تفسير سورة الفرقان

كتابة:
تفسير سورة الفرقان

تفسير سورة الفرقان

التعريف بسورة الفرقان

هي السورة الخامسة والعشرون في الترتيب القرآني، وهي السورة الثانية والأربعون في ترتيب النزول، نزلت بعد سورة يس وقبل سورة فاطر، وفيها سبع وسبعون آية، وثمانمئة واثنتان وتسعون كلمةً،[١]وجاء في فضلها عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (من قرأ سورة الفرقان بعث يوم القيامة وهو مؤمن أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، ودخل الجنة بغير حساب)،[٢]وسمّيت بالفرقان؛ لاشتمالها على ظهور خيرات الحقّ بالفرقان، الذي هو التمييز بين الحق والباطل، ووجه تسميتها أيضاً بسورة الفرقان؛ لوقوع لفظ الفرقان فيها ثلاث مرَّاتٍ في أولها، ووسطها، وآخرها.[٣]


هل هي سورة مكية أم مدنية؟

أما بالنسبة إلى أنها سورة مكية أو مدنية، ففيها أقوال على النحو الآتي:[٤]

  • الأول: أنّها مكيَّةٌ كلّها، وهذا قول الجمهور.
  • الثاني: أنّها مكيَّةٌ إلّا ثلاث آياتٍ منها نزلت في المدينة، وهذا قول قتادة وابن عباس في رواية عنه.
  • الثالث: أنّها مدنيَّةٌ وفيها آياتٌ مكيَّةٌ، وهذا قول الضحاك.


مناسبة سورة الفرقان لما قبلها

تظهر مناسبة سورة الفرقان لما قبلها فيما يأتي:[٥]

  • اختتمت السورة السابقة، وهي سورة النور بكون الله -تعالى- مالكًا لما في السماوات والأرض، متصرِّفًا به على ما تقتضيه الحكمة، والمصلحة مع النظام البديع والوضع الأنيق، وأنّه -تعالى- سيحاسب عباده يوم القيامة على ما قدّموا من العمل خيرًا كان أو شرًا.
  • افتتحت سورة الفرقان بتمجيد الله؛ بما يدلّ على تعاليه في ذاته وصفاته وأفعاله، وعلى حبّه لخير عباده بإنزال القرآن لهم هاديًا وسراجًا منيرً، ففرّق بين الحقّ والباطل، والهدى والضلال، والنور والظلام.
  • في السورتين جاء وصف السحاب، وإنزال الأمطار وإحياء الأرض الجرز.
  • جاء في كلٍّ من السورتين وصف أعمال الكافرين يوم القيامة، وأنّها كالهباء المنثور.
  • وصف النشأة الأولى للإنسان في السورتين.


التفسير الإجمالي لسورة الفرقان

أمّا عن تفسير سورة الفرقان، فإنّنا نلخصه في الآتي:[٦]

  • ابتدأت السورة الكريمة بذكر أن الله -تعالى- أنزل القرآن على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؛ ليوصل لهم رسالة ربهم، وينذرهم ويحذّرهم من عقاب من يكفر بالله -تعالى-.
  • الله -تعالى- هو الواحد وهو مالك كلّ شيءٍ، لا شريك له في ملكه.
  • هؤلاء الكفار عبدوا غير الله -تعالى- من أصنام وغيرها، وهذه المعبودات لا تضر ولا تنفع.
  • أرسل الله -تعالى- رسله من البشر، ليتقبّلهم الناس ويسهل على الرسل دعوتهم، إلّا أنّ الكفار أبوا وعاندوا وقالوا لو يأتيهم ملائكةٌ بدلاً من البشر، فكانت هذه حجتهم ليكفروا بالله -تعالى-.
  • كلّما جاء رسول إلى قومٍ كان الناس يطلبون منه المعجزات، وتلك الطلبات تكون من باب التعجيز والتحدي وليس للإيمان.
  • الله -تعالى- طمأن نبيه -صلى الله عليه وسلم-، بأنّ له الجنّة تجري من تحتها الأنهار.
  • يوم القيامة التي يكفر بها المشركون سيندمون على كفرهم، ويتمنّون لو أنهم آمنوا، لكن لن ينفعهم ندهم شيئاً.
  • يوم القيامة سيندم الكفار أنّهم اتبعوا أعوان الشياطين، فقد أضلوهم عن طريق الحق، لكن هؤلاء المتبوعين والشيطان أيضاً سيتبرّؤون منهم، وسيتمنّى الكافر يوم القيامة لو أنّه آمن بالرسول الذي جاءه ليهديه إلى طريق الحقّ طريق عبادة الله -تعالى-.
  • يبيّن الله -تعالى- الفرق بين مصير الكافرين والمؤمنين، فمن كفر مصيره النار، ومن آمن مصيره الجنّة خالدًا فيها.
  • بيّن الله -تعالى- كيف أنّ الأمم السابقة كذّبوا رسلهم، وأنّه -تعالى- أهلكهم وعذبهم.
  • يقول الكافرون لو أنّ هذا القرآن نزل جملةً واحدةً ولم ينزل مفرَّقًا، إلّا أنّ الله -تعالى- أنزله مفرَّقًا؛ ليثبّت به فؤاد النبي –صلى الله عليه وسلم-.
  • جاء ذكر قصة موسى -عليه السلام- مجملةً، وكذلك قصة نوح -عليه السلام-؛ كلّ ذلك طمأنةً للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتسليةً له.
  • الذين كفروا بالله -تعالى- وعبدوا غيرهم ما هم إلا كالأنعام، بل الأنعام التي لا تعقل أفضل منهم؛ حيث إنّها تسبّح الله -تعالى-.
  • بيّن الله -تعالى- كثيرًا من الأدلة الواضحة التي تدلّ على قدرته ووجوده، كتسيير الرياح التي تحرك السحب المليئة بالأمطار التي تحيي الأرض، وخلق الماء العذب والماء المالح وجعل بينهما حاجزًا.
  • كما أنّه -تعالى- خلق السماوات والأرض وما بينهما، وزيّن السماء بالنجوم والقمر، وجعل الليل والنهار.
  • ثمّ جاءت الآيات بذكر صفات عباد الله -تعالى- التي يجب أن يتّصفوا بها ليتميزوا عن غيرهم من الخلائق، ومن هذه الصفات: المشي بتواضع، يعبدون الله -تعالى- بالليل والنهار، المعتدلون في الإنفاق، ولا يعبدون مع الله إلهًا آخر، ولا يقتلون الناس، ولا يزنون.
  • بينت الآيات أنّ باب رحمة الله تعالى واسعٌ؛ فمن يتوب عن أفعاله؛ فإنّ الله غفورٌ رحيمٌ.


المراجع

  1. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 314. بتصرّف.
  2. رواه ابن الفاخر، في موجبات الجنة، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:140.
  3. جمال الدين القاسمي، محاسن التأويل، صفحة 415. بتصرّف.
  4. شمس الدين القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، صفحة 1. بتصرّف.
  5. أحمد المراغي، تفسير المراغي، صفحة 145. بتصرّف.
  6. أحمد حطيبه، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 103-026. بتصرّف.
16022 مشاهدة
للأعلى للسفل
×