محتويات
تفسير سورة الحشر للأطفال
سيعرض المقال تفسير سورة الحشر بصيغة مناسبة للأطفال، وذلك بحسب المواضيع التي ناقشتها السورة.
تفسير آيات إجلاء اليهود من المدينة
تتحدث الآيات الكريمة بدايةً عن إخراج يهود بني النضير من المدينة المنورة؛ وذلك بسبب كفرهم ونقضهم العهد مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان ذلك أول حشر حشروه في الدنيا؛ فلليهود حشران -أي جمعان- واحد في الدنيا وواحد في الآخرة وهو الحشر العظيم.[١]
وقيل إنّهم أول من أُخرجوا من ديارهم من أهل الكتاب، وقيل إنّ إجلاءهم كان إلى بلاد الشام، وقيل إلى خيبر، وقيل إلى نجد، وقال آخرون إنّه كان إلى أريحا وتيماء.[١]
وكان يهود بني النضير يختبئون في حصون منيعة، ويكنزون الكثير من السلاح؛ ظنًّا منهم أن ذلك قد يعصمهم من أمر الله وعذابه إذا حضر، فلمّا أتى أمر الله جعلهم خائفين مرعوبين تملأ قلوبهم الرهبة من المسلمين؛ فبدأوا يهدمون بيوتهم قبل أن يخرجوا منها.[١]
وأمّا سبب إجلائهم من المدينة كان بعد غزوة أحد عند هزيمة المسلمين؛ فقام اليهود بنقض العهد مع المسلمين وخرجوا إلى مكة ليحالفوا قريشًا ضد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان يقودهم آنذاك كعب بن الأشرف.[١]
وأرسل النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- محمد بن مسلمة الأنصاري فقَتل قائدهم، وأبلغهم بأمر خروجهم من المدينة، فطلبوا مهلةً للخروج تقدّر بعشرة أيام، فذهب بعض المنافقين لإقناعهم بعدم الخروج من الحصون، ووعدوهم بالقتال معهم إن قاتلهم المسلمون، وعلى الخروج معهم إن أخرجهم المسلمون، فعظّموا الأمر في نفوسهم وبدأوا بالاستعداد للقتال وتدّربوا على ذلك.[١]
لكن كان أمر الله -تعالى- سابقًا لأمرهم؛ حيث ألقى -سبحانه- الرّعب في قلوبهم، وعلموا بكذب المنافقين أصحابهم، فلجأوا لطلب الصُلح من المسلمين، لكن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- رفض ذلك، وأصرّ على إجلائهم من المدينة، ثمّ انتقلت الآيات للحديث عن حرمة قطع النخيل، وحرقه حتى وإن كان مِلكًا للعدو.[١]
تفسير آيات تقسيم الفيء
وضحت الآيات الكريمة حكم المال الذي أخذه المسلمون بعد غزوة بني النضير، لكونه من الفيء الذي ناله المسلمون بعد الغزوة من غير قتال، حيث مشى إليهم المسلمون مشيًّا وحاصروهم من غير وقوع قتالٍ بينهم، بخلاف الغنيمة التي تُؤخذ بعد القتال.
وكان تقسيم الفيء بجعل النصيب الأكبر للمهاجرين؛ لحاجتهم بعد الهجرة، وأمّا الأنصار فأعطى ثلاثة فقراء منهم وهم: سهل بن حنيف، وأبو دجانة والحارث بن الصّم.[٢]
تفسير آيات الحديث عن المنافقين وموقفهم
يخاطب تعالى نبيَّه بشأن المنافقين الذين أرسلوا إلى يهود بني النضير، ويُبين له كذب خطابهم الذي أبلغوا به اليهود ليثبتوهم ضدّ المسلمين، وادّعوا أنّهم سيقاتلون ويخرجون معهم، والله -سبحانه- يشهد على كذب وعودهم.[٣]
ويبين المولى أنّه وإن خرج اليهود ما خرجوا معهم، ولو قاتلوا المسلمين ما نصروهم، ولكان موقفهم الفرار والهزيمة، ولن ينفعهم هذا النفاق؛ فهم يخافون من المسلمين أكثر من خوفهم من الله -تعالى-؛ وذلك من جهلهم بعظمة الله وقدرته.[٣]
ويشترك المنافقون واليهود في صفة الخوف وعدم المواجهة في القتال، فهم لا يواجهون المسلمين في ساحة المعركة؛ وإنما يقاتلون من خلف الأسوار والقلاع، التي تخفي ضعفهم، فهم حتى وإن ظهروا متحدين، إلا أنّ بينهم فرقة وحقد وعداوة.[٣]
وهم بذلك كيهود بني قينقاع حين أخرجهم النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من المدينة، وقد شبههم الله -تعالى- بالإنسان الذي يُغريه الشيطان بالكفر، فإذا كفر استغنى عنه، ومثل هؤلاء مصيرهم نار جهنم خالدين فيها.[٣]
تفسير آيات توصية المؤمنين بتقوى الله
يبين الله -تعالى- شأن المؤمنين بعد استعراض حال اليهود والمنافقين، ويُظهر الفرق الكبير بين الذي يدخله -تعالى- جناته، وبين الذي جعل مصيره إلى النار.
ويأمر الله -تعالى- عباده المؤمنين بالتقوى؛ باجتناب كل ما نهى عنه -سبحانه-، والقيام بكل ما أمر به، والإكثار من الأعمال الصالحة في الدنيا؛ ليجدوا أجرها في الآخرة، وليكون نصيبهم نعيم الجنّة.[٤]
تفسير الآية المتعلقة بمكانة القرآن الكريم وعظيم شأنه
يذّكر المولى -سبحانه- بعظمة القرآن وعلو شأنه ومكانته، فلو أنزله -تعالى- على جبل من الجبال لوقع الجبل وخشع وتشقق خوفًا من الله -تعالى-، بالرغم من قسوة الجبال وصلابتها إلّا أنّها لا تثبت أمام كلام الله وما فيه من مواعظ وبلاغة.[٥]
وقد ضرب الله -تعالى- هذا المثل لبيان رفعة القرآن الكريم، وعظيم تأثيره في نفوس السامعين، وليعتبر الناس بهذا المثل.[٥]
تفسير الآيات المتضمنة لأسماء الله الحسنى
ختم الله -تعالى- الآيات بذكر أسمائه وصفاته؛ فهو الذي يعلم ما يسرّ الإنسان وما يعلن، وهو القدوس المترفّع عن كل عيب، وهو السّلام الذي سلم من النقص، وهو المؤمن الذي أمِن وحفظ أولياءه من العذاب، وهو العظيم ذو الجبروت، المطّلع على عباده.[٦]
فلا شيء مثله، ولا أحد يملك صفات الربوبية غيره، وهو المتكبّر العالي، خالق كل شيء، وهو المصور الذي خلق المخلوقات بهيئات متنوعة، فسبحان من له هذه الأسماء، وسبحان الذي جعل كل من في الكون يسبح له، ويتدبر في عظيم خلقِه وصنعه.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح شمس الدين القرطبي ، تفسير القرطبي، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ صديق حسن خان، كتاب فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 44. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 2629. بتصرّف.
- ↑ محمد عزة دروزة، كتاب التفسير الحديث ، صفحة 324. بتصرّف.
- ^ أ ب وهبة الزحيلي ، التفسير المنير، صفحة 108. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الأمين الشنقيطي، كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، صفحة 67. بتصرّف.