تفسير سورة الهمزة

كتابة:
تفسير سورة الهمزة

تفسير سورة الهمزة

سورة الهُمَزة من السور القصيرة التي احتوت على موضوعات عدّة، ومنها الوعيد بالعذاب لمن يلمز الناس ويهمزهم، وذكر بعض صفات النار، وفيما يأتي تفسير لآيات هذه السورة وفقًا لما جاء فيها من المواضيع.


العذاب الشديد للذين يعيبون الناس

قال -تعالى- في بداية سورة الهمزة: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}،[١] أي إنّ العذاب والهلاك والحسرة ستكون لمن يهمز الناس ويلمزهم، ومعنى الهُمزة: هو من يقلّل من قدر الناس، ويُهين كرامتهم في وجوههم؛ تطاولًا عليهم وإرضاءً لغروره، واللُّمزة: هو من يحطّ من قدر أهل القدْر؛ فيتكلّم عنهم بالسوء في غيابهم، فهو لا يستطيع فعل ذلك في حضورهم.[٢]


المال ليس خالداً

قال -تعالى-: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ* يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}،[٣] أي إنّ من صفات الهَمّاز اللّمّاز الذي توعّده -سبحانه- بالويل والعذاب، هو من يكون حريصًا على جمع المال وفعل أي شيء لأجل تحصيله، والدنيا هي همّه الأكبر،[٢] ويحسب أنّ هذا المال الذي لديه هو من يُعطيه فضلًا وعلوًا على الآخرين؛ فيُسيء إليهم، ويظنّ أنّ ماله هذا سيكون سببًا في خلوده فلا يُفكّر بالموت وبما بعده.[٤]


ذكر مواصفات النار والترهيب منها

  • قال -تعالى-: {كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}[٥]
أي إنّ ماله هذا لن ينفعه، وسيُلقى في الحُطمة وهي نار جهنّم التي تحطّم كلّ من يدخل إليها وتدمّره.[٤]
  • {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ}[٦]
أي إنّ هذه النار عظيمة جدًا، وفي هذا تخويف وترهيب لمن كان شأنه الهَمز وَاللَّمز وحبِّ المال؛ والحرص على جمعه بأي طريقة.[٧]
  • {نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ}[٨]
أي نار الله المشتعلة، وهو وصف للحُطمة.[٧]
  • {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ}[٩]
أي تدخل إلى الجوف حتّى تصل إلى الأفئدة، والفؤاد يقع وسط القلب، وفي اطِّلاع النار عليه، وقربها منه، عذابٌ شديدٌ لا يحتمل، وسبب اطّلاعها هذا؛ أنّ القلوب هي مواطن العقائد الفاسدة، وقيل إنّ معنى اطّلاع النار على الأفئدة أي حرقها لها وهم أحياء، وقيل معناه: أكلها لجميع الجسد حتّى إذا وصلت إلى الفؤاد عادت مرّة أخرى للجسد -والعياذ بالله-.[٧]
  • {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ}[١٠]
أي مُغلقة مُنطبقة.[١١]
  • {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ}[١٢]
أي مُؤصدة ومُغلقة بعَمَدٍ مَمدود فلا سبيل للخروج.


تعريف سورة الهمزة

سورة الهمزة هي سورة مكيّة -أي نزلت في مكّة المكرمة قبل الهجرة- وقد نزلت بعد سورة القيامة، وعدد آياتها تسع آيات، وتقع هذه السورة بين سورتي العصر والفيل في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم.[١٣]


سبب نزول سورة الهمزة

رُوِي أنّ سورة الهمزة نزلت في مجموعة من المشركين كانوا يقومون بهمز المسلمين واختلاق الأكاذيب حولهم، وقد سُمّي مِن هؤلاء عِدّة أشخاص، وفيما يأتي أسماء بعضهم:[١٤]

  • الوليد بن المغيرة المخزومي.
  • أمية بن خلف.
  • أبي بن خلف.
  • جميل بن معمر من بني جمح "وقد أسلم يوم فتح مكة وشهد حُنينًا".
  • العاص بن وائل من بني سهم.
  • الأسود بن عبد يغوث.
  • الأخنس بن شريق.


المراجع

  1. سورة الهمزة، آية:1
  2. ^ أ ب عبد الكريم يونس الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 1671. بتصرّف.
  3. سورة الهمزة، آية:2-3
  4. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، صفحة 2932. بتصرّف.
  5. سورة الهمزة، آية:4
  6. سورة الهمزة، آية:5
  7. ^ أ ب ت سعيد حوَّى، الأساس في التفسير، صفحة 6676. بتصرّف.
  8. سورة الهمزة، آية:6
  9. سورة الهمزة، آية:7
  10. سورة الهمزة، آية:8
  11. القرطبي، شمس الدين، تفسير القرطبي، صفحة 185. بتصرّف.
  12. سورة الهمزة، آية:9
  13. محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 311. بتصرّف.
  14. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 535. بتصرّف.
4100 مشاهدة
للأعلى للسفل
×