محتويات
السكريات
يقصد معظم الناس عند حديثهم عن السكر ، سكّر السكروز أو سكّر المائدة، والذي يستخرج من سكّر الشمندر أو قصب السكّر، ويتكوّن كل جزيء واحد من سكّر السكروز من جزيء واحد غلوكوز وآخر فركتوز مرتبطين ببعضهما، وعند تناول السكروز ينفصل الغلوكوز عن الفركتوز بواسطة إنزيم موجود في الأمعاء الدقيقة قبل أنّ يُمتَّص بالدم، وعند امتصاصها يرتفع مستوى الغلوكوز في الدم ليعطي إشارة للبرنكرياس ليفرز الإنسولين والذي يساعد على إدخال الغلوكوز من مجرى الدم للخلايا لتستخدمه في إنتاج الطاقة، أما بالنسبة للفركتوز فتأخذ خلايا الجسم القليل منه لتنتج الطاقة في حين يذهب البعض الآخر للكبد ليتحوّل هناك إمّا لغلوكوز لإعطاء الطاقة أو لدهون ليتم تخزينها.
تمتاز المحليات الطبيعيّة كالعسل وشراب القيقب بأنّها غير معالجة بالقدر الذي يعالج به سكّر المائدة أو شراب الذرة، إلّا أنّها تحتوي على كميّات كبيرة من السكر على شكل سكروز وفركتوز، وهي تصنّف على أنّها سكريات إضافيّة عند استخدامها مع الأطعمة.[١]
هل تناول السكر يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري؟
لا يوجد دراسات مؤكدة تفيد وجود علاقة بين تناول السكر بأي كميّة كانت والإصابة بالسكري من النوع الأول، وهذا الأمر ينبطق على جميع أنمطة الحياة المتّبعة، فما يقف وراء الإصابة بالسكري من النوع الأول هو فقط تدمير الجهاز المناعي الذاتي في الجسم للخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس، أما في ما يتعلّق بالسكري من النوع الثاني فلا يوجد علاقة مباشرة بين تناول السكر والإصابة به، إلّا أنّ تناول السكر يسبب زيادة الوزن التي تزيد من احتماليّة الإصابة بالسكري من النوع الثاني، فالأطعمة والمشروبات السكريّة تمتلك كمية كبيرة من السعرات الحراريّة والتي تسبب زيادتها عن حاجة الجسم زيادة في الوزن، بالتالي في حال لاحظ الفرد أنّ زيادة تناول السكر تصاحبها زيادة في الوزن فهو معرّض للإصابة بالسكري من النوع الثاني، كما ينبغي التنويه أنّ المشروبات المحلّاة بالسكر مثل المشروبات الغازيّة ترتبط ارتباط مباشر بالإصابة بالسكري من النوع الثاني، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أمر معقّد يتدخّل بها أكثر من عامل ولا تعتمد على الإكثار من تناول السكر فقط.[٢]
يوجد مراجعة منشورة بعام 2016 تقترح أنّ تناول السكر قد يسبب مرض السكري بعلاقة مباشرة ناتجة عن سكّر الفركتوز، إذ يمتص الكبد الفركتوز من السكّر المستهلك دون انتظام ما ينتج عن ذلك تراكم الدهون في الكبد ونقصان حساسيّة الإنسولين والتي تعتمد عليها كفائة خلايا الجسم في امتصاص الغلوكوز الموجود بالدم، فانخفاضها يسبب تراكم الغلوكوز في الدم بشكل دائم مسببة الإصابة بالسكري من النوع الثاني، إلّا أننا نؤكد على عدم وجود أدلّة كافية بشأن هذا الأمر.[٣]
ينبغي التوضيح أنّ ما سبق لا ينطبق على السكريات الطبيعيّة التي تأتي من الخضراوات الفواكه، ويطلق عليها سكريات طبيعيّة لأنّها لم تضاف أثناء الصناعة أو المعالجة، ويكمن السبب في عدم كون هذه السكريات عامل للإصابة بالسكري وجودها مع خليط من مضادات الأكسدة والألياف والماء والعناصر الغذائية الأخرى ما يجعل امتصاصها وهضمها بطيئين وبالتالي لا يحدث ارتفاع مفاجئ في السكر، كما أن كمية السكر الموجودة بوحدة الوزن تكون أقل بكثير من كميته الموجودة في وزن مماثل من الأطعمة المغعالجة، أما في ما يتعلّق بعصائر الفواكه فأوجدت العديد من الدراسات وجود رابط بينها وبين الإصابة بالسكري ويعود ذلك لاحتواءها على كميات عالية من السكر وقلة محتواها من الألياف.[١]
توصيات بشأن كمية السكر المسموحة لمريض السكري
يحتاج الجسم للغلوكوز ليقوم بوظائفه كما يجب، والغلوكوز متوفّر في الكثير من الأطعمة لذا من الصعب على الفرد تجنّبه تمامًا، إلّا أنّه ينبغي تجنب إضافة كميّات زائدة منه على الوجبات الرئيسيّة أو حتى الخفيفة، كما ينبغي على الفرد تجنّب المشروبات الغازيّة والأطعمة المعالجة والحلوى فهي مصادر سكريّات ضارّة للجسم، أمّا بشأن الكميّة الموصى بها من السكّر من الأطعمة الصحيّة للأفراد المصابين بالسكرّي تبعًا للجمعيّة الأمريكيّة للقلب فيبلغ متوسّطها للإناث ما لا يزيد عن 25 غرام وهي ما يعادل 6 ملاعق، وتحصل منها السيّدة على 100 سعرة حراريّة، في حين يبلغ متوسط الكميّة الموصى بها للرجال ما لا يزيد عن 36 غرام من السكر أو ما يعادل 9 ملاعق صغار، ويحصل منها الفرد على 150 سعرة حراريّة، ومن الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب بالسكري من خلالها السيطرة على كميّة السكر التي يتناولها أنّ يجعل 10% من إجمالي السعرات الحراريّة المسموحة له خلال اليوم قادمة من السكّر.[٤]
كيف أحمي نفسي من خطر الإصابة بمرض السكري؟
يعد النمط الغذائي ونمط الحياة المتبعان من قبل الفرد المحفزان الأساسيّان لمرض السكري من النوع الثاني، ومن هنا تأتي الحاجة لإجراء تعديلات على كل منهما للتقليل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ونذكر من هذه التعديلات إلى جانب الحد من السكريات المضافة ما يأي:[١]
- تناول وجبات غذائية كاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، فينبغي أنّ يحتوي الطبق على الخضراوات والفواكه والمكسّرات والحبوب الكاملة، إذ تقلل هذه الأطعمة من خطر الإصابة بالسكري.
- شرب القهوة، إذ يمكن أنّ يقلل شرب كوب واحدة من القهوة يوميًّا من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 7%.
- الإكثار من تناول الخضراوات الورقيّة الخضراء إذ تقلل من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 14%.
- الاعتدال في شرب الكحول في حال شربه بكثرة، فالحرص عل شرب حوالي نصف كوب إلى ثلاثة أكواب ونصف فقط منه يوميًّا يقلل من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 30% مقارنة بالأفراد الذين يشروبه بكثرة.
- الحرص على قراءة الورقة التي تحمل العناصر الغذائية التي يحتوي عليها المنتج التجاري بعناية، إذ يوجد أكثر من 50 اسم مختلف للسكريات المستخدمة في الأطعمة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Does Sugar Cause Diabetes? Fact vs Fiction"، www.healthline.com، Retrieved 2020-08-23. Edited.
- ↑ "Does sugar cause diabetes?", www.diabetes.org.uk, Retrieved 2020-08-21. Edited.
- ↑ "Can you get diabetes from eating too much sugar?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-22. Edited.
- ↑ "Can you get diabetes from eating too much sugar?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-23. Edited.