تلوث الهواء وأثره على الصحة العقلية

كتابة:
تلوث الهواء وأثره على الصحة العقلية


تلوث الهواء وأثره على الصحة العقلية

كشفت العديد من الدراسات عن وجود ارتباط بين تلوث الهواء، وظهور بعض المشاكل العصبية، حيثُ إنّ زيادة التعرض للجسيمات الملوثة أدى إلى ارتفاع مستويات السيتوكينات (Cytokines)؛ وهي تلك الجزيئات التي تنظم الاستجابة الالتهابية للجسم، وظهور بعض الأمراض العصبية المرتبطة بالتهاب الدماغ؛ كالقلق، والاكتئاب، وقد تتفاقم شدة هذه على المدى البعيد حتى تصل إلى العديد من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي؛ مثل مرض ألزهايمر، ومرض باركنسون، والسكتات الدماغية.[١][٢]


وقد تصل هذه الملوثات الهوائية إلى الدماغ مباشرة عن طريق الأنف، ثم تنتقل على طول الجهاز العصبي حتى تصل للدماغ، أو قد تدخل هذه الملوثات إلى نظام الأوعية الدموية، ثم تصل للدماغ من خلال الحاجز الدموي الدماغي؛ وهو عبارة عن حاجز شبه نفاذ، الذي يتحكم في تدفق العناصر الغذائية، ويساعد على حماية الدماغ من السموم.[٢]


العلاقة بين بعض الاضطرابات العقلية وتلوث الهواء

فيما يأتي بعض الارتباطات بين ملوثات الهواء وبعض مشاكل الصحة العقلية:[٣][٤]


الاكتئاب

حيثُ إنّ معدلات الاكتئاب تزيد بزيادة التعرض لملوثات الهواء، فقد أظهرت إحدى الدراسات أنّ استخدام الأدوية النفسية لنوبات الاكتئاب كانت أعلى بالنسبة للمجموعات المُعرضة لبعض ملوثات الهواء، فعلى سبيل المثال، في كندا، كانت الزيادة في نوبات الاكتئاب بنسبة 7.4%، خاصةً عندما كان NO2 مرتفعًا في المواسم الدافئة.


اضطرابات القلق

فقد وجدت الدراسة السابقة أيضًا أنّ هناك علاقة بين تلوث الهواء، وأعراض القلق، بعد ضبط مجموعة من العوامل الاجتماعية، والاقتصادية.


الذهان ومرض انفصام الشخصية

فقد يكون هناك علاقة سببية بين التعرض البيئي للمعادن الثقيلة، وخاصةً للكادميوم، والرصاص، والمسارات العصبية لتطوير الفصام.


محاولات الانتحار

حيثُ إنّه يوجد ارتباط قوي بين النزعة الانتحارية، وملوثات الهواء، فقد وجدت نفس الدراسة السابقة أيضًا؛ أنّ معدلات إتمام الانتحار زادت بزيادة التعرض لثاني أكسيد النيتروجين، والمواد الجسيمية خلال موسم الربيع في ولاية يوتا في أمريكا.

الاضطرابات العقلية في مرحلة الطفولة

فقد أظهرت أحد الأبحاث من قسم الإحصاء الحيوي وعلم الأوبئة في المركز الطبي لمستشفى الأطفال في سينسيناتي، أنّ التعرض قصير المدى لملوثات الهواء تحديداً الجسيمات الدقيقة (PM2.5) مرتبط بتفاقم الاضطرابات النفسية؛ كالقلق، والانتحار، للأطفال في يوم إلى يومين بعد التعرض، بالإضافة إلى زيادة الزيارات إلى قسم طوارئ الأطفال بسبب المخاوف بشأن اضطرابهم النفسي.


الاضطرابات العقلية عند كبار السن

فقد أظهرت إحدى المراجعات الأدبية للمحددات البيئية للخرف والتدهور المعرفي، والتي غطت ست دراسات، أنه يوجد هناك ارتباطات قوية بين التعرض إلى ثاني أكسيد الكربون، والأوزون، وأكاسيد النيتروجين، والجسيمات الدقيقة، والخشنة، والخرف والتدهور المعرفي على مستوى السكان، وكذلك وجدت دراسة أخرى أنّ التعرض طويل المدى للكربون الأسود؛ وهو إحدى المركبات الفرعية للجسيمات، والذي ينبعث أيضًا من حركة المرور، أدى إلى احتمالات أكبر بمقدار 1.3 مرة من انخفاض الوظيفة الإدراكية لدى الرجال الأكبر سنًا.


نبذة عن تلوث الهواء

يُعرف تلوث الهواء بوجود العديد من المواد الملوثة، والممرضة في الهواء، ومن ملوثات الهواء الرئيسية التي تؤثر على صحة الإنسان ما يأتي:[٣]

  • الملوثات الغازية: مثل أكاسيد النيتروجين (NOx)، بما في ذلك ثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، وأول أكسيد الكربون (CO)، والأوزون (O3)، وثاني أكسيد الكبريت (SO2).
  • الجسيمات الملوثة: والتي تصنف حسب الحجم إلى؛ الجسيمات الخشنة (PM10)، والجسيمات الدقيقة (PM2.5)، والجسيمات متناهية الصغر (UFPs).
  • ملوثات الهواء المعدنية الثقيلة: مثل الكادميوم، والرصاص، والزئبق، وغيرها.

المراجع

  1. "The impact of air pollution on mental health", Breezetechnologies, 4/6/2021, Retrieved 26/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب Lauren Rowello (16/9/2021), "Air Pollution Exposure in Childhood Linked to Mental Health Concerns at Age 18", Verywellmind , Retrieved 26/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب Jacob king (2018), "Air pollution, mental health, and implications for urban design: a review", Journal of Urban Design and Mental Health, Issue 6, Folder 4, Page 4. Edited.
  4. Chloe Bennett, "Pollution and Mental Health", Newsmedical, Retrieved 26/1/2022. Edited.
2812 مشاهدة
للأعلى للسفل
×