محتويات
تفسير سورة نوح
فيما يأتي ذكر تعريف عام عن السورة:[١]
- سورة نوح سورة نزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو في مكة قبل أن يهاجر إلى المدينة.
- نزلت عليه عندما كان يلاقي الأذى والتكذيب من المشركين.
- توضح له -صلى الله عليه وسلم- قصة نبي من الأنبياء الذين سبقوه، عانده قومه ولم يؤمن معه منهم إلا عدد قليل بعد فترة طويلة من سنوات الدعوة.
- عدد آياتها (28) آية.
أما نبيّ الله نوح عليه السلام- فهو:[٢]
- أحد أولي العزم من الرسل.
- هو أول رسول بعثه الله إلى الأرض.
- كانت فترة دعوته هي الأطول بين جميع الأنبياء -عليهم السلام-؛ حيث بلغت (950) سنة.
- كفر معظم قومه بدعوته؛ حتى أن أحد أبنائه وزوجته لم يستجيبوا له.
- أهلك الله قومه الكفار بفيضان عظيم، غطى جميع الأرض.
- نجى سيدنا نوح -عليه السلام- والمؤمنون معه بالسفينة التي أمره الله -سبحانه وتعالى- أن يصنعها.
إرسال سيدنا نوح وتكليفه بالدعوة وإنذار قومه
تتحدث الآيات (1-4) عن مجموعة من الأمور:[٣]
- إن الله -سبحانه وتعالى- هو الذي أرسل سيدنا نوح إلى قومه حتى ينقذهم من العذاب الذي ينتظرهم إذا استمروا على كفرهم وعصيانهم.
- بيّن لهم -عليه السلام- أن الله أرسله لهم حتى يعبدوا الله وحده ويخافوه ويطبّقوا دينه الذي جاء به.
- إذا استجابوا للدعوة؛ غفر لهم ذنوبهم التي فعلوها قبل إسلامهم، وعاشوا بقية أعمارهم في سعادة وهناء دون أن يتعرّضوا للعذاب أو الهلاك.
دعوة سيدنا نوح واستكبار قومه
تبين الآيات (5-9) كيف دعا سيدنا نوح -عليه السلام- قومه وكيف كان ردّهم:[٤]
- يشتكي سيدنا نوح -عليه السلام- إلى ربه -سبحانه وتعالى- أنه دعا قومه في الليل والنهار، كل هذه المدة دون استجابة.
- من شدة كفرهم وعنادهم لا يريدون أن يسمعوا كلام سيدنا نوح؛ فيضعون أصابعهم في آذانهم، ولا يريدون أن يروا صورته؛ فيغطّون رؤوسهم وعيونهم.
- استخدم سيدنا نوح -صلى الله عليه وسلم- كل الوسائل: فدعاهم وهم مجتمعون، ودعاهم علانية، ودعاهم بشكل سرّي.
- بالرغم من كل هذه الأساليب التي اتبعها سيدنا نوح -عليه السلام- إلا أنهم استمروا في كفرهم وغرورهم واستكبارهم.
التذكير بأنعُم الله وآثار قدرته ورحمته
توضح الآيات (10-20) بعض نِعم الله -سبحانه وتعالى- التي وهبها للناس، ذكّر بها سيدنا نوح قومه؛ لعلهم يهتدون:[٣]
- أولى نعم الله -سبحانه وتعالى- التي يذكّر سيدنا نوح -عليه السلام- قومه: أنّ الله يغفر الذنوب عند توبة عباده.
- الله -سبحانه- يُنزل أمطار الخير الغزيرة المتتابعة.
- الله -سبحانه- يرزق عباده الأموال والأولاد والحدائق الواسعة التي تجري خلالها الأنهار.
- إن الله -عز وجل- خلق الإنسان على مراحل متتابعة، ليكتمل خلقه في أحسن تقويم.
- إن الله -سبحانه- خلق الكون والسماوات السبع المتطابقة لتدل على عظمته وقدرته وحكمته؛ هداية للناس.
- سخّر -سبحانه وتعالى- القمر لينير الليل، والشمس لتمدّنا بالحرارة والضياء.
- خلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسان من تراب الأرض، وجعل غذاءه يخرج من هذا التراب، فينمو ويكبر ويعيش بهذا الطعام؛ كأنه نوع من النبات الذي يعيش على التراب مباشرة.
- جعل الله الكريم -سبحانه- الأرض ممهّدة ممتدة واسعة، حتى يقوم الإنسان بنشاطاته المختلفة.
عصيان قوم نوح وتمسكهم بعبادة أصنامهم
بالرغم من كل الجهود التي بذلها سيدنا نوح -عليه الصلاة والسلام- لم يستجب له قومه، فجاءت الآيات (21-24) تبين موقفهم القبيح، وإصرارهم على كفرهم، يصف لنا ذلك سيدنا نوح فيقول:[٥]
- إنهم لم يستجيبوا لدعوته، بل أطاعوا أسيادهم الذين أنعم الله -سبحانه- عليهم بالأموال الكثيرة والأولاد؛ ولكنهم لم يشكروا الله عليها، بل زادتهم تكبرا وضلالا.
- إن الأسياد الكفار كانوا يقومون بالمكائد الكبيرة ليمنعوا الناس من اتباع نوح -عليه السلام-.
- كانوا يجمّلون صور آلهتهم وأصنامهم في عيون الناس، ويشجّعونهم على الثبات على عبادتها، وقد نجحوا في ذلك؛ فضلّ معظم قوم نوح -عليه السلام-.
دعوة نوح على الكفار و دعائه لنفسه وللمسلمين
في الآيات (25-28) تنتهي هذه السورة الكريمة:[٣]
- بدعاء سيدنا نوح -عليه الصلاة والسلام- على الكفار بالهلاك، لأن وجودهم سيكون سبباً في ضلال الناس، وسينقلون الكفر إلى أبنائهم.
- دعائه -عليه السلام- لنفسه ولوالديه وللمؤمنين بالمغفرة.
- دعائه على الظالمين بالهلاك والخسارة في الدنيا والآخرة.
العبر المستفادة من سورة نوح للأطفال
يُستفاد من هذه السورة الكريمة كثيراً من الأمور، منها:
- إن الله -سبحانه وتعالى- رحيم بالناس، يحب لهم الهداية حتى يدخلوا الجنة، ولذلك أرسل لهم الرسل الكرام، ومن هؤلاء الرسل: سيدنا نوح -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام-.
- إن الرسل -عليهم الصلاة والسلام- ومنهم سيدنا نوح بذلوا كل جهدهم ليُخرجوا الناس من ظلام الكفر إلى نور الهداية.
- نِعَم الله -سبحانه وتعالى- كثيرة، ويجب على الإنسان أن يشكر الله عليها.
- إن الكفار يعملون بكل قوتهم ليمنعوا انتشار الدين.
- إن الله -سبحانه وتعالى- في نهاية الأمر ينصر المؤمنين الثابتين على دينهم في الدنيا ويكرمهم بالجنة في الآخرة.
المراجع
- ↑ ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير (الطبعة 1)، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 185، جزء 29. بتصرّف.
- ↑ أبو المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم الصحاري العوتبي، الأنساب، صفحة 17-21. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد علي الصابوني (1997)، صفوة التفاسير (الطبعة 1)، القاهرة:دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع ، صفحة 426-427، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ محمد علي الصابوني (1981)، مختصر تفسير ابن كثير (الطبعة 7)، بيروت:دار القرآن الكريم، صفحة 553، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ القرطبي (1964)، تفسير القرطبي (الطبعة 2)، القاهرة:دار الكتب المصرية، صفحة 306، جزء 18. بتصرّف.