تلخيص رسالة الغفران

كتابة:
تلخيص رسالة الغفران

تلخيص رواية الغفران

رواية الغفران أو رسالة الغفران عمل أدبي من أهم أعمال الشاعر والفيلسوف العباسي أبي العلاء المعري، كتبها في القرن الحادي عشر الميلادي[١]، ويبلغ عدد صفحاتها 66 صفحة، وهي ردّ على رسالة وردته من ابن القارح، وقسّم الرسالة إلى قسمين: رواية الغفران والرد على ابن القارح، وقد جعل الرواية في ستة فصول، وفيما يأتي تلخيص رواية الغفران.[٢]


ابن القارح في الجنة

يشير أبو العلاء المعري في بداية الرواية إلى الرسالة التي وردته من ابن القارح، وقد أحدثت في نفسه أثرًا جميلًا، وذكر أنَّه سيكون لصاحبها أجر كبير عند الله تعالى، ثمَّ انتقلت الرواية بابن القارح إلى الجنة الذي ذكرت الرواية أنَّه استحقَّ دخولها لكلماته الطيبة التي كان أصلها ثابت وفروعها في السماء، وبدأت تصف أحوال ابن القارح في الجنة وتصف نعيم الجنة، فتحدثت عن أشجار الجنة العظيمة وأنهارها التي يغذيها نهر الكوثر، وأنهار اللبن والرحيق المختوم[٣].


يتنقَّل ابن القارح بعد ذلك وهو بطل الرواية في الجنة، ليلتقي الشعراء والفلاسفة والأدباء ويتحاور معهم، بدايةً تُشير الرواية إلى أبي الهندي وهو شاعر إسلامي اسمه عبد المؤمن بن عبد القدوس، وتناقش أبيات شعرية له ثمَّ تنتقل إلى أبيات لشعراء آخرين، ويظهر أبو العلاء مقدرته اللغوية وخبرته في الشعر واللغة والأدب.[٤]


ثمَّ تذكر الرواية بيتين من الشعر للنمر بن تولب وقصة خلف الأحمر كيف يغير في قافية البيت الأول ثمَّ الثاني[٥]، وتتابع الرواية وصف الجنة والاستشهاد بالآيات القرآنية وأقوال الشعراء وقصصهم، وتُشير إلى الشعراء والأدباء والنحويين الذي يجدهم ابن القارح في الجنة وقد غفر الله تعالى لهم ودخلوا الجنة، ويذكر منهم: المتنبي، محمد بن الحسن الدوسي، يونس بن حبيب الضبي، الكسائي وغيرهم كثير، وتذكر الرواية الحوارات والأحاديث التي تدور فيما بينهم وهم ينشدون بعضهم الشعر في العالم الآخر[٦]، ويلتقي ابن القارح بعدد كبير من الشعراء ويسألهم بماذا غفر الله لهم، منهم: الأعشى وزهير بن أبي سلمى وعبيد بن الأبرص ويروي أشعارهم.[٧]


موقف الحشر

ينتقل بعد ذلك ابن القارح إلى موقف الحشر، حيثُ ينتفض من قبره ليجد نفسه في الساحات يوم القيامة، ويتذكَّر عند ذلك أنَّ حسناته قليلة وقد لا تنفعه توبته بعدها، وعندما خشي أن يغمره العرق، قرّر أن يقول شعرًا في رضوان خازن الجنة ليرأف بحاله على وزن: قفا نبكِ من ذكرى حبيب وعرفان، لكنَّه لم يأبه له لأنَّه لا يعرف الشعر، ثمَّ رفض أن يدخله الجنة دون إذن من رب العالمين، ثمَّ أخبره رضوان أنَّ الشعر علمه إبليس للعرب[٨]


في ذلك الموقف يرى ابن القارح كثيرًا من الخلق منهم: حمزة بن عبد المطلب وشهداء أحد وفاطمة الزهراء وآل النبي جميعهم وغيرهم كثير وقد كان معه صك توبته يمضي به لدخول الجنة، ولكن لا تنفعه شفاعة في ذلك الوقت، حتى يضيع منه صك التوبة ويشهد له بتوبته قاضي حلب، ثمَّ يصل إلى النبي محمد فيشفع له ويسمح له بدخول الجنة، وبعد موقف يحدث له مع رضوان خازن النار، يدخل الجنة بعد ستة أشهر من وقوفه في موقف الحشر.[٩]


ذكر الجنة مرة أخرى

بعد موقف الحشر يجد ابن القارح نفسه في الجنة مرة أخرى، ويلتقي بالراعي النميري ويتحدّث إليه، ثمَّ بحميد بن ثور ويقرآن الشعر ثمَّ يلتقيان لبيد بن ربيعة فيدعوهما إلى منزله ليتسامروا هناك[١٠]، ثمَّ يلتقي بأشخاص كثر مثل إسحاق الموصلي ووالده والخليل الفراهيدي وغيرهم ويستفسر منهم عن الأشعار التي كانوا يقولونها في الدينا[١١]، ثمَّ تمرُّ أمامهم طواويس الجنة وغيرها من المخلوقات التي أبدعها الله تعالى، فيتنمى البعض أن ينالها مشوية، فتصبح أمامه فورًا وبعد أن ينتهي من تناول الطعام تعود كما كانت بإذن الله، ويذكر غير ذلك من قصص الجنة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية.[١٢]


ابن القارح في جنة العفاريت

ينتقل ابن القارح بعد ذلك إلى جنة العفاريت، فيلتقي بالجنِّ المؤمنين، ويأخذ أخبارهم ويتعرَّف إلى أشعارهم، ويخبره شيخ منهن أنَّ عند الجنِّ آلاف الأوزان لكتابة الشعر، ويخبره ابن القارح أنّه كان يكتب الشعر ليتقرب به إلى الملوك والأمراء، ثمَّ يتبادلان قراءة الشعر ويكثران منه[١٣]، يتحدَّث ابن القارح بعد ذلك إلى حيوانات الجنة، فيكلم الأسد ويخبره عن أمره في افتراس الطرائد التي لا تألم نتيجة افتراسها، ثمَّ يلتقي بالحطيئة وحاله في الجنة ليس مثل بقية أهلها، فيخبره أنَّه نال الشفاعة بصدقه عندما هجا نفسه، ثمَّ يلتقي بالخنساء وغيرها من الذين نالتهم الشفاعة ودخلوا الجنة بعمل في الدنيا.[١٤]


الذهاب إلى الجحيم

بعد رحلة طويلة في الجنة يزور ابن القارح الجحيم ليتعرف على من دخلها من أهل الدنيا من الشعراء والأدباء والفلاسفة، فيلتقي بإبليس ويتحدث إليه حديثًا مطولًا ويخبره عن قصة بشار بن برد حين مدحه في أشعاره، وهناك يرى عدد كبير من الشعراء الذين دخلوا النار معظمهم من الجاهلية ومنهم: امرؤ القيس، عمرو بن كلثوم، الشنفرى، تأبط شرًّا، عنترة العبسي، طرفة بن العبد، بشار بن برد، الأخطل وغيرهم، ويتعرف على سبب دخول كل واحد منهم إلى الجحيم.[١٥]


العودة إلى الجنة

في نهاية المطاف يعود ابن القارح مرة أخرى إلى الجنة ويلتقي هناك بآدم أبي البشر ويسأله عن الشعر الذي كان ينسَب إليه في الدنيا، ثمَّ يصل إلى مكان به أفعى كبيرة عالمة بالقراءت فيطمئن إلى الإقامة عندها ثمَّ لا يلبث أن يهرب منها مهرولًا في أنحاء الجنة، فيلتقي بالمزيد من أهلها مثل: العجاج، أغلب بني عجل، رؤبة، حميد الأرقط، ويدور بينه وبين رؤبة شجار، وأخيرًا ينتهي من لقاءاته تلك ليصل إلى نعيم الفردوس الذي أعدَّه الله تعالى.[١٦]

المراجع

  1. "رسالة الغفران"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
  2. "رسالة الغفران"، غود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
  3. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 139-142. بتصرّف.
  4. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 143-148. بتصرّف.
  5. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 154-158. بتصرّف.
  6. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 164-175. بتصرّف.
  7. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 178-190. بتصرّف.
  8. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 248-258. بتصرّف.
  9. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 258-263. بتصرّف.
  10. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 262-268. بتصرّف.
  11. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 272-281. بتصرّف.
  12. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 282-286. بتصرّف.
  13. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 290-297. بتصرّف.
  14. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 305-310. بتصرّف.
  15. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 590. بتصرّف.
  16. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 590-591. بتصرّف.
9704 مشاهدة
للأعلى للسفل
×