القرآن الكريم
لقد أنزلَ الله تعالى القرآن الكريم على نبيِّهِ محمد -صلى الله عليه وسلم- ليخرجَ به الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الفَهم والتوحيد والإسلام قال تعالى: "الر كتابٌ أنزَلناهُ إليكَ لتُخرجَ النَّاسَ من الظُّلماتِ إلى النُّور" [١]،، وقد جعله تعالى معجزةً خالدةً إلى يوم يبعثون، تحدَّى به رسولَ الله قومه وما زال القرآن الكريم إلى اليوم يتحدَّى البشر بإعجازه وإحاطته بكثير من الحقائق العلمية المكتَشفة حديثًا، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول تعريف سورة الواقعة وتفسير قوله تعالى فلا أقسم بمواقع النجوم. [٢]
تعريف سورة الواقعة
قبل تفسير قوله فلا أقسم بمواقع النجوم لا بدَّ من الإشارة إلى تعريف سورة الواقعة، فهي من سور القرآن الكريم المكية كما سبقَ نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة بعد سورة طه، رقم ترتيبها في المصحف الشريف 56 وعدد آياتها 96 آية، وسمِّيت بالواقعة لأنَّ الله تعالى افتتحها بقوله: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} [٣]، والواقعة هو أحد أسماء يوم القيامة، ورد في تفسير الآية الأولى {إذا وقعت الواقعة}: أي إذا نزلت صيحة القيامة وذلك عندما ينفخُ في الصور من أجل قيام الساعة، ويقول ابن عباس -رضي الله عنه-: الواقعة والطامة والصاخة ونحو ذلك من أسماء يوم القيامة عظمه الله وحذر عباده منه. تتناول سورة الواقعة الحديث عن أهوال يوم القيامة وعن النشأة الآخرة، في ردٍّ على المتشككين في ذلك اليوم، قال تعالى: {كَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} [٤]، وتقوم بالتعريف بأنواع البشر الثلاثة في ذلك اليوم العظيم وتحدّد مصير كلّ منهم: أصحاب الشمال وأصحاب اليمين والسابقون، ثمَّ تتناول الحديث عن قدرة الله تعالى في الخلق والإنشاء، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} [٥]، ثم تؤكّد في نهايتها على عظمة القرآن وصدقه وتتوعد المكذبين به، وتحدد مصير كل نوع من الأنواع التي ذكرها الله تعالى في بداية السورة. [٦]
تفسير قوله فلا أقسم بمواقع النجوم
اشتملتْ سورة الواقعة على عددٍ من الآيات العظيمة والمُعجزات التي تتحدّث عن قدرة الله تعالى في الخَلق والإنشاء سواء في خلق الإنسان والنبات وإنزال المطر، ثمّ أقسم الله تعالى بمواقع النجوم في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم، والله تعالى دائمًا ما يقسم بآيةٍ من آياته المذهلة للبشر، وقوله فلا أقسم بمواقع النجوم من أكثر هذه الآيات إعجازًا، واختلف المفسّرون في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم حيثُ رويَ عن ابن عباس قوله: "فلا أقسم بمواقع النجوم أي نجوم القرآن فإنه نزلَ جملةً ليلةَ القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا ثمَّ نزلَ مفرقًا بعد سنين"، ويروي الضّحاك عن ابن عباس أيضًا قوله: "نزلَ القرآن جملةً من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا فنجمته السفرة على عشرين ليلة على جبريل، ونجمه حبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم- عشرين سنة وقوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} [٧]، أي نجوم القرآن"، ونحو هذا القول قال مجاهد والسدي وعكرمة وأبو حزرة، ولكن في العصر الحديث عرفَ البشر بعد ما بلغوه من العلوم والتقنيات الحديثة أنَّ النجوم تبعدُ عن الأرض مسافات هائلة لا يعلمُها إلا الله، لذلك عندما يفنى نجمٌ تبقى صورته ظاهرة للبشر حتى بعد زواله وهذه هي مواقع النجوم لأنَّ البشر يرونَ صورة النجم بعد فنائه وزواله وهذا من آيات الإعجاز في القرآن الكريم، والله أعلم. [٨]
المراجع
- ↑ {إبراهيم: الآية 1}
- ↑ قرآن, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-2-2019، بتصرف
- ↑ {الواقعة: الآيات 1-2}
- ↑ {الواقعة: الآيات 47-48}
- ↑ {الواقعة: الآيات 58-59}
- ↑ كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-2-2019، بتصرف
- ↑ {الواقعة: الآية 75}
- ↑ تفسير قوله تعالى " فلا أقسم بمواقع النجوم ", ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-2-2019، بتصرف