تلف القشرة المخية الأعراض والأسباب والتشخيص والعلاج

كتابة:
تلف القشرة المخية الأعراض والأسباب والتشخيص والعلاج

تلف القشرة المخية

تتكون القشرة المخية من عدد هائل من الخلايا العصبية المسؤولة عن المعالجة المعرفية عالية التنظيم، وتنتهي الإشارات الحسية المتولدة في النهايات العصبية للخلية العصبيَّة في القشرة المخية، ومن ثمَّ تتم معالجة المدخلات الحسية على عدة مستويات مختلفة وتستخدم المعلومات التي تمت معالجتها في توليد إجراءات محددة، لذلك تتكون القشرة الدماغية من طبقة رقيقة نسبيًا تتراوح بين 2 -4 مم من الخلايا والألياف التي تحتوي فيما بينها على العديد من الروابط وذلك من أجل تحقيق المعالجة المعرفية عالية التنظيم، وتكمن أهمية وجود هذه الروابط لتسهيل الحصول على معلومات بشأن الوسط الخارجي والداخلي ولإنشاء أوامر للتحكم في العضلات والأعضاء، وبالجدير ذكره بأنَّ القشرة المخية لها اتصال مباشر وغير مباشر مع جميع المناطق الأخرى من الدماغ والحبل الشوكي، وتعد مساحة سطح القشرة واسعة بسبب الطيات العديدة في الغمد القشري، إذ تسمح هذه الطيات باحتواء أعداد كبيرة من الخلايا العصبية وتطوير العديد من المناطق المتخصصة التي تمثل أجزاء مختلفة من الجسم[١].


أعراض تلف القشرة المخية

تعد القشرة المخية جزء من أجزاء المخ، وتتكون من أربع أجزاء أو فصوص رئيسة وهي؛ الفص الجبيهي والفص الجداري والفص الصدغي والفص القذالي، وتختلف أعراض تلف القشرة المخية باختلاف مكان حدوث التلف، الذي قد يحدث نتيجة لوجود أورام أو أمراض المناعة الذاتيَّة أو بسبب عدوى أو صدمات، ومن أهم أعراض تلف القشرة المخية اعتمادًا على مكان حدوث التلف كالآتي[٢]:

  • الفص الجبيهي: قد يحدث شلل رخو وضعف عام والعمه الحركي وتقلبات في الشخصية والمزاج وفقدان القدرة على الكلام.
  • الفص الجداري: قد لا يتمكن المريض من تحديد الأشياء عن طريق اللمس النشط لليدين فقط دون اللجوء لاستخدام الحواس الأخرى، بالإضافة إلى فقدان القدرة على الكلام وفقدان للمشاعر والعمه الحركيّ.
  • الفص الصدغي: قد لا يتمكن المريض من السماع، بالإضافة لوجود صعوبة بالعثور على الكلمات إذ قد تخرج جزء من الكلمة أو كلمات قريبة من الكلمة المطلوبة، وقد يحدث هلوسة بصرية أو سمعيَّة أو هلوسة في الذاكرة.
  • الفص القذالي: قد يصاب المريض بالعجز في المجال البصري مثل العمى الكامل أو عمى الألوان.

أسباب تلف القشرة المخية

عند انقطاع الأكسجين عن الدماغ لفترة طويلة من الزمن قد يحدث تلف في الدماغ، وذلك نتيجة لمجموعة واسعة من الإصابات أو الأمراض أو الحالات أو بسبب السلوكيات عالية الخطورة، وقد يتسبب ذلك بحدوث تلف القشرة المخية ومن أهم هذه الأسباب كالآتي[٣]:

  • إصابات الدماغ الرضية كحوادث السيارات وضربات في الرأس والإصابات الرياضية والسقوط أو الحوادث أو العنف الجسدي.
  • التسمم أو التعرض لمواد سامة.
  • العدوى.
  • الخنق أو الاختناق أو الغرق.
  • السكتة الدماغية.
  • أزمة قلبية.
  • أورام.
  • تمدد الأوعية الدموية.
  • أمراض عصبية.
  • تعاطي المخدرات بطرق غير مشروعة.

تشخيص تلف القشرة المخية

يمكن أن يتم تشخيص إصابة الدماغ بسرعة ولكن تكمن الصعوبة في تحديد والتنبؤ بدرجة الخطورة، فقد يقوم فريق العلاج بمجموعة متنوعة من الاختبارات والتقنيات أثناء وجود الفرد في المستشفى، إذ تهدف إلى مساعدة الفريق في تحديد أفضل علاج للمريض ومن أهم التقييمات التي يتم استخدامها داخل المستشفى الآتي[٤]:

  • مقياس غلاسكو للغيبوبة: يتم استخدامه لتقييم مستوى وعي الشخص وشدة إصابة الدماغ من خلال محاولة استحضار حركات الجسم وفتح العين والاستجابات اللفظيَّة، ويستخدم الأطباء القيم الثلاثة بشكل منفصل أو جماعي لاتخاذ القرارات الطبيَّة ومراقبة تقدم حالة المريض، ويستخدم عادةً في وقت مبكر جدًا من عملية العلاج.
  • مقياس الإصابات المختصر: هي أداة يتم استخدامها لمرة واحدة من قبل الفريق الطبي لقياس شدة إصابة الدماغ، ويختلف عن التدابير الأخرى في أنَّه يمثل التهديد الناتج على حياة الفرد نتيجة لإصابة الدماغ، عوضًا عن تقييم شدة الإصابة.
  • مقياس الشفاء من الغيبوبة: غالبًا ما يستخدمه فريق العلاج لتقييم الأفراد الذين هم في حالة فقدان الوعي الكامل أو غير الكامل، ويتم قياس ما يقارب الثلاثة وعشرون عنصرًا تتناول وظائف الجسم السمعية والبصرية والحركات الإراديَّة واللإراديَّة، وبالإضافة لقياس وظائف الاتصال.
  • اختبار جالفستون للتوجه وفقدان الذاكرة: أحد الأدوات التي يستخدمها الفريق الطبيّ لقياس فقدان الذاكرة بعد تعرض الدماغ لصدمة، ويشمل الإختبار على عشرة أسئلة لتقييم الاتجاه الزمني والمكاني للمريض كسؤاله أين أنا، واستدعاء السيرة الذاتية كسؤاله من أنا، واستدعاء للذاكرة كسؤاله ماذا حدث، ويتم منح النقاط بناءً على الإجابات، وتشير درجة 78% وأكثر على مدى ثلاثة أيام متتالية إلى أنَّ المريض يتعافى من فقدان الذاكرة الناتج من الصدمة.
  • مقياس ويستميد لما بعد الصدمة: اختبار قصير يتم إجراءه لقياس طول فقدان الذاكرة بعد الصدمة في المرضى الذين يعانون من إصابة في الدماغ.

علاج تلف القشرة المخية

تعتمد علاجات تلف الدماغ بما فيها القشرة المخيَّة على نوع الإصابة وأعراض الشخص، وقد تختلف أيضًا بمرور الوقت، بناءً على مدى تلف دماغ الشخص، ووفقًا للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، فإن ما يقدر بنحو 50% من المرضى الذين يعانون من إصابات شديدة في الرأس يحتاجون إلى جراحة وبالأخص في حال وجود نزيف كبير في الدماغ أو ورم أو أجسام غريبة موجودة في الجمجمة أو الدماغ نفسه، وقد يحتاج الجراح لوضع أدوات خاصة لمراقبة ضغط الشخص داخل الجمجمة أو لتصريف الدم أو السائل النخاعي الدماغي، ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل الضغط في الدماغ ومنع الإصابة المستمرة، وفي حال الإصابات الشديدة قد يحتاج الطبيب لاستخدام أنبوب التنفس خلال فترة تعافي الدماغ والجسم، وقد يتم صرف المضادات الحيوية لعلاج العدوى أو أدوية أخرى لموازنة أيونات الجسم، ويوصي الأطباء بعد تعافي من إصابات الدماغ بممارسة العلاجات الوظيفية والبدنية والنفسية وعلاجات النطق واللغة، وبالجدير ذكره بأنَّ فئة من المرضى لا يتعافون بشكل كامل ولكن مع مرور الوقت ومع العلاج، يمكن للأطباء العمل مع شخص وعائلته لتحديد التوقعات الواقعية لتعافي الشخص[٥].

المراجع

  1. "Cerebral Cortex", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-06-07. Edited.
  2. "Physiology, Cerebral Cortex Functions", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-07. Edited.
  3. "Brain Damage: Symptoms, Causes, Treatments", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-07. Edited.
  4. "Assessments in the Hospital", www.biausa.org, Retrieved 2020-06-08. Edited.
  5. "Brain Damage: What You Need to Know", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-08. Edited.
3315 مشاهدة
للأعلى للسفل
×