تلخيص قصة أبو الهول يطير

كتابة:
تلخيص قصة أبو الهول يطير

رسالة إلى ابنه

يتحدث الروائي محمود تيمور في مطلع القصة عن ابنه سليمان الذي فقده، فهو يروي حبّه لابنه وحنينه وشوقه الدائم إليه، كما يصف أنّ لا ألماً في هذه الدنيا يُوازي ألمه بفقدان ابنه، لكنه بذات الوقت لا يغفل الجانب الإيماني فيُؤكد تيمور أنّ هذا قدر ولا يقدر الإنسان أمام القدر إلا أن يرضى، لكنه بالوقت نفسه يتمنى الرحيل عن هذه الدنيا، وذلك ليس بسبب الألم وضيق العيش عليه، ولكن لكي يجتمع بأعز ما عرفه في هذه الدنيا وهو ابنه.[١]

يقول محمود تيمور في روايته حول شوقه لابنه: "ثمة اتصال دائم بينك وبين هذه النفس السجينة، بيد أنّه اتصال صامت، لا كلمة فيه تُقال، ولا لفظة فيد تُدوَّن، أما اليوم فإنّ هذه النفس شيقة إلى أن تتكلم، وإنّي لتارك لها هذه الأوراق البيض لتخط فيها ما تهفو إلى الإفضاء به إليك".[٢]

السفر

يتحدث الروائي في هذا الباب حول العنصر المركزي في قصته، وهو بداية رحلته إلى أمريكا مع زوجته، حيث إنّه بعد طول انتظار استطاع الحصول على تأشيرة للذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث جاءته الموافقة قبل موعد السفر بأربعة أيام والتي اعتبرها أياماً قليلة لتجهيز نفسه للانطلاق إلى نيويورك، فكان وكأنه يُسابق الزمن ليستكمل أعمالاً لا يستطيع أن يُفوض غيره بها.[١]

يستأنف المؤلف حديثه عن تحضيراته حتى وصوله للولايات المتحدة إلى مطار (بين فيلد)، وما أن انتهى من إجراءات الدخول وتفتيش الحقائب حتى خرج لساحة المطار التي وجد فيها أبو الهول، فاستعجب محمود تيمور من وجود أبي الهول الذي هو رمز الحضارة المصرية، وأنّ هذا الجماد الذي لم يعد يعتبره جماداً بل طائراً أسطورياً عجيباً.[١]

يقول محمود تيمور حول وصوله للمطار ورؤيته لأبي الهول: "خرجنا إلى ساحة المطار فإذا أبو الهول رابض أمامنا، باسط جناحيه، على أهبة الطيران، كان بسامه التاريخي العتيق وهيكله العصري الحديث كأنما يجتمع بين جلال الماضي التليد ومدينة الحاضر المشرق الزاهية، إنّه رمز حضارتين عظيمتين: حضارة مصر العريقة وحضارة أمريكا الفتية المتوثبة".[٣]

واشنطن

في هذا الباب تطرق للحديث عن عزمه للذهاب لزيارة واشنطون، حيث توجه لمحطة بنسلفانيا التي وصفها بمتاهة، فهي عبارة عن بناء عظيم متراكب من طوابق كثيرة ومليء بأفواج المسافرين من كافة أنحاء العالم، وكل شيء في المحطة مختلط وممتلئ بالضجيج، لكنه بذات الوقت منتظم بشكل مدهش، فهو يتشكل من مقاصف ومتاجر كثيرة.[١]تحدث الروائي عن المركبات في المحطة والتي وصفها بأنّها شديدة النظافة والأناقة، وكل ما فيها يدعو لراحة الإنسان فهي فاخرة وذات مقاعد مريحة، وهذه هي الحياة الأمريكية المتطورة والمتقدمة مقارنةً بالدول النامية.[١]

يقول محمود تيمور حول رحلته إلى واشنطن: "إلى واشنجتون على ذلك استقر عزمنا بعد طول تردد وجدال، دخلنا محطة بنسلفانيا العظيمة فكأنما تلقتنا متاهة تترامي أرجاؤها، أو كأنما تلقفنا برج بابل يختلط فيه الحابل بالنابل، محطة بنسلفانيا بناء متراكب الطباق ذو أبهاء رحاب تشرد في أنحائها العيون، وعلى الرغم من ذلك تغص بالأفواج من طلاب السفر".[٤]

إنّ العبرة المستفادة من "قصة أبو الهول يطير" هي أنّ ألم الإنسان بفقد أحبائه لا سيّما الأبناء هو ألم كبير لا يُشبهه ألم في الدنيا، وأنّ الدنيا هي محطات متتالية من الاختبارات وعلى الإنسان أن يُواجهها جميعها بصبر وجِد وأن يسعى لحل هذه المشكلات والمآزق وهو مؤمن بالقدر ويسعى بالأدوات المتاحة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج محمود تيمور، أبو الهول يطير، صفحة 1-209. بتصرّف.
  2. محمود تيمور، أبو الهول يطير، صفحة 4.
  3. محمود تيمور، أبو الهول يطير، صفحة 18.
  4. محمود تيمور، أبو الهول يطير، صفحة 209. بتصرّف.
5353 مشاهدة
للأعلى للسفل
×