تلخيص قصة باب البوم والغربان كليلة ودمنة

كتابة:
تلخيص قصة باب البوم والغربان كليلة ودمنة


تلخيص قصة باب البوم والغربان: كليلة ودمنة

تعد قصص كليلة ودمنة من الحكايات القديمة التي وصلتنا عن طريق الترجمة، فقد قصّ هذه الحكايات وألفها حكيم هندي اسمها بيدبا الفيلسوف وذلك للملك دبشليم، يحدثه فيها عن قصص جرت على ألسنة الحيوانات، وفي هذه القصص عبر وحكم يُستفاد منها.[١]


موضوع قصة باب البوم والغربان

في هذه القصة يعالج الحكيم بيدبا قضية الصلح مع العدو، وكيفية التعامل معه والحذر منه إذا طلب المصالحة، ففي الغالب تكون هذه المصالحة لغاية أو منفعة، وليست من باب طي صفحة العداء والرجوع إلى الحق والخير، ونراه يضرب لنا مثلاً قصة الغربان والبوم، إذ نشبت حرب بينهما كانت الخسارة في بدايتها من نصيب الغربان، لكن حكمة وفطنة أحد وزراء الغربان جعل العاقبة تدور على البوم.[٢]


فالحكيم بيدبا أراد من هذه القصة المحورية، وما تخللها من قصص ثانوية تعليم الملك بشكل غير مباشر وتفقيهه في السياسة والحكم، وكيف أنّ عليه أن يأمن شرّ الحيلة والخداع لا سيما مع عدوه الذي يريد المصالحة، فالعداوة لا تنتهي لمجرد إقامة السلام أو طلب الصلح، لان الأحقاد دائمًا تطغى على النفس.[٢]

السرد في قصة باب البوم والغراب

يفتتح الحكيم بيدبا السرد بسؤال يوجهه الملك دبشليم إليه، وكان فحوى هذا السؤال عن كيفية التعامل مع العدو الذي يرغب أن ينهي العداوة ويحل مكانها الصداقة، فنجد أنّ الحكيم يحذره، ويطلب منه التأني والحذر مع مثل هكذا طلب، ومن ثم يسرد عليه قصة البوم والغربان.[٢]


ففي هذه القصة يروي له عن شجرة كبيرة تحتوي ألف غراب، يتم الهجوم عليهم من قبل ألف بوم، فيقتلون من الغربان كثيرًا، ومن ثم يجتمع ملك الغربان مع وزرائه الخمس ويطلبهم المشورة، فيشيرون عليه إما بالقتال والدفاع عن أنفسهم، أو بترك الديار والهرب، أو بالصلح ودفع الجزية إلا أنّ الوزير الخامس يطلب من الملك الإنفراد به، وإخباره عن خطته.[٣]


ونرى أنّ الوزير الخامس لملك الغربان يقص على الملك عددًا من القصص منها ما يحكي عن ضرورة كتمان السر، ومنها ما يحكي عن ضرورة الحيلة في كسب الحرب،[٤] ومن ثم يطلب من الملك أن يجعل الغربان تنتف ريشه وتنقره، ومن ثم يرمونه تحت الشجرة، ويغادرون المكان إلى مكان آخر حدده له قبل غارة البوم الثانية، وتم له طلبه، وعندما أغارت البوم لم تجد سوى هذا الغراب فحملوه إلى ملك البوم فيرق له ويقربه بسبب حديث هذا الغراب وكلامه الموالي للبوم، فقربه منه وجعله ضيفًا عنده[٥]


وبعد أن نما ريش الغراب وعرف عاداتهم وطريقة عيشهم هرب إلى المكان الذي يوجد فيه الغربان، وأخبرهم أنّ البوم مجتمعين في مغارة في مكان محدد، وطلب أن يجمعوا الحطب والقش ويلقونه على باب المغارة، ويشعلون فيه النار، ليموت البوم إما حرقًا أو خنقًا، وتم له ذلك.[٦]


التفرع القصصي في قصة باب البوم والغربان

إنّ الحكيم بيدبا لم يسر في قصته في اتجاه واحد، بل وجدناه يتفرع غير مرة ويستطرد إلى قصص أخرى، ونراه يسلم السرد والروي من شخصية لأخرى، لكن هذه القصص كلها كانت قصيرة، وكانت من باب التوضيح للمسألة أو القضية التي تُطرح في ثنايا سرد القصة الأساسية.[٧]


ومن هذه القصص قصة سبب العداوة بين الغربان والبوم، فيرجع سببه إلى أن الطيور أرادت انتخاب ملك لها، وكان البوم المرشح الأبرز، إلا أنّ غرابًا جاء وذمّ البوم مما جعل الطيور تنفر منه، فبدأت العداوة بين هذين الجنسين بسبب هذه الحادثة.[٨]


وأيضًا نرى قصة أخرى يحكي فيها الحكيم عن الدهاء والذكاء في التعامل مع الأقوى، فروى لنا قصة الأرنب وزير ملك الأرانب، والفيلة التي أقبلت على مورد ماء عند مملكة الأرانب فقتلت منهم كثيرًا بغير قصد، فتوجّه الوزير الأرنب وخاطب ملك الفيلة بأنّه رسول القمر، وأنّه قد أغضب هو وقومه الفيلة القمرَ لاعتدائهم على مورد الماء، وكان من سذاجة الفيل أن صدق الأرنب الصغير وأبعد الفيلة عن هذا الماء.[٩]


ومن القصص الفرعية أيضًا قصة الأفعى مع الضفادع، إذ احتالت الأفعى على ملك الضفادع بأنها ملعونة ومسخرة لحمله فقط، وأنها لا تستطيع صيد الضفادع بسبب اللعنة التي حلت عليها، لكن ملك الضفادع هو الوحيد القادر على إطعامها كرمًا، فصار الأفعى تعمل ركوبةً للملك، وصار يطعمها كل يوم ضفدعين جزاءً لها.[١٠]

المراجع

  1. عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 8. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 137. بتصرّف.
  3. عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 138-139. بتصرّف.
  4. عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 140-142. بتصرّف.
  5. عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 144-146. بتصرّف.
  6. عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 149-150. بتصرّف.
  7. عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 141. بتصرّف.
  8. عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 142. بتصرّف.
  9. عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 140-141. بتصرّف.
  10. عبد الله بن المقفع، كليلة ودمنة، صفحة 151. بتصرّف.
8527 مشاهدة
للأعلى للسفل
×