوال يوم القيامة.
- إثبات أنّ القرآن الكريم منزّل من عند الله -تعالى- بواسطة جبريل -عليه السلام-.
- بيّنت صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تبليغ الرسالة.
- بيان ضلال المشركين وتكذيبهم.
- إنّ القرآن الكريم موعظة لجميع النّاس لمن أراد منهم الهداية وأقبل عليها.
المراجع
- ↑ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، صفحة 328. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة التكوير، آية:1
- ↑ سورة التكوير، آية:2
- ↑ سورة التكوير، آية:3
- ↑ سورة التكوير، آية:4
- ↑ سورة التكوير، آية:5
- ↑ سورة التكوير، آية:6
- ↑ سورة التكوير، آية:7
- ↑ سورة الصافات، آية:22
- ↑ سورة التكوير، آية:8-9
- ↑ سورة التكوير، آية:10
- ↑ سورة التكوير، آية:11
- ↑ سورة التكوير، آية:12
- ↑ سورة التكوير، آية:13
- ↑ سورة التكوير، آية:14
- ↑ سورة القيامة، آية:13
- ↑ سورة التكوير، آية:15-16
- ↑ سورة التكوير، آية:17
- ↑ سورة التكوير، آية:18
- ↑ سورة التكوير، آية:19
- ↑ سورة التكوير، آية:20
- ↑ سورة التكوير، آية:21
- ↑ سورة التكوير، آية:22-23
- ↑ سورة التكوير، آية:24
- ↑ سورة التكوير، آية:25
- ↑ سورة التكوير، آية:26
- ↑ سورة التكوير، آية:27-29
- ↑ سورة التكوير، آية:28
- ↑ سورة التكوير، آية:29
- ↑ محمد علي الصابوني، صفوة التفاسير، صفحة 499.
- ↑ رواه الترميذي، في سنن الترميذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3333، حسن غريب.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 79. بتصرّف.