محتويات
ما هو تقوّس العضو الذكري؟
يُعد الجهاز التناسلي عند الكائنات الحية أساسيًّا لإتمام عملية التكاثر، التي يضمن فيها الكائن الحي بقاء جنسه، وعلى الرغم من أهمية هذا الجهاز، إلّا أنّه لا يُعد ضروريًا لبقاء الكائن الحي على قيد الحياة، كما يختلف ما بين الذكر والأنثى، فيتألف الجهاز التناسلي للذكور من الحويصلة المنوية، والأسهر، والبروستاتا، والبربخ، والخصيتين، والقضيب، وكغيره أجهزة الجسم قد يتعرّض الجهاز التناسلي للعديد من المشكلات الصحية التي تتمثل بوجود خلل في أحد الأعضاء، مثل تقوّس العضو الذكري أو تقوّس القضيب (Penile Curvature)، الذي يُشير كما يوحي اسمه إلى انحناء القضيب أثناء انتصابه ليبدو أكثر تقوّسًا من طبيعته.[١]
ما هي أسباب تقوس العضو الذكري؟
في واقع الأمر توجد عدّة أمور يُمكن أن تتسبب بتقوّس القضيب، يُمكن تصنيفها كما يأتي:
العيوب الخلقية
يُطلق على هذه الحالة تقوّس القضيب الخلقي، الذي يُشير إلى وجود خلل أثناء تشكّل الجنين الذكر في الرحم، إذ ينشأ التقوّس نتيجة عدم نمو الحجرتين المكونتين للقضيب بصورة متكافئة، مما يعني أنّ إحداهما تنمو لتصبح أصغر من الأخرى، لذا فإنّ القضيب سينحني باتجاه الحجرة الأقصر أو الأصغر، لذلك فإنّ تقوّس القضيب الخلقي غالبًا ما يُلاحظ عندما يصبح الذكر يافعًا أو في مرحلة ما قبل سن البلوغ، حينها يكون نمو هذه الحجيرات أكثر وضوحًا.
على الرغم من إمكانية انحناء القضيب في أي اتجاه، إلّا أنّه في غالب الأحيان ينحني باتجاه الأسفل، فيُطلق عليه اسم انحناء القطيب البطني، ويعدّ تقوّس القضيب الخلقي من العيوب الخلقية النادرة، إذ تصل نسبة الإصابة به إلى واحد% فقط، وفي هذا النوع من التقوّس يكون الانحناء ثابتًا غير متغيّر، ويغيب عنه وجود النسيج الندبي.[٢][١]
مرض بيروني
يعدّ من المشكلات الصحيّة التي تتسبب بتقوّس القضيب نتيجة تشكل نسيج ندبي يُطلق عليه اسم النسيج اللويحي (Plaque) تحت الجلد الذي يُغطي القضيب، تحديدًا داخل الغلالة البيضاء المسؤولة عن إبقاء القضيب مستقيمًا أثناء الانتصاب، إلّا أنّه يُمكن أن يتشكّل هذا النسيج في أي منطقة في القضيب.
عند تشكّل النسيج فإنّه يشد الأنسجة المحيطة به أو يسحبها مسببًا انحناء القضيب أو تقوّسه، الأمر الذي يكون أكثر وضوحًا أثناء الانتصاب، وعلى خلاف تقوّس القضيب الخلقي فإنّ مرض بيروني لا يعد عيبً خَلقيًّا، إنّما يشير الأطباء إلى أنه يحدث نتيجة تعرّض القضيب للإصابة الحادّة أو المزمنة، أو الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.
على الرغم من عدم قدرة الأطباء على تحديد السبب بوضوح، إلّا أنّه من المؤكد أنّ مرض بيروني غير مُعدٍ ولا ينجم عن أي نوع من الأمراض المنقولة جنسيًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ لهذا المرض مرحلتين أساسيتين، هما كما يأتي:[٣]
- المرحلة الحادّة: التي قد تدوم مدة ثمانية عشر شهرًا فيها يتشكّل النسيج الندبي، ليبدأ القضيب بالانحناء تدريجيًا، وقد يُصاحب هذه المرحلة التهاب في القضيب، أو الشعور بالألم فيه حتى دون الانتصاب.
- المرحلة المزمنة: فيها يتوقف الانحناء في القضيب عن الزيادة ويثبت بزاوية تقوّس معينّة، كما يقلّ الشعور بالألم فيه.
أسباب أخرى
قد ينشأ تقوّس القضيب نتيجةً لأسباب أخرى أقل شيوعًا من الأسباب المذكورة سابقًا، منها ما يُعرف بتقفع دوبويتران (Dupuytren contracture)، الذي يُشير إلى انثناء أحد أصابع اليد أو أكثر بصورة دائمة، وفي بعض الحالات النادرة قد يُصاب القضيب بهذه الحالة، مما يتسبب بتقوّسه، كما أظهرت بعض الفحوصات التي أُجريت على الأشخاص المُصابين بتقوّس القضيب وجود نوع محدد من الخلايا المصنّعة للخلايا المناعية عند هؤلاء الأشخاص، مما قد يُشير إلى احتمالية أن تكون هذه المشكلة وراثيةً.[٤]
كيف يتم علاج تقوّس العضو الذكري؟
غالبًا ما يتطلب تقوّس القضيب التدخّل الطبي في حال كان الانحناء بزاوية كبيرة تُعيق إمكانية إتمام الجماع، أو في حالة الألم الشديد، ويعتمد العلاج المتبع على المسبب حدوث الحالة، ففي حالة تقوّس القضيب الخلقي أو غير الناجم عن الإصابة بمرض بيروني فإنّ العلاج الأساسي يكون من خلال إجراء عملية جراحية تقوم في أساسها على التخلّص من الانحناء الناجم عن قصر أحد الحجرتين، عبر تعديل فرق الطول بينهما، فيلجأ الطبيب إمّا إلى زيادة طول الحجرة الأقصر أو تقليل طول الحجرة الأطول لتصبح الجهتان متعادلتين، مما ينتج عنه استقامة القضيب، وغالبًا ما تكون هذه العملية سهلةً وسريعةً لا يتجاوز إجراؤها أكثر من ساعة في عيادة الطبيب، أمّا في حالة مرض نيروبي فتكون خيارات العلاج أكثر تعددًا، ويمكن إجراؤها منفردة أو مجتمعةً،[٥][١] وتُذكر الأساليب العلاجية المتاحة كما يأتي:[٦]
- العلاجات الدوائية: على الرغم من أنّ فاعلية الأدوية تعد أقل مقارنةً بالتدخلات الجراحية، إلّا أنّه توجد بعض الأدوية التي قد تُساعد في علاج مرض بيروني، والتي غالبًا ما يخضع المُصاب للعلاج باستخدامها لعدّة أشهر، فيوصل الطبيب الدواء عن طريق الإبر الموضعية في القضيب، وكذلك باستخدام بعض الأدوية الفموية، ومن العلاجات الدوائية المستخدمة ما يأتي:
- كولاجيناز (Collagenase)، هو الدواء الوحيد المرخّص بهدف علاج مرض بيروني.
- إنترفيرون (Interferon)، الذي يُفتت الأنسجة الليفية ويعيق إنتاجها، وكذلك يخفف من الألم في القضيب.
- الفيراباميل (Verapamil)، بالإضافة إلى استخدامه الرئيس لتخفيض ضغط الدم يساهم في إعاقة إنتاج الكولاجين الذي قد يكون عاملًا في تشكل النسيج الندبي في مرض بيروني.
- العلاجات الجراحية: التي يُلجأ إليها في الحالات الشديدة التي تؤثّر في الجماع، منها ما يأتي:
- الشق أو الاستئصال والترقيع، تعتمد هذه الطريقة على إجراء شق في النسيج الندبي متيحًا له التمدد.
- الغرسات القضيبية، وهي غرسات شبه صلبة يمكن طيها يدويًا إلى الأسفل معظم الوقت وإلى الأعلى عند الجماع، تُغرس في النسيج الإسفنجي الخاص بالقضيب.
- خياطة الجانب المُصاب، وهي نفس الطريقة المتبعة لعلاج تقوّس القضيب الخلقي.
- علاجات أخرى: تتضمن أساليب مختلفةً، منها:
- العلاج بالسحب القضيبي من خلال استخدام جهاز ميكانيكي على طول القضيب لعدّة أشهر من شأنه أن يُقلل من شدة الانحناء.
- الرحال الأيوني، الذي يعتمد على استخدام تيار أيوني في العلاج.
المراجع
- ^ أ ب ت "Penile Curvature", my.cleveladclinic.org, Retrieved 77/7/2020. Edited.
- ↑ "PENILE CURVATURE", www.cadoganclinic.com, Retrieved 11/7/2020. Edited.
- ↑ "Penile Curvature (Peyronie's Disease)", www.niddk.nih.gov,8/2019، Retrieved 11/7/2020. Edited.
- ↑ "Curvature of the penis", medlineplus.gov,2/7/2020، Retrieved 11/7/2020. Edited.
- ↑ "Stage technique", www.drpaulo.com.br, Retrieved 11/7/2020. Edited.
- ↑ "Peyronie's disease", www.mayoclinic.org,4/4/2020، Retrieved 11/7/2020. Edited.