محتويات
إقامة الاحتفالات ليلة عيد الأضحى
يُسمّى اليوم الذي يسبق اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك بيوم الوقفة، وذلك نسبةً إلى وقوف حجّاج بيت الله الحرام بعرفة في هذا اليوم، ويُعدّ يوم الوقفة من الأيام التي تحمل العديد من مظاهر السعادة والبهجة والتي اعتاد المصريون على الاحتفال بها دائمًا استعدادًا لأوّل أيّام العيد، ومن ذلك؛ تحضيرات الشبّان والفتيات لأنفسهم في صالونات الحلاقة والتّجميل كنوع من أنواع التزيّن وإظهار الفرح، كما أنّ الاهتمام بإعداد المنازل والتأكّد من نظافتها لاستقبال الضيوف خلال أيّام العيد من تقاليد عيد الأضحى في مصر، بما يتضمّنه من تنظيف يستمّر لعدّة أيّام وحتّى نهاية ليلة الوقفة، فضلًا عن عادات الشباب في السهر داخل المقاهي ليلًا وحتّى صلاة العيد لتأديتها جماعةً في المساجد والساحات.[١]
الذهاب لصلاة عيد الأضحى
يلي يوم الوقفة والسهر الطويل الممتع صلاة العيد في أوّل أيامه وهي من أهم طقوس العيد في مصر، فيتوجّه المصريون لتأدية صلاة العيد في الساحات المفتوحة جماعةً، وبعد الانتهاء من الصلاة تظهر فعاليات توزيع الكعك وتبادل الحلوى، وهي من أهم طقوس العيد لدى المصريين، حيث يوزّع كل فرد أو مجموعة الكعك والهدايا المختلفة على الآخرين كمظهر من مظاهر الفرح والسرور، وبعد الانتهاء من هذا يتوجّه البعض للترويح عن أنفسهم والاستمتاع في الحدائق والمتنزّهات العامّة، ومنهم من يفضّل الذهاب إلى دور السينما لمشاهدة المسرحيات المتنوعة.[٢]
ذبح الأضحية وطباعة الكف بدمائها على الجدران
اعتاد المصريون على غمس أيديهم بدماء الأضحية بعد ذبحها، ثمّ طباعتها على الجدران الخارجيّة للمنازل للتباهي بها، ويُعتقَد بأنّ هذه الطقوس تطرد الحسد والأرواح الشريرة، وما زال الناس في مصر يتوارثون هذه العادة جيلًا بعد جيل دون معرفة معناها الحقيقي،[٣] وهي عادة مصرية قديمة جدًا تعود إلى الحضارة الفرعونية، فقد كان لون الدم الأحمر يشير إلى إله الشرّ لديهم في القِدم، أمّا الأصابع الخمس المغموسة والمطبوعة على الجدران فتشير إلى منع الشرّ والحسد من خلال القربان المذبوح، وهذه الخرافات ليس لها أصل علمي بل هي مجرّد معتقدات لا علاقة لها بمفهوم الأضاحي في الإسلام.[٣]
زيارة الأقارب في أيام عيد الأضحى
تُعدّ زيارة الأقارب وتبادل التهنئة من فعاليات احتفالات عيد الأضحى في مصر الهامّة والتي تُضفي عنصر الودّ والمحبة، وتهدف أساسًا إلى تعزيز الروابط الأسريّة وتأدية واجب صلة الرحم بين الأقارب، كما أنّ لها دور هام في إقامة العلاقات الوديّة مع الجيران والأصحاب، إضافة إلى الترويح عن النفس وسط الأجواء الاجتماعيّة التي يميل لها الإنسان، كما يُمكن انتهاز هذه الفرصة في حل العديد من الخلافات، وتستمر زيارة الأقارب عادةً من اليوم الأول من أيام عيد الأضحى وحتى اليوم الثالث، ويؤدي هذا الطقس الصغار والكبار على حدّ سواء، كما يُمكن أن يجمع الفرد بين زيارة أقاربه والتنزّه معهم خارج المنازل في المطاعم والمقاهي أو السينما كنوع من التغيير والتجديد.[٤]
تحضير أكلات عيد الأضحى المصرية
يُعدّ تحضير الفتّة المصريّة من أهم الأطباق الأساسيّة على المائدة، والتي تعدّ جزء من عادات عيد الأضحى المبارك في مصر ومن مكوّناتها الأساسية؛ الأرز والخل والثوم واللحم، إضافة إلى الصلصة الحمراء، وتتعدد طرق تحضيرها إلّا أنّ جميع الطرق تعتمد على هذه المكونات بشكل رئيس، ومن الأكلات التي اعتاد المصريون على تحضيرها أيضًا:[٥]
- الممبار.
- الكرشة.
- طاجن العكاوى بالبصل.
- الكوارع.
- لحمة الرأس.
- الرقاق.
- طاجن اللحم.
تقديم حلويات عيد الأضحى المصرية
تقدّم العديد من أصناف الحلويات في أيام عيد الأضحى في مصر، ومن أشهر أطباق حلويات العيد في[١]مصر ما يأتي:[٦]
- كعك العيد، بحشواته المختلفة؛ كالجوز والعجوة.
- البيتي فور الحلو.
- الغريبة المصرية.
- العجمية.
- بسكويت الشوفان.
- بسكويت جوز الهند.
- بسكويت النشادر.
- شكلمة اللوز.
تقديم العيدية
يُقدّم الكبار العيديّة للصغار في مصر كواحد من أهم الطقوس والعادات التي تُدخل الفرح على قلوب الآخرين، وخاصةً الصغار الذين ينتظرونها بلهفة دائمًا، ومما يُميّز العيدية لدى المصريين هي تناسُبها الطردي مع العمر، فكلما كبُر الفرد زادت قيمة العيدية التي تُقدّم إليه، كما جرت العادة بأن تكون نقود العيدية المقدّمة جديدة، ويشيع تقديم العيدية في الغالب للأطفال بوجود صلة القرابة من الدرجة الأولى؛ كالآباء والأمهات والأجداد، إضافة إلى الأعمام والعمّات والأخوال والخالات.[٢]
ترجع عادة الاهتمام بتقديم النقود في أيام العيد أو ما يسمّى بالعيدية تاريخيًّا إلى أيام الحكم الفاطمي في مصر حيث كانت توزّع على العامّة مع كسوة العيد، كما أنّ الخليفة كان يوزّع العيدية على الرعية القادمين لتهنئته صباح العيد، فينثر عليهم الدراهم والدنانير من شرفة قصره.[٧]
بدأت العيدية بطابعها الرسمي في العصر المملوكي، وكانت تُسمّى جامكية آنذاك، وكان لتقديمها بروتوكولًا خاصًا، فتترتّب الدنانير الذهبية وسط طبق كبير، وتحيط بها حلوى وكعك العيد، وكان السلطان يختصّ بها الأمراء رجال الجيش، وتتفاوت العيدية المقدّمة لكل منهم حسب رتبته ومكانته في الدولة.[٧]
تهتم العائلة المصرية خلال أيام عيد الأضحى المبارك بالعديد من مظاهر العيد في مصر كنوع من التقاليد السائدة هناك، ومن ذلك الذبح وبعض الخرافات المرتبطة بذلك لديهم، كما يؤدي المصريون صلاة العيد في الساحات كجزء هام من العيد، إضافةً إلى الزيارات العائلية وزيارات الأصدقاء والجيران مع ما يُضفيه ذلك من ألفة وتقوية للروابط الاجتماعية، فضلًا عن توزيع الحلوى واختيار أطباق محدّدة كأنواع أساسية لا بدّ من وجودها على الموائد في أيام العيد.
أمّا العيدية فهي من الطقوس المُنتظَرة المُفرحة للكبار والصغار والتي ترجع في الأصل إلى أيام الحكم الفاطمي؛ فكان يقدّمها الخليفة لرعيّته، ثمّ أصبحت طقسًا رسميًا في العصر المملوكي.
المراجع
- ↑ "عادات وطقوس العيد.. "ليلة الوقفة" كيف يستقبل المصريين الأعياد؟"، اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "طقوس مصرية أصيلة في عيد الفطر و"الوقفة""، صحيفة النهار، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "غمس الكف في أطباق دم الأضحية ... تعرف على سر تلك العادة المصرية"، مصراوي، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ↑ "تنوع برامج الشباب خلال عطلة عيد الأضحى المبارك"، الأيام، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ↑ "أشهر أكلات عيد الأضحى فى الدول العربية"، البلد، 14/07/2021، اطّلع عليه بتاريخ 20/07/2021. بتصرّف.
- ↑ "حلوى العيد في الدول العربية"، ويكي ويك، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "العيدية .. عادة مصرية"، الأهرام، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.