تفسير سورة التين

كتابة:
تفسير سورة التين


تفسير سورة التين

تفسير الآيات المتعلقة بخلق الإنسان وما سيؤول إليه

قال تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَـذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)،[١] وذكرت الآيات الأولى من سورة التين أكثر من صيغة للقسم نذكر بيان الآيات فيما يأتي:


  • القسم

بدأت سورة التين بقسم الله -تعالى- بالتين والزيتون، وقد تعددت التفاسير بمعنى التين والزيتون، فالتفسير الأول قال: إن التين والزيتون هي الثمار المعروفة لدينا بسبب فوائدهما العظيمة للجسد، الثاني: إن التين هو مسجد النبي نوح الذي بناه على الجودي، والزيتون: هو بيت المقدس.[٢]

والثالث: إن التين هو مسجد دمشق، والرابع: إن التين والزيتون هما جبلان في دمشق والقدس، والخامس: إن التين هو مسجد أهل الكهف والزيتون: هو مسجد إيلياء.[٢]


  • معاني المفردات

وطور سينين: هو جبل الطور في سيناء الذي كلّم الله موسى منه، البلد الأمين: هي مكة المكرمة وهي أشرف بقاع الأرض، وقال أحد المفسرين: إن القصد وراء القسم بتلك الأماكن هو أن الله قد بعث رسولاً من أصحاب الرسالات التشريعية للبشرية لكل مكان منهم، فقد بعث عيسى عليه السلام للقدس، وبعث محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وكلّم موسى في جبل الطور.[٣]


  • المُقسم عليه

يعني أن الله -تعالى- قد أنعم على الإنسان بأن خلقه في أحسن وأفضل وأعدل صورة، ردننا: أعدنا، قال ابن قتيبة إن سافلين تعني الضعفاء ومن لا حيلة لهم، وربما دلت الآية على عجز الإنسان عند هرمه وضعف جسده لعله يكون سبباً في التراخي عن عمل الصالحات.[٤]

وأسفل تعني أن دركات وأبواب جهنم أسفل بعض، وهنا بيان المُقسم عليه وهو خلق الإنسان بصورة تامة متناسبة مع الدور الذي سيؤديه في حياته، وتحذير الله للمكذبين في الدين بأن النار ستكون مأواهم وبئس المصير.[٤]


وقامت الآيات باستثناء المؤمنين المتقين الذين عملوا الصالحات وأطاعوا الله وكانوا من المصدقين بإعجاز الله وقدرته اللامتناهية على الخلق والبعث والنشور فقد أعدّ الله لهم أجراً عظيماً وجنات وعيوناً ومقاماً كريماً يوم القيامة.[٤]


تفسير آية ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)

الآية السابعة من سورة التين تصف التكذيب بالبعث والحساب، قال -تعالى-: (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)،[٥] يقول العدوي: إن الآية تصف التعجب من تكذيب الإنسان للجزاء والبعث بعد كل الآيات التي تثبت عظمة الخالق في خلقه.[٦]

وقيل: إن الآية تسأل الإنسان عن السبب وراء إنكار وتكذيب البعث والإحياء من جديد، وقد تكون الآية عبارة عن خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- بشأن الإنسان الذي استطاع أن يُكذب بالدين واليوم الآخر بعد بيان كل الدلائل والحقائق على قدرة الله في هذا الكون.[٦]


تفسير آية (أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ )

الآية الثامنة من سورة التين تصف إتقان الله في صنعه، قال -تعالى: (أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)،[٧] يقول القرطبي: إن الآية تصف إتقان الله تعالى وإحسانه في الخلق، وقيل: إن الآية تصف عدل الله المُطلق بالحق، وقد جاءت هذه الآية بمثابة اعتراف ممن قال بأن خالق هذا الكون قديم.[٨]


مقاصد سورة التين

ورد عدد من مقاصد سورة التين في القرآن الكريم، نذكرها فيما يأتي:[٩]

  • إن الله قد أقسم في خلق الإنسان على أحسن وجه وتفضيله عن غيره من المخلوقات.
  • إن الله قد أعدّ للكفار المكذبين نار جهنم في القيامة.
  • إن الله قد أعدّ للمؤمنين المتقين الثواب العظيم والجنات والنعيم الذي هم فيه خالدون
  • إن الله هو أحكم الحاكمين في الدنيا والآخرة.


المراجع

  1. سورة سورة التين، آية:1-6
  2. ^ أ ب ابن الجوزي، كتاب زاد المسير في علم التفسير، صفحة 463. بتصرّف.
  3. سعيد حوى، كتاب الأساس في تفسير سورة التين، صفحة 6591. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت الواحدي، كتاب التفسير البسيط، صفحة 156-154. بتصرّف.
  5. سورة سورة التين، آية:7
  6. ^ أ ب مصطفى العدوي، كتاب سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 5. بتصرّف.
  7. سورة سورة التين، آية:8
  8. شمس الدين القرطبي، كتاب تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، صفحة 117. بتصرّف.
  9. مقاتل، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 749. بتصرّف.
4351 مشاهدة
للأعلى للسفل
×