تلخيص قصة السائح والصائغ من روائع كليلة ودمنة

كتابة:
تلخيص قصة السائح والصائغ من روائع كليلة ودمنة


تلخيص قصة السائح والصائغ من روائع كليلة ودمنة

قصة السائح والصائغ هي من القصص المهمة بالغة التأثير في كتاب كليلة ودمنة، وتروي القصةُ قصَّةَ سائح كان يتجوّل في أحد البلاد، فبينما هو يمشي إذ بحفرة قد وقع فيها رجلٌ يعملُ صائغًا، ومعه نمر وقرد وأفعى وببر، وهو النمر، فقال السائح إنّه سيخرج الرجل من الحفرة فهذا سيكون من أنفع الأعمال للآخرة، فرمى الحبل فخرج بوساطته القرد أوَّلًا، ثمّ الحيّة ثمّ النمر، وعندما صاروا في الأعلى شكروه على صنيعه وأوصوه بألّا يُخرجَ الصائغ لأنّه ناكر للجميل، وقالوا له إنّهم يعيشون قرب مدينة يقال لها نوادرخت.[١]


أخبروه كذلك أنّه إن احتاج أيّ شيء فإنّهم لن يتوانَوا عن مساعدته، ولكنّ الرجل لم يستطع ترك الصائغ في الحفرة وأشفقَ عليه فأخرَجَه منها، فشكره وقال له إنّه كذلك يعيش في تلك المدينة، وأنّ السائح إن احتاج أيّ شيء في تلك المدينة فإنّ الصائغ سيكون في خدمته، ومضى كلّ منهم إلى شأنه، واتَّفَقَ أنّ السائح قد صارت له رحلة إلى تلك المدينة.[١]


وحينما صار على أبوابها التقى بالقرد، فأحضر له بعض الفاكهة وأحسَنَ إليه، ومضى بعد قليل فلمّا دنا من أبواب المدينة إذا به يلتقي النمر، فأراد النمر أن يهديه شيئًا فذهب إلى القصر،هناك في القصر قتل النمر ابنة الملك وأخذ حليها الذهبية، وأحضره للسائح من دون أن يخبره من أين حصل عليه، عندها فرح السائح ودخل المدينة، فخطر له أن يزور الصائغ ليكرمه عندما رأى كرم الحيوانات، وعندما وصل إلى بيت الصائغ سلّم عليه ورأى الصائغ الحلي فعرفها لأنّه هو من صنعها لابنة الملك.[١]


فأخبرَ السائح أن ينتظره في البيت ليجلب له طعامًا من السوق، وذهب إلى الجند وأخبرهم أنّه أمسَكَ بقاتل الأميرة، وجاء الجنود وألقَوا القبض على السائح وصلبوه وطافوا به في الشوارع الصائغ مقرَّبًا من الملك.[١]


خاتمة القصة

رأت الحية ما صار إليه السائح هبت ولدغت ابن الملك، ثمّ جاءت إلى السائح ووبخته لإخراجه الصائغ من الحفرة، وأعطَته أوراقًا قالت له إنّ ابن الملك سيُشفى إن سُقي منها، وكانت قبل ذلك ذهبت إلى ابن الملك وقالت له إنّ الذي سيشفيك هو السائح الذي سجنتموه ظلمًا، فروى ابن الملك لوالده ما رآه.[١]


ثم طلب السائح وأعطى الملك الأوراق وسقَوها لابن الملك فشُفي، وروى السائح الحقيقة للملك فأمر بأن يُصلب الصائغ ويُطاف به في شوارع المدينة جزاء كذبه ونكرانه للجميل.[١]


العبرة من قصة السائح والصائغ من روائع كليلة ودمنة

لقد روى الفيلسوف الحكيم بيدبا هذه القصة للملك دبشليم ليعطيه عبرة بأنّ الإنسان العاقل لا ينبغي له أن ينظر بعين الاحتقار أو الازدراء أوالتصغير لأيّ كائن كان من بني الإنسان أو من البهائم، ولكن ينبغي له أن يختبرهم ويرى قدر ما يصدر عنهم ممّا يصنع إليهم من المعروف، وفيه كذلك عبرة للإنسان بأن يعلم أنّه لا ينبغي له صنع المعروف والإحسان إلّا لأهل الوفاء والكرم لما في ذلك من جلبٍ للخير ودفع للشر.[١]


اقتباسات من قصة السائح والصائغ من روائع كليلة ودمنة

ممّا مرّ في قصة السائح والصائغ من جمل لافتة نذكر الآتي:

  • "شكرن له صنيعه وقلن له: لا تخرج هذا الرجل من الركية: فإنه ليس شيء أقلَّ شكرًا من الناس ثم هذا الرجل خاصةً".[٢]
  • "قيل: لا ينبغي لذي العقل أن يحتقر صغيرًا ولا كبيرًا من الناس ولا من البهائم، ولكنه جدير بأن يبلوهم، ويكون ما يصنع إليهم على قدر ما يرى منهم".[٢]
  • "قال في نفسه: هذه البهائم قد أولتني هذا الجزاء، فكيف لو قد أتيت إلى الصائغ فإنّه إن كان معسرًا لا يملك شيئًا فسيبيع هذا الحلي فيستوفي ثمنه فيعطيني بعضه ويأخذ بعضه، وهو أعرف بثمنه".[٣]
  • "جعل السائح يبكي ويقول بأعلى صوته: لو أنّي أطعتُ القرد والحية والببر فيما أمرنني به وأخبرنني من قلة شكر الإنسان لم يصِر أمري إلى هذا البلاء، وجعل يكرر هذا القول".[٤]
  • "قال الفيلسوف للملك: ففي صنيع الصائغ بالسائح، وكفره له بعد استنقاذه إياه، وشكر البهائم له، وتخليص بعضها إياه، عبرة لمن اعتبر، وفكرة لمن تفكر، وأدب في وضع المعروف والإحسان عند أهل الوفاء والكرم، قربوا أو بعدوا لما في ذلك من صواب الرأي وجلب الخير وصرف المكروه".[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 303 - 307. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 303.
  3. ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 305.
  4. ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 306.
  5. ابن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 307.
7010 مشاهدة
للأعلى للسفل
×