محتويات
تفسير سورة القارعة
اشملت سورة القارعة على ثلاثة مواضيع رئيسية، وهي الحديث عن أهوال يوم القيامة، ومصير المؤمنين المتقين، والكافرين المنكرين، وفيما يأتي بيانٌ وشرحٌ للأفكار التي اشتملت عليها سورة القارعة:
مشاهد من أهوال يوم القيامة
بدأت السورة الكريمة باسم من أسماء يوم القيامة، والقارعة تأتي بمعنى الضرب والهزّ بشدّة، وسمّيت بهذا الاسم، ذلك لأنّ أحداث يوم القيامة تقرع قلوب الناس لشدّتها وفظاعتها، وتخزي الكفار وأعداء الله -تعالى- فتقرعهم، ثمّ استفهمت الآيات الكريمة عن القارعة، والغرض من الاستفهام هنا التهويل، وتنبيه الإنسان إلى حقيقة يوم القيامة للاستعداد لهذا اليوم.[١]
ومن أحداث يوم القيامة تشبيه الناس بالفراش المتطاير حول النار، وذلك كناية عن كثرة الناس يوم القيامة واضطرابهم، ومسيرهم نحو أرض المحشر، والجبال تكون قد تفرّقت وهُدّمت، وشبهت في الآيات الكريمة بالصوف المتناثر والمنفوش، قال الله -تعالى-: (الْقَارِعَةُ* مَا الْقَارِعَةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ* يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ* وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ).[٢][١]
فوز وسعادة المتقين
انتقلت الآيات الكريمة للحديث عن مصائر الناس في يوم القيامة؛ بناءً على ثقل أعمالهم الصالحة وقلتها، فأمّا من أحسن وعمل صالحاً وكان ميزانه من الصالحات ثقيلاً فجزاؤه الفوز والسعادة في يوم القيامة، خالداً مخلداً في نعيم الجنة المقيم، قال الله -تعالى-: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ).[٣][٤]
خسارة الاقل أعمالا يوم القيامة
وبعد أن بيّنت الآيات الكريمة ثواب من ثقل ميزانه من العمل الصالح، انتقلت الآيات للحديث عن الفئة الأخرى من الناس، ممّن خف ميزانهم من العمل الصالح، فمأواه في يوم القيامة نار جهنم، وقد عظّمت الآيات الكريمة من شأن نار جهنم، بالسؤال عنها.[٤]
وذلك لتحذير الناس من عذاب النار، فيكون هذا دافعاً لهم ليكونوا ممّن ثقلت موازينهم يوم القيامة بالإيمان والعمل الصالح، قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ* فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةٌ).[٥][٤]
مقاصد سورة القارعة
سأذكر بعض مقاصد سورة القارعة فيما يأتي:[٦]
- وصف مشاهد يوم القيامة، من حال الناس فيها، ووصف لبعض مظاهر الأرض، من مثل حالة الجبال بعد انهيارها وتفرقها.
- التهويل من يوم القيامة لتخويف الناس، ليكونوا على أتمّ الاستعداد لهذا اليوم العظيم.
- بيان الصنّف الأول من الناس في يوم القيامة، وهم من اتّعظوا وأكثروا من العمل الصالح في الحياة الدنيا، فثوابهم النعيم المقيم في الجّنة.
- بيان الصنف الثاني من الناس في يوم القيامة، وهم من أنكروا وكذّبوا وكان نصيبهم يوم القيامة العذاب في نار جهنّم خالدين فيها.
- استخدام أسلوبي الترهيب والترغيب، الترهيب قد كان في التعظيم من شأن يوم القيامة والتخويف منه والحديث عن أهواله، والترغيب كان في الحديث عن نعيم المؤمنين في يوم القيامة.
المراجع
- ^ أ ب محمد سيد طنطاوي، كتاب التفسير الوسيط لطنطاوي، صفحة 488-489. بتصرّف.
- ↑ سورة القارعة، آية:1-5
- ↑ سورة القارعة، آية:6-7
- ^ أ ب ت عبدالرحمن السعدي، تفسير السعدي، صفحة 933. بتصرّف.
- ↑ سورة القارعة، آية:8-11
- ↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية، صفحة 172. بتصرّف.