المشاكل والتشوهات الخلقية (Congenital abnormalities) تعد من الحالات الصحية التي تصيب الأطفال حديثي الولادة على وجه التحديد، مما استدعى أهمية اكتشاف بعض التقنيات الجديدة لتشخيصها وعلاجها مبكرًا.
المشاكل والتشوهات الخلقية (Congenital abnormalities) تعد من الحالات الصحية التي تصيب الأطفال حديثي الولادة، حيث أشارت الولايات المتحدة الأمريكية أن 3% من الأطفال قد يولدون بتشوه أو مشكلة خلقية معينة.
لذلك، تم تشكيل فريق متعدد التخصصات من أخصائيي الأطفال حديثي الولادة في مستشفى (UCLA Mattel) للأطفال من أجل معالجة أكبر عدد ممكن من هذا النوع من المشاكل الصحية الخَلقية سواء خلال فترة الحمل أو بعد الولادة مباشرة، وهذا الفريق لا يتضمن أطباء حديثي الولادة وأخصائي طب الأم والجنين فقط، بل يشمل أيضًا مجموعة من الأطباء المتخصصين ببعض التخصصات الفرعية الأخرى، كأمراض القلب، وجراحة الطفل والأشعة وعلم الوراثة وغيرها.
حيث يتم إحالة الحالات الصحية التي تعاني من هذه المشاكل الخلقية أو التشوهات إلى هذا الفريق الطبي إلى جانب الاستعانة ببعض الأخصائيين الآخرين كأطباء القلب، وجراحة الطفل، وعلم الوراثة عند الضرورة من أجل التأكد من صحة التشخيص، وتقديم أفضل النصائح والعلاجات المناسبة لأسر هذه الحالات.
تقوم المجموعة الطبية المتخصصة بحديثي الولادة، أو بمرحلة ما قبل الولادة بتقديم العديد من الخدمات والتي من أبرزها:
- اللجوء أو الاستعانة ببعض الأطباء المتخصصين من أجل التأكد من صحة ودقة تشخيص.
- القدرة على تحديد طريقة وخطة علاجية مناسبة للحالات المصابة، سواء تم تطبيقها خلال الحمل أي قبل الولادة، أو بعد الولادة مباشرة.
- القيام بتصنيف المخاطر المحتملة؛ وذلك لتحديد طريقة العلاج الأنسب، والتي تعطي أفضل النتائج.
نتيجة لاستخدام طرق تشخيصية واسعة للأم والجنين أثناء الحمل، مثل: التصوير بالموجات فوق الصوتية، وإجراء بعض الاختبارات التشخيصية والجنينية، فقد تم اكتشاف العديد من الحالات التي تعاني من المشكلات الخلقية في الفترة الأخيرة، خاصةً تلك التشوهات التي تحدث داخل رحم الأم، وذلك بحسب ما نوه له الدكتور سهاس جي كالابور (Suhas G. Kallapur) مدير وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة في مركز (Ronald Reagan) الطبي في UCLA ومركز (UCLA Santa Monica) الطبي.
كما أضاف دكتور كالابور قائلًا: "إلى جانب هذه الزيادة في عدد تشخيص الحالات المصابة بالتشوهات والعيوب الخلقية فقد تم توفير بعض الإجراءات الطبية ليتم استخدامها خلال عملية التشخيص للحصول على أفضل النتائج الممكنة، والتي تم تقديمها لكل من UCLA والمراكز الرئيسية الأخرى، مما ساهم ذلك في تطوير فريق حديثي الولادة متعدد التخصصات في UCLA Health."
وأوضح الدكتور كالابور قائلًا: "إذا ظهر في تصوير الموجات فوق الصوتية أن هناك احتمالية بوجود مشكلة أو تشوه خلقي لدى الجنين فإن الأم سيتم إحالتها إلى هذا الفريق المتخصص من أجل الحصول على المشورة الطبية بدقة أكبر." فمثلًا: "إذا أظهرت النتائج التشخيصية أن الجنين مصاب بالفتق الحجابي الخلقي (Congenital diaphragmatic hernia) الذي يعد من المشاكل الخلقية المهددة للحياة بسبب عدم تكوين الرئتين بالشكل الصحيح؛ فإن التصوير بالموجات فوق الصوتية سيساهم في التنبؤ بصحة الرئتين الوظيفية ووضع خطة علاجية مناسبة للحالة."
بالمقابل إن كانت إحدى الحالات تعاني من أيّ تشوهات خلقية في ممرات الهواء (Airway abnormalities) فسيتم عندها استدعاء أخصائي الأذن والأنف والحنجرة وقت الولادة من أجل الحرص على فتح مجرى الهواء للجنين حديث الولادة.
أما بالنسبة لأسر المرضى فلا بدّ أن يتم توضيح الحالة لهم بشكل عام من حيث الطرق التشخيصية المتبعة والخطط العلاجية التي تم وضعها، وذلك للتقليل من خوفهم قدر الإمكان وزيادة شعورهم بالاطمئنان قبل خضوعهم لأيّ إجراء طبي.
حيث قال الدكتور كالابور: "نحرص على تقديم المشورة الطبية المناسبة وعلى الوضوح مع عائلات المرضى فيما يخص وضع أطفالهم الصحي وما يمكن توقع حدوثه معهم، ليتسنى لهم التخطيط للإجراء المناسب، فمثلًا في بعض الحالات قد يحتاج المرضى إلى المكوث في وحدة العناية المركزة لوقت طويل، وهذا يحتاج إلى معرفة الأهل مسبقًا؛ لاتخاذ الإجراءات المناسبة."
كنا قد نوهنا سابقًا، أن في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 3% من الأطفال قد يولدون بتشوه خلقي معين، والتي لا تقتصر على جزء معين من الجسم، بل تتضمن العديد من أجزاء الجسم، مثل: القلب، والكلى، والدماغ، والنخاع الشوكي، ولكن بحسب ما قد تم التوصل له مؤخرًا فإن أمراض القلب الخلقية تعد من أكثر المشكلات الخلقية شيوعًا حيث قد تؤثر على حالة واحدة من كل 100 حالة من الحمل.
وقال الدكتور كالابور أيضًا: "أن أغلب الحالات التي تعاني من المشاكل الخلقية لا تعد خطيرة ولا يترتب عليها أيّ مخاطر أو أضرار وقد لا تحتاج إلى أيّ تدخل طبي فوري، لكن من ناحية أخرى فإن هناك بعض التشوهات الخلقية التي قد تكون مهددة للحياة خاصة إذا كانت هذه التشوهات مرتبطة بالقلب، ففي مثل هذه الحالات يجب التدخل بسرعة والعمل على تجهيز المولود للجراحة، حيث تساعد وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) في مثل هذه الحالات على توفير أفضل الخدمات الطبية المتقدمة والحديثة قبل إجراء هذا النوع من العمليات الجراحية.
وفي الفترة الأخيرة قد زادت القدرة على اكتشاف المشكلات الخلقية للأجنة أكثر من السابق؛ حيث يعود ذلك لسببين رئيسين وهما: التقدم بالفحوصات التشخيصية، بالإضافة إلى تأجيل النساء للحمل والولادة خوفًا من الإصابة بإحدى المشاكل الوراثية، خاصة عند النساء الأكبر سنًا.
وهنا تجدر الإشارة إلى التطور الطبي الذي أحدثته مجموعة UCLA على هذا المستوى، فقد أضاف الدكتور كالابور قائلًا: "بالنسبة إلى هذا النوع من الحالات الصحية، فنحن بحاجة إلى مستوى عالٍ من الخبرة لضمان الرعاية المناسبة في الوقت المناسب."
مصدر هذا المحتوى من: