تفسير سورة عبس من آية 1 إلى 10

كتابة:
تفسير سورة عبس من آية 1 إلى 10

تفسير سورة عبس من آية (1 إلى 10)

وتفصيل ذلك فيما يأتي:

  • (عَبَسَ وَتَوَلَّى).[١]

كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يناجي كبار قريش؛ عتبة بن ربيعة، وأبا جهل عمرو ابن هشام، والعباس بن عبد المطلب ويدعوهم إلى الإسلام، وكان يحرص كثيراً على دعوتهم، ويرجو دخلوهم الإسلام، فجاء إليه ابن أم مكتوم الأعمى.[٢]

وكان -عليه الصلاة والسلام- منشغلاً عنه، وبدأ ابن أم مكتوم يقول علمني مما علمك الله، فكره الرسول -عليه الصلاة والسلام- مقاطعته لكلامه؛ فعبس في وجهه أي قبضه تكرهاً، وأعرض عنه.[٢]

  • (أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى)[٣]

وهو ابن أم مكتوم عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم، نسب إلى أمه، وهي أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم بن يقظة؛ وابن أم مكتوم ابن خال خديجة- رضي الله عنها-.[٤]

عتاب الرحمن للرسول -عليه الصلاة والسلام-

يُعاتب الله -سبحانه وتعالى- رسوله الكريم عتاباً لطيفاً، فكان العتاب تذكرة وعبرة وعظة له -عليه الصلاة والسلام-، بقوله -تعالى-:

  • (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى)[٥]

يعاتب الله -تعالى- سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام-، بابن أم مكتوم بقوله: وما يدريك يا محمد؛ لعلّ هذا الأعمى الذي عبست في وجهه، وأعرضت عنه يريد أن يسلم ويتطهر من ذنوبه، ويخرج من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام، ويتعظ من قولك له فينفعه فيحسن إسلامه.[٦]

  • (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى* فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى* وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى)[٧]

ويعاتب -تعالى- رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام-، ويقول له: أما الذي استغنى بماله وجاهه وسلطانه ولا يريد أن يسلم فأنت الذي تتصدى وتتعرض لهم لهدايتهم ورجاءك في إسلامهم، وأي شيء عليك أن لا يتطهروا من كفرهم ويسلموا؟[٨]

  • (وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى* وَهُوَ يَخْشَى* فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى)[٩]

ويعاتبه -تعالى- بأن هذا الرجل الأعمى؛ الذي جاءك ساعياً وباحثًا، ومتلهفاً لمعرفة الحق ويخشى الله ويتقيه، تتغافل عنه وتتلهى وتنشغل بغيره.[١٠]

فوائد من قصة ابن أم مكتوم

في هذه القصة كثيراً من الفوائد والعبر، سنذكر أهمها فيما يأتي:

  • يجب على الداعية المسلم أن يحرص على هداية الناس أجمعين، وإيصال الرسالة لهم، ويدعو الجميع دون التفريق بين المستويات المجتمعية.
  • دعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكبار قريش ليس شيئاً مذموماً بل هو مدح له، ولكن ألّا يكون على حساب هداية غيرهم.
  • "يتساوى في الإنذار الشريف والضعيف، والفقير والغني، والسادة والعبيد، والرجال والنساء، والصغار والكبار، ثم الله -تعالى- يهدي من يشاء".[١١]
  • أهمية هداية المستضعفين، فإن إيمان ورجاحة ابن أم مكتوم، ونصره للحق والإسلام يفوق المئات من كبار قريش المشركين.
  • الإحسان إلى من قصرنا في حقهم ونحن نعلم صلاحهم، وذكر أن النبي -عليه الصلاة والسلام- استخلفه على المدينة مرتين؛ في غزوتين غزاهما وجعله يُصلّي بأهلها.[١٢]

المراجع

  1. سورة عبس، آية:1
  2. ^ أ ب ابن أبي حاتم، تفسير ابن أبي حاتم، صفحة 3399. بتصرّف.
  3. سورة عبس، آية:2
  4. ابن حزم، جمهرة أنساب العرب لابن حزم، صفحة 171. بتصرّف.
  5. سورة عبس، آية:3-4
  6. الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان ط هجر، صفحة 105-106. بتصرّف.
  7. سورة عبس، آية:5-7
  8. الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان ط هجر، صفحة 107. بتصرّف.
  9. سورة عبس، آية:8-10
  10. الطبري، أبو جعفر، تقسير الطبري جامع البيان ط هجر، صفحة 107. بتصرّف.
  11. مأمون حموش، التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون، صفحة 349.
  12. الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان ط هجر، صفحة 104. بتصرّف.
6501 مشاهدة
للأعلى للسفل
×