تفسير سورة الروم من آية 20 إلى 23

كتابة:
تفسير سورة الروم من آية 20 إلى 23


تفسير سورة الروم من آية 20 إلى 23

تفسير الآيات الكريمة عند السعدي

تشير الآيات الكريمة إلى انفراد الله -تعالى- بالإلهية وكمال عظمته، ونفوذ مشيئته وقوة اقتداره، وجميل صنعه وسعة رحمته وإحسانه، وتفسيرها عند السعدي على النحو الآتي:[١]

  • قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ)[٢]

يبين الله -تعالى- في الآية الكريمة أنه خلق أصل نسل آدم -عليه السلام- من تراب، ثم خلق البشر جميعاً من أصل واحد ومادة واحدة، وبثهم في أقطار الأرض.

  • قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[٣]ومن آيات الله -تعالى- الدالة على رحمته، أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً تناسبكم وتناسبونهن، مما رتب على الزواج المودة والرحمة.
  • قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)[٤]

ومن آياته خلق السماوات والأرض وما فيهما، وذلك دال على عظمة سلطان اللّه وكمال اقتداره الذي أوجد هذه المخلوقات العظيمة، وكمال حكمته لما فيها من الإتقان، وكذلك من آياته كثرتكم وتباينكم مع أن الأصل واحد ومخارج الحروف واحدة، ومع ذلك لا تجد صوتين متفقين من كل وجه، ولا لونين متشابهين من كل وجه، إلا وتجد من الفرق ما يحصل به التمييز.

  • قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)[٥]

ومن رحمة الله وتمام حكمته، سكون الخلق في وقت ليستريحوا به ويستجموا، وانتشارهم في وقت لمصالحهم الدينية والدنيوية، ولا يتم ذلك إلا بتعاقب الليل والنهار عليهم.


تفسير الآيات الكريمة عند ابن كثير

قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ)،[٢] أي من عظمته وكمال قدرته أنه خلق أباكم آدم من تراب، فأصلكم من تراب، ثم جعلكم تنتشرون في الأرض، ومن رحمته أيضاً أن خلق لكم من جنسكم إناثاً يكن لكم أزواج.[٦]


ولو أنه جعل بني آدم كلهم ذكوراً، وجعل إناثهم من جنس آخر؛ لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج، وجعل بينهم مودة وهي المحبة، والرحمة هي الرأفة، ومن آيات قدرته العظيمة خلق السماوات في ارتفاعها واتساعها، والأرض في انخفاضها وكثافتها.[٦]


ومن قدرته اختلاف لغات الناس، واختلاف ألوانهم وهي حِلاهم وأشكالهم، ومن آياته أن جعل في الليل سكوناً وراحة وذهاباً للشقاء والتعب، وجعل الانتشار والسعي في النهار، وفي قوله: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ[٧] أي يعون ويتفكرون.[٦]


تفسير الآيات الكريمة عند البغوي

من عظمة الله خلق أصلكم، يعني آدم من تراب، ثم جعلكم تنبسطون في الأرض، وخلق أزواجكم من جنسكم من بني آدم، وجعل بين الزوجين المودة والرحمة، وما من شيء أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحمة بينهما.[٨]


ومن آياته اختلاف اللغات من العربية والعجمية وغيرهما، واختلاف ألوانكم أبيض وأسود، وأنتم من رجل واحد وامرأة واحدة، ومن آياته منامكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار وتصرفكم في طلب المعيشة.[٨]

المراجع

  1. عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، صفحة 639. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سورة الروم، آية:20
  3. سورة الروم، آية:21
  4. سورة الروم، آية:22
  5. سورة الروم، آية:23
  6. ^ أ ب ت اسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم، صفحة 277-278. بتصرّف.
  7. سورة الروم، آية:23
  8. ^ أ ب الحسين البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن، صفحة 266. بتصرّف.
6114 مشاهدة
للأعلى للسفل
×