أحداث الرواية
تقوم أحداث الرواية حول فتاة تُدعى لمياء ووالدها حمدون، وهو أمير دولة سجلماسة الذي ضاعت دولته على يد المُعز لدين الله الفاطمي وقائده جوهر الصِّقلي، وفي يوم من الأيام طلبَ جوهر قائد قصر المُعز لدين الله يدَ لمياء ابنة حمدون لابنه الحسين، وذلك لكسب ودِّ أبيها والتقرب منها، ولكن لمياء كانت ترفض بشدة فهي تعشق خطيبها سالم، وهو ابن أخ صديق والدها والذي يُدعى بأبي حمَّاد، فوافق أبو لمياء وأبو حمّاد على زواجها من الحسين، وذلك للقضاء على المُعز وقائده جوهر.[١]
وقد كانت لمياء على دراية بهذه الخطة الشريرة، لكنها بعد أن عاشت مع المُعز وزوجته أم الأمراء تراجعت عن المؤامرة ورفضتها؛ ذلك لأنهم كانوا في غاية اللطافة معها، ولم ترَ منهم ما يستدعي لإيذائهم وقتلهم، وقالت ذلك لأبيها ولأبي حمّاد فوافق أبوها على ذلك بعد أن رأى معاملة المُعز معهم وحبّه في التقرب منه.[٢]
أما أبو حمّاد فقد أظهر لهم بأنه مقتنعٌ بما قالته لمياء، وأشعرهم بأنه موافق على عدم تنفيذ الخطة لكنّه في الحقيقة لم يقتنع بكلام لمياء، وأصَرَّ على تنفيذ خطته وقام بقتل والدها حمدون، ولكنه فشل في قتل المُعز لدين الله وقائد قصره جوهر بعد أن نجحت لمياء في منعه من تنفيذ خطته المكيدة، وبعد ذلك اكتشفت لمياء عن طريق رسالة وقت بين يديها بأن سألماً لم يكن يحبُها، بل أنه كان يستغلها هو وعمه لقتل المُعز وقائده جوهر.[٣]
بعد رحيل الأب
فبعد وفاة والدها وخيانة سالم لها قررت أن تعيش لخدمة المُعز لدين الله، في حين أنها بدأت تُعجب بالحسين وتشعر بقربها منه وحبها له؛ وذلك بعد أن شهدت بأنه لطيف وصاحب أخلاق عالية، فقد اتفقوا على الزواج في قصر المُعز بالقسطاط على ضفاف نهر النيل، وعلى الاجتهاد في رفع راية المُعز لدين الله في مصرَ.[٤]
اعترفت لمياء للمُعز ولقائده جوهر وللحسين بأن أعداء الدولة ومن ضمنهم أبي حمّاد وسالم خطيبها السابق، كانوا قد جمعوا المال الكثير وخبأوه لاستخدامه في قلب الدولة الفاطمية، وقد ذهب الحسين للبحث عن المال وقررت لمياء الذهاب إلى مصر والاستفسار عن أحوالهم؛ وذلك لتنقل الأخبار إلى المُعز، في حين أن كافوراً الإخشيدي كان قد توفاه الله وشهدت لمياءُ وفاته، بعد ذلك تقربت من ابنته زينب واستطاعت بالحيلة دخول قصرها لحصولها على الأخبار ونقلها إلى المُعز.[٥]
بعد ذلك استحوذ الحسين على المال الذي جُمع من قبل أبي حمّاد وسالم وبقية أعداء الدولة الذين ذهبت أموالهم هباءً، وقد قام بإرسال المال إلى القيروان، بعدها وقع الحسين أسيراً، ولحسن حظه فقد أسروه في قصر زينب ابنة كافور الإخشيدي حيث قامت لمياء بإخراجه من السجن.[٦]
في ذلك الحين جاء القائد جوهر وجنود المُعز إلى مصرَ واجتمع مع ابنه الحسين وخطيبته لمياء وعندما رأى المصريون ذلك سلموهم المدينة، بعدها جاء المُعز لدين الله إلى مصرَ وقام ببناء مدينة القاهرة، وتزوج الحسين من لمياء كما خططوا لهذا الأمر مسبقاً، ثم قُتل أبو حمّاد وسالم على يد الحسين بعد أن وقعا أسيرين عنده.[٦]
التعريف بالكاتب وأسلوبه في الرواية
جرجي زيدان أديب وروائي وصحفي لبناني وُلد في بيروت في الرابع عشر من شباط عام 1861م، ألَّفَ اثنتين وعشرين رواية تاريخية امتازت بأن أحداثها وشخوصها وأطُرها الزمانية والمكانية من وقائع التاريخ العربي الإسلامي ابتداءً من عهد النبوة وحتى انتهاء الحكم العثماني،[٧] ومن مؤلفاته الشهيرة كتابه تراجم مشاهير الشرق، وكتابه تاريخ التمدن الإسلامي ورواية المملوك الشارد، ورواية فتاة القيروان.[٨]
صًنفت رواية فتاة القيروان على أنها نص يقوم على السرد الروائي فهي من الروايات التاريخية والرومانسية والغرامية والتي تظهر قدرة الكاتب على التلاعب باللغة وتشويق القارئ وتسيير الأبطال والتحكم في أقدارهم، كما تتضمن (فتاة القيروان) تسلسل أحداث ووقائع تاريخية لظهور دولة الفاطميين وتوسعها في إفريقيا.[٩]
وتناولت سقوط الدولة الإخشيدية بعد انغماس حكَّامها في الترف، وأحداث قصة حب غرامية بين الحسين ولمياء، فمن خلال قصة الحب هذه استطاع جرجي زيدان إدخالنا في الأحداث التاريخية، استخدم جرجي زيدان في روايته أسلوب التشويق؛ حيث جعل القارئ متطلعاً إلى الأحداث التي تدور فيها ومستمتعاً بقراءتها دون كلل أو ملل.[١٠]
المراجع
- ↑ جرجي زيدان، فتاة القيروان، صفحة 50-1. بتصرّف.
- ↑ جرجي زيدان، فتاة القيروان، صفحة 100-50. بتصرّف.
- ↑ جرجي زيدان، فتاة القيروان، صفحة 115. بتصرّف.
- ↑ جرجي زيدان، فتاة القيروان، صفحة 135. بتصرّف.
- ↑ جرجي زيدان، فتاة القيروان، صفحة 170-200. بتصرّف.
- ^ أ ب جرجي زيدان، فتاة القيروان، صفحة 300. بتصرّف.
- ↑ نجم الدين خلف الله (23/12/2017)، "فتاة القيروان لجرجي زيدان"، العربي الجديد، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ↑ مؤلفاتت جرجي زيدان (2/3/2007)، "حياة جرجي زيدان"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الجزائري (9/7/2011)، "بخصوص روايات جرجي زيدان التاريخية"، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الجزائري (9/7/2011)، "بخصوص روايات جرجي زيدان التاريخية"، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.