تلخيص قصة التوت المر
قصة التوت المر إحدى القصص التي تحمل الطابع الواقعيّ، فهي قصة اجتماعيّة تتحدث عن كفاح مجموعة من الشباب التونسيّين الوطنيين ضدّ تَعاطي نوع من أنواع الحشيش المخدر الذي عمل المستعمر الفرنسي على تكريسه في المجتمع التونسي، وكان يسمّى في تونس التكروري أو الدخان الأخضر، فوَقَفوا ضد تعاطيه والاتجار به، وأطلقوا على أنفسهم اسم "جمعية إنقاذ الشباب" التي كان أعضاؤها: عبد الله ومحمود وإبراهيم ومختار، وهم أبناء قرية انتشر فيها حشيش التكروري خاصّة بين الشباب، فكان هدفهم تطهير قريتهم من هذه الآفة، وتوعية السكان بمضارها ومنع تعاطيها.[١]
تبدأ القصة بعد تعاطي عبد الله للتكروري دون أن يعرف ضرَرَها، فيظهر تأثيرها عليه بشدة، ويبدأ سعيه هو وجمعية إنقاذ الشباب لإنهاء وجود هذه النبتة في بلدتهم، فيتفقون معًا على موعد لإتلاف ما زرعه السكان من هذه النبتة في ليلة واحدة، ثم يحرقون دكانًا لأحد تجار المخدرات في القرية. وفي أحداث القصّة يتزوّج عبد الله من عائشة، الفتاة الكسيحة التي أحَبّها رغم رفض والدته التي غادرت المنزل بعد أن خرج ابنها عن سلطتها وتزوج بفتاة كانت قد رفضتها كزوجة لولدِها الوحيد.[١]
استطاع الكاتب في قصة التوت المرّ بناء نصّ سردي تَدرّج فيه من هدوء قرية تعاني من الفقر والجهل، إلى تأزُّم القصة بعد اكتشاف مضارّ آفة التكروري، وحُب عبد الله لعائشة الفتاة الكسيحة، ثمّ انتقل بسلاسة إلى الانفراج، بعد أن تضع عائشة مولودها الأول، وتحصل المعجزة بعودة الحياة لرجليها، فتنتصب واقفة ويستقيم جسدها، ممّا يدخل الفرح والسرور على قلب عبد الله الذي يخرج مسرِعًا إلى أمّه ليزفّ لها البشرى.[١]
اقتباسات من قصة التوت المر
لاحَ في تلخيص قصة التوت المر ومضات بالكاد أن تحصى، وكان فيها تخيّلات بطل الرواية عبد الله لحبيبته عائشة، وفيها أيضًا نظرته للمستعمر الفرنسي كمروج لحشيش التكروري المخدر، ومن جميل هذه الاقتباسات:[٢]
- بينما تبدّت له صورة عائشة ضاحكةً راقصةً تحت شجرة التّوت، ترتفع يداها فوق رأسِها فتتشابكُ مع الأغصان.
- أريد أن أرى نفسي أمشي على قدمي، مرفوعةَ الرأس، منتصبةَ القامة، لقد سئمتُ حياتي، سئمتُ انكبابي على الأرض.
- لأنّها كانت تطفو فوقها وتعلوها صورة عائشة، صورة المأساة والمرارة، بدت له كما رآها أوّل مرة، تمتشِط تحت شجرة التّوت.
- فرنسا تمنع التكروري في بلادها، لكنه هنا مباح، هل هناك أعجب من هذا، هل تودّ حكومة الاستعمار أن تسلم عقول الشعب وتصح أجسامه، محال!
الأديب محمد العروسي المطوي
وُلد الأديب والسياسيّ محمد العروسي المطوي في جنوب تونس، بدأ دراسته في المدرسة الفرنسية العربية، ثم انتقل إلى العاصمة التونسية وأكمل تحصيله العلمي فيها، فحصل على شهادة في الحقوق، وإجازة في البحوث الإسلامية، عمل المطوي مدرّسًا للتاريخ والأدب لفترة، ثم التحق بالعمل في السلك الدبلوماسي، فكان سفيرًا لتونس في عدة عواصم عربية حتى عام 1963م، أسس المطوي نادي أبو القاسم الشابي الثقافي، وكان عضوًا مؤسسًا لاتحاد الكتاب التونسيين، من أبرز مؤلفات المطوي:[٣]
- تحفة المحبين.
- الأصحاب.
- من طرائف التاريخ.
- فرحة الشعب.
- الدهليز.
- رجع الصدى.
- قصة التوت المر.
- حليمة.
لقراءة المزيد عن الأديب، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: نبذة عن محمد العروسي المطوي.
المراجع
- ^ أ ب ت "التوت المر"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "تلخيص قصة التوت المر لـ محمد العروسي المطوي"، المحيط، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
- ↑ "محمد العروسي المطوي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.