محتويات
تكلسات الثدي
تتعرّض المرأة للإصابة بعدد من الأمراض والتغيّرات الكثيرة أثناء تقدّم عمرها والاقتراب من سن انقطاع الطمث، ومن هذه التغيّرات ما يطرأ على الثديين؛ فمنها ما يبدو طبيعيًا، ومنها ما يبدو غير طبيعي؛ لذلك تزداد حاجة النساء إلى الخضوع إلى تصوير الثدي المستمر والمنتظم للكشف عن أيّ أمراضٍ أو تغييرات قد تحدث للثديين، ومدى حاجتها إلى التدخل السريع.
ما هي تكلسات الثدي؟
تنشأ حالة تكلسات الثدي (Breast Calcifications) نتيجة تراكم بلورات صغيرة من الكالسيوم داخل أنسجة الثدي وترسبها لدى المرأة، وهي من الاضطرابات الشائعة للغاية، وفي الغالب تبدو حميدة، وتحدث بعد سن انقطاع الطمث في معظم الأحيان، لكن في بعض الحالات قد يشير وجود أنواع معينة من تكلسات الثدي إلى الإصابة بسرطان الثدي المبكر، إذ أشير إلى أنّ 12.7 إلى 41.2٪ من النساء المشخّصات بتكلسات الثدي عرضة للإصابة بسرطان الثدي المبكّر. ويوجد نوعان من تكلسات الثدي غالبًا ما تظهر عند إجراء تصوير الثدي الشعاعي أو ما يُعرَف بالماموجرام.[١][٢]
أعراض تكلسات الثدي
لا تظهر أيّ أعراض دالة على الإصابة بتكلسات الثدي لدى الغالبية العظمى من النساء، وإنّما يُكشَف عن الإصابة عند الخضوع لفحص تصوير الثدي الشعاعي الروتيني، وتجب الإشارة إلى وجود نوعين من تكلسات الثدي تظهر أثناء التصوير بالأشعة السينية هي التكلسات الكبيرة والتكلسات الصغيرة، وتُوضّح بعضها في الآتي:[٣][١]
- التكلسات الكبيرة (Macrocalcifications): تبدو التكلسات الكبيرة كأنّها نقاط بيضاء دائرية كبيرة أثناء تصوير الثدي بالأشعة السينية، وغالبًا ما يبدو منتشرًا بنمطٍ عشوائي داخل الثدي، والتكلسات الكبيرة الأكثر شيوعًا، وهي غير سرطانية في الغالب، إذ قد تُلاحَظ في حوالي نصف النساء فوق سن 50، وواحدة من كل 10 نساء تحت سن 50، وهي غير سرطانية.
- التكلسات الصغيرة (Microcalcifications): رواسب صغيرة من الكالسيوم تبدو كأنّها نقط بيضاء صغيرة أثناء تصوير الماموجرام، وقد تظهر هذه النقاط بصورة عشوائية أو متجمعة معًا، ولا تبدو التكلسات الصغيرة سرطانية، لكنها إذا ظهرت في نمطٍ معين وتجمّعت معًا، فقد تبدو إشارةً منذرة بوجود خلايا سرطانية أو الإصابة بسرطان الثدي المبكر، الأمر الذي قد يثير القلق، ويستدعي حاجة المرأة إلى إجراء مزيد من الفحوص والاختبارات.
في الحقيقة توجد بعض الخصائص التي تزيد من احتمال أن تبدو تكلسات الثدي سرطانية، ومنها:[٤]
- أن تكون التكلسات أصغر من 0.5 ملليمتر لكل واحدة منها.
- أن يوجد اختلاف في الحجم والشكل بين التكلسات، مع عدم وجود حدود واضحة لها.
- أن تكون التكلسات متكتلة في منطقة واحدة من الثدي.
يُعتقَد أنّ التصوير الشعاعي للثدي لا يُكشف عمّا يقارب 15 ٪ من حالات سرطانات الثدي، بينما تحدث بعض الأعراض المتكررة الملحوظة لدى المصابات بسرطان الثدي والمرتبطة أحيانًا بتكلسات الثدي كما تبيّن، ومن الأعراض المبكِّرة للإصابة بسرطان الثدي ما يأتي:[٥]
- نشوء كتلٍ غير طبيعية في الثدي أو تورم.
- تقشّر جلد الثدي أو ملاحظة ظهور النقوش عليه.
- الشعور بالألم عند لمس الثدي.
- ألم أو انزعاج غير عادي في الثدي.
- تورم في العقد الليمفاوية الموجودة في الإبط.
- ألم الحلمة.
- تغيّر في مظهر الحملة فقد يبدو مقلوبًا أو غائرًا.
ما أسباب تكلسات الثدي؟
في البداية تجب الإشارة إلى أنّ تناول مكملات الكالسيوم أو الأطعمة الغنية بالكالسيوم لا يُسبِّب تكلسات الثدي، لكن تحدث التكلسات في أنسجة الثدي نتيجة عدد من الأسباب، وهذه الأسباب منها الآتي:[٢]
- التعرّض لضربة أو إصابة سابقة أو جراحة سابقة في الثدي.
- الإصابة بعدوى الثدي.
- تراكم بلورات الكالسيوم في الثدي؛ مثل: الذي يحدث أثناء تصلب الشرايين في الأوعية الدموية.
- سرطان القنوات الموضعي؛ هو الورم الذي ينشأ في الخلايا المبطِّنة لقنوات الحليب.
- تشكّل الكيسات -الحويصلات المليئة بالسوائل في الثدي-.
- توسع قنوات الثدي أو انسداد قنوات الحليب.
- الورم الغدي الليفي؛ هو ورم حميد أو غير سرطاني يتشكّل في أنسجة الثدي.
- التعرَُّض للعلاج الإشعاعي سابقًا لسرطان الثدي.
كما تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بتكلسات الثدي ما يأتي:[٢]
- وجود تاريخ شخصي للإصابة بسرطان الثدي.
- استعداد المرأة الوراثي للإصابة بسرطان الثدي؛ مثل: وجود طفرة في جين BRCA1 و BRCA2.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.
طرق تشخيص تكلسات الثدي
لا تسبب تكلسات الثدي الشعور بأي أعراض، ولا يستطيع الطبيب تشخيصها ومعرفة وجودها خلال فحص الثدي الروتيني، لكنها تظهر عادةً أثناء التصوير بالأشعة السينية للثدي كأنّها نقاط بيضاء، بينما لا تظهر فحوصات الثدي الأخرى؛ مثل: الموجات فوق الصوتية أو فحوصات التصوير بـالرنين المغناطيسي هذه التكلسات.
ويجدر التنويه إلى إمكانية تشابه جزيئات بعض منتجات العناية الشخصية كأنّها مواد مظلّلة؛ مثل: مزيلات العرق أو الكريمات أو المراهم مظهر التكلسات في أنسجة الثدي أثناء تصوير الماموغرام والصور الشعاعية، الأمر الذي يجعل من الصعب على الطبيب تفسير طبيعة ونوع هذه التكلسات؛ لهذا السبب يجب على الأشخاص الذين يخضعون لفحص تكلسات الثدي تجنب وضع أيٍّ من هذه المنتجات على الجلد قبل الخضوع للفحص.[٢]
وإذا لُوحِظت لدى المرأة تكلسات الثدي الكبيرة فإنّه لا حاجة إلى إجراء المزيد من الاختبارات والفحوص أو الخضوع للعلاج؛ لأنّها ليست ضارة بالصحة أو خطيرة، لكن إذا شوهِدَت تكلسات الثدي الصغيرة في جهاز التصوير الشعاعي للثدي،[١] أو إذا اشتبه الطبيب في وجود تكلُّسات الثدي والمرتبطة بالتغيُّرات السابقة لسرطان الثدي؛ فقد تحتاج المرأة إلى إجراء صورة شعاعية أخرى للثدي بالماموغرام ومزوَّدة بلقطات مُكَبَّرة ومفصّلة لتأكيد فحص التكلُّسات عن قرب، أو قد يوصي الطبيب بأخذ خزعة من الثدي لإجراء الاختبار على عيِّنة من أنسجة الثدي لتحديد وجود التكلسات، ومعرفة تغيّرها ونمط تشكّلها، وإذا كانت تكلسات حميدة أو سرطانية.[٦]
علاج مرضى تكلسات الثدي
لا تتطلب معظم حالات تكلسات الثدي الكبيرة الخضوع لأيّ علاج، ومع ذلك، إذا كانت هذه التكلسات لها ارتباط بأمراض أخرى؛ مثل: توسّع قنوات الثدي، فمن الضروري علاج الاضطراب الكامن المُسبِّب للترسبات، بينما إذا كانت تكلسات الثدي تشير إلى سرطان الثدي فيحتاج الشخص إلى العلاج لإيقاف انتشار السرطان وقتل الخلايا السرطانية، ويعتمد نوع العلاج الذي يتلقاه الشخص على نوع سرطان الثدي، وحجمه، ومرحلته، وعوامل أخرى؛ لذلك تتضمن العلاجات المحتملة لسرطان الثدي الآتي:[٢]
- الجراحة.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج بالإشعاع.
العلاج بالهرمونات.
المراجع
- ^ أ ب ت "Breast Calcifications", webmd, Retrieved 5/7/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Should I worry about breast calcifications?", medicalnewstoday, Retrieved 5/7/2020. Edited.
- ↑ "Breast Calcifications", clevelandclinic, Retrieved 11-7-2020. Edited.
- ↑ "Understanding Breast Calcifications", breastcancer,19-11-2018، Retrieved 11-7-2020. Edited.
- ↑ "Symptoms of Breast Cancer", verywellhealth, Retrieved 5/7/2020. Edited.
- ↑ " Breast calcifications", mayoclinic, Retrieved 5/7/2020. Edited.