علم تفسير القرآن
هو العلم الذي يُعنى بتوضيح وفهم معاني القرآن الكريم لفظًا ومضمونًا، واستخراج الأحكام والتشريعات التي ينصّ عليها، والحِكَم والدلالات لكّل آيةٍ من آياته، وذلك بناءً على ما جاء في علوم النّحو والصرف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات، واستنادًا ما بيّنه الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- لصحابته، ويحتاج علم التفسير لمعرفة سبب نزول الآية ومعرفة الآيات المنسوخة، والغاية منه معرفة المراد من خطاب الله -تعالى- مع عباده بغرض التعبّد والتقرّب لله -عزّ وجلّ- والامتثال لأوامره، وسيأتي هذا المقال على بيان تفسير قوله السابقون السابقون وماورد عن المفسرين بهذا الخصوص.[١]
علماء تفسير القرآن
أجمع أهل العلم على أنّ علم تفسير القرآن هو من الفروض الواجبة على المسلمين لكنّه فرض كفاية، أي أنّه إذا تعلّمه البعض سقط عن باقي الأمّة، ولهذا اختصّ بعض الصحابة والتابعين وعلماء الفقه المعاصرون بتفسير القرآن وبيان أحكامه وأوامره وتعليمها لباقي المسلمين، وكان أشهرهم:[٢]
- من الصحابة: عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وأُبيّ بن كعب -رضي الله عنهم-.
- من التابعين: مجاهد وعطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير -رضوان الله عليهم-.
- من العلماء المعاصرين: الإمام الطبريّ وكتابه "جامع البيان في تأويل القرآن"، والإمام القرطبيّ وكتابه "الجامع لأحكام القرآن"، والإمام ابن كثير وكتابه "تفسير القرآن العظيم"، والإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي وكتابه "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" -رحمهم الله جميعًا-.
تفسير قوله السابقون السابقون
قال الله -عزّ وجلّ- في محكم كتابه في سورة الواقعة: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}[٣]، وفي تفسير قوله -تعالى- السابقون السابقون كان لعلماء التفسير أقوالٌ مختلفة: ومنها:[٤]
- قال الإمام السعديّ -رحمه الله- أنّ المقصود من آية "السابقون السابقون" هو أنّ السابقون من الناس إلى الخيرات هم السابقون إلى الجنّات، وأنهم هم المقربون من الله -جلّ وعلا- ومكانهم جنّات النعيم في أعلى عليّين.
- أمّا ابن كثير -رحمه الله- فقد قال أن تفسير قوله "السابقون السابقون" هو أنّ الناس يُقسمون في يوم القيامة إلى ثلاثة أصناف وهم: قومٌ على يمين العرش وهم الذين يُؤتون كتبهم بأيمانهم وهم أهل الجنة، وقومٌ على يسار العرش وهم الذين يُؤتون كتبهم بشمالهم وهم أهل النار، وفئةٌ سابقون إلى الله -عزّ وجلّ- وهم قومٌ أفضل من أصحاب اليمين وفيهم الأنبياء والرسل والشهداء والصدّيقون، وهم السابقون إلى جنات النعيم.
- وقال القرطبي -رحمه الله- عن تفسير قوله "السابقون السابقون" أنّ السابقين هم أصحاب اليمين وهم من يؤخذ بأيديهم إلى جنات النعيم.
- أمّ ما ذكره ابن القيّم -رحمه الله- في كتابه "حادي الأرواح" أنّ لتفسير قوله "السابقون السابقون" ثلاثة وجوه، إحداها أن يكون توكيدًا لفظيًّا وعندها يكون خبر كلمة السابقون هو المقرّبون، والوجه الثاني أن يكون السابقون الأولى مبتدأ والثانية خبر له، وأمّا الوجه الثالث هو أن تكون الأولى مختلفةً عن الثانية في المعنى وبهذا يكون تفسيرها السابقون في الطاعات هم السابقون إلى جنات النعيم، والله -تعالى- أعلم.
المراجع
- ↑ "آفاق البحث في علم التفسير"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "التفسير والمفسرون"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-05-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 7-12.
- ↑ "وقفات مع الآية الكريمة ( والسابقون السابقون ..)"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-05-2019. بتصرّف.