سورة الطارق
تعدّ سورة الطارق من السور المكيّة، أيْ السور التي نزلت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة بواسطة الوحي جبريل -عليه السلام- وهي من سور المفصل، يبلغ عدد آيات سورة الطارق 17 آية، وقد نزلت بعد سورة البلد، وهي السورة السادسة والثمانون في ترتيب المصحف الشريف، حيث تقع في الجزء الثلاثين والحزب التاسع والخمسين، ومن من السور التي لم يرد فيها لفظ الجلالة أبدًا، وجدير بالقول إن سورة الطارق تبدأ بالقسم، حيث يقسم الله تعالى في مطلعها بالسماء، وهذا المقال سيتناول الحديث عن مضامين سورة الطارق، بالإضافة إلى تفسير قوله فلينظر الإنسان مم خلق في سورة الطارق. [١]
مضامين سورة الطارق
سورة الطارق سورة من السور المكية، ورَدَ التعريف بها سابقًا، ولكن من الجدير بالذكر أن يتم الحديث عن مضامين هذه السورة المباركة، أو الحديث عن الموضوعات التي تناولتها سورة الطارق بشكل عام، وقد بدأت سورة الطارق في آياتها الأولى بقسم من الله -سبحانه وتعالى- حيث أقسم -جلَّ وعلا- بالسماء والنجوم أنَّ كلَّ نفس وكلَّ إنسان في هذا العالم عليه حفيظ من الملائكة يكتب أعمالها بدقة رهيبة، قال تعالى: "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ" [٢]، ثمّ ينتقل الخطاب الإلهي في هذه السورة إلى الحديث عن بداية نشأة الإنسان وخلقه، وفي هذه الآيات إعجاز علمي يُضاف إلى سلسلة الإعجازات العلمية في القرآن الكريم، ثمَّ ينتقل الخطاب الإلهي إلى التأكيد على قدرة الله -سبحانه وتعالى- على البعث والحساب، فالله الذي خلق الإنسان من نطفة تخرج من بين الصلب والترائب قادر على بعثه من جديد، يوم تُعرض الصُحف وتُنشر أعمال الناس، ثمّ يُقسم الله تعالى بالسماء والأرض إنَّ البعث حق والحساب حق، وهذه آيات وعد ونذير للناس حتَّى يتبين لهم إنَّه الحق، والله تعالى أعلم. [٣]
تفسير قوله فلينظر الإنسان مم خلق
يقول ربُّ العزة في سورة الطارق: "فلينظر الإنسان مم خلق * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" [٤]، وتفسير قوله تعالى في الآيات السابقة "فلينظر الإنسان مم خلق" إنَّ هذه الآية فيها توصية ظاهرة لابن آدم حتَّى يعتبر من طريقة خلقه ويخرج من غفلته، وكي يعلم أن من أنشأه قادر على إعادة بعثه وإحيائه من جديد، فعليه أن يستعد ويجهِّز العدة ليوم البعث والحساب القريب. [٥]
أمَّا فيما يتعلَّق بتفسير قوله تعالى: "خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" [٦]، فالمراد هنا إنَّ أصل الإنسان ماء دافق من بين صلب أبيه، والصلب هو الظهر، وأما الترائب فهنا كان اختلاف العلماء، فقيل: "إنَّ الترائب موضع القلادة من صدر المرأة"، وقيل: "الترائب ما بين المنكبين والصدر"، وقيل: "الترائب عصارة القلب"، وقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: "والصواب من القول في ذلك عندنا، قولُ من قال: هو موضع القِلادة من المرأة، حيث تقع عليه من صدرها؛ لأنَّ ذلك هو المعروف في كلام العرب، وبه جاءت أشعارهم، قال المثقَّب العبدي:
وَمِنْ ذَهَبٍ يُسَنُّ عَلَى تَرِيبٍ كَلَوْنِ العَاجِ لَيْسَ بِذِي غُضُونِ
والماء هو النطفة التي تخرج من بين الصلب والتّرائب، من بين صلب الرجل أي ماء الرجل، ومن بين ترائب المرأة أو مائها، وهذا ما اكتشفه العلم الحديث، والله تعالى أعلم. [٧]
المراجع
- ↑ تفسير سورة الطارق وهي مكية, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرّف
- ↑ {الطارق: الآية 1-2-3}
- ↑ ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرّف
- ↑ {الطارق: الآية 5-6-7}
- ↑ تفسير سورة الطارق, ، "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرّف
- ↑ {الطارق: الآية 6-7}
- ↑ تفسير قوله تعالى (خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب), ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرّف