تنخر العظام دليلك الشامل

تتكون العظام من خلايا حية تحتاج إلى تغذية دموية للبقاء بصحة جيّدة، وإنّ نقص التروية الدموية يُؤدّي إلى موت النسيج العظمي، وتُعرف هذه الحالة بتنخر العظام (Osteonecrosis)، وفيما يأتي أبرز المعلومات عن هذه الحالة:

تنخر العظام: التعريف؟

تنخر العظام هو موت أنسجة العظام بسبب انخفاض تدفُّق الدم إلى جزء من العظم مما يُؤدّي إلى كسور دقيقة في العظام وانهيار المفصل.

يُمكن أن يُصيب تنخر العظام الأشخاص في أي عمر، إلّا أنّه أكثر شيوعًا الأشخاص في الثلاثينيّات والأربعينيات من العمر، ويُمكن أن يحدث في أي نوع من العظام، لكنّه غالبًا ما يكون في نهايات العظام الطويلة، مثل: عظم الفخذ، وعظمة الكتف، وفي قليل من الأحيان يُمكن أن يحدث في عظام المرفقين والكاحلين والقدمين والمعصمين واليدين.

ما هي أنواع تنخر العظام؟

تشمل أنواع تنخر العظام ما يأتي:

1. تنخر العظام الرضحي: يحدث عندما ينكسر العظم إلى جزئين أو أكثر دون التحام العظام بشكل مُتطابق في مكانها الصحيح مما يُؤدّي إلى منع تدفق الدم إلى العظام، ويُمكن أن يحدث هذه النوع من تنخر العظام نتيجة خلع المفصل.
2. تنخر العظام غير الرضحي: يحدث نتيجة إحدى الحالات الطبية التي تمنع تدفُّق الدم إلى العظام، وغالبًا ما يُصيب العظام على جانبي الجسم.

تنخر العظام: الأعراض

لا توجد أعراض لتنخر العظام في مراحله الأولى، ولكن يُمكن ظهور الأعراض الآتية مع تفاقم المُشكلة:

• ألم في المفصل يزداد مع مرور الوقت.
• ألم يحدث حتى عند الراحة.
• نطاق حركة محدود.
• ألم في المنطقة بين البطن والفخذ (Grion) إذا كان مفصل الورك مُصابًا.
• العرج إذا كانت عظام الساق مصابة.
• صعوبة في تحريك الجزء العلوي من الجسم إذا كان مفصل الكتف مُصابًا.

تنخر العظام: الأسباب

يحدث تنخر العظام نتيجة انقطاع أو انخفاض تدفُّق الدم إلى العظام، ومن الأسباب التي تُؤدّي إلى انخفاض تدفُّق الدم إلى العظام ما يأتي:

• إصابة في العظم أو في المفصل، مثل خلع المفصل يُمكن أن يُؤدّي إلى تلف الأوعية الدموية المُجاورة وبالتالي قطع أو انخفاض تدفُّق الدم.
• ترسُّب الدهون في الأوعية الدموية الصغيرة يُمكن أن يُقلّل من تدفق الدم الذي يُغذّي العظم.
• الإصابة بأحد الأمراض، مثل: فقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia)، وداء غوشيه يُمكن أن يتسبّب في انخفاض تدفُّق الدم إلى العظام.

تنخر العظام: عوامل الخطر

تتضمن عوامل خطر الإصابة بتنخر العظام ما يأتي:

• الإصابات، مثل: خلع المفصل أو كسر العظم.
• تناول أدوية الستيرويدات (Steroids) بجرعات عالية ولفترات طويلة.
• تناول جرعات عالية من مُركّبات البيسفسفونات (Bisphosphonates) ولفترات زمنية طويلة.
• علاج السرطان بالإشعاع.
• زراعة الأعضاء، مثل زراعة الكلى.
• الإصابة بأحد الأمراض أو الحالات الطبية الآتية: التهاب البنكرياس، السكري، مرض غوشيه، الإيدز، الذئبة الحمامية المجموعية (Systemic lupus erythematosus)، فقر الدم المنجلي، مرض تخفيف الضغط الذي يُصيب الغوّاصين.
• الاستهلاك العالي للكحول والتدخين.

تنخر العظام: التشخيص

يقوم الطبيب بتقييم الأعراض التي يشكو منها المريض وإجراء الفحص الجسدي، ويُمكن أن تُساعد واحدة أو أكثر من طرق الفحص الآتية في الكشف عن تنخر العظام:

• فحوصات الدم للتأكُّد من الإصابة بأحد الأمراض أو الحالات التي يُمكن أن تكون أحد عوامل خطر الإصابة بتنخر العظم.
• التصوير بالأشعة السينية (X-rays).
• التصوير بالرنين المغناطيسي يُمكن أن يُساعد في الكشف المُبكّر عن تنخر العظم.
• المسح العظمي (Bone scan).
• التصوير المقطعي المحوسَب.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة إخبار الطبيب بالأدوية أو أي مُكمّلات غذائية أو فيتامينات يتناولها المريض، حيث يُمكن أن يُساعد هذا في الكشف عن الأسباب المُحتملة للإصابة بتنخر العظام.

تنخر العظام: العلاج

بمُجرّد معرفة السبب الرئيسي لتنخر العظام فإنّه يتمّ توجيه جزء من العلاج لعلاج المشكلة الأساسية. الخطوة التالية في العلاج تعتمد على العوامل الآتية:

• العظام المُتضرِّرة.
• مرحلة اكتشاف المرض مبكرة أو متأخّرة.
• مدى تلف العظام.
• السبب الكامن وراء المُشكلة.
• العمر.

إذا اكتُشف المرض في مرحلة مُبكِّرة وأصاب منطقة صغيرة لا تحمل وزنًا كبيرًا، فيُمكن أن تتحسَّن الحالة بالحصول على الراحة والعلاج الطبيعي، ويُمكن أن يُساعد الحصول على بعض المُسكِّنات، مثل مُضادّات الالتهاب اللاستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs - NSAIDs) في تخفيف الألم والالتهاب.

في حين أنّ هذه العلاجات غير الجراحية تُبطِّئ من تقدُّم المرض للأسوء، إلّا أنّ مُعظم الأشخاص يحتاجون إلى تدخُّل جراحيّ يشمل الخيارات الآتية:

• إزالة جزء من داخل العظم لتخفيف الضغط والسّماح بتكوين أوعية دموية جديدة.
• ترقيع العظام عن طريق أخذ عظم سليم من جزء آخر من الجسم وزرعه ليحلّ محلّ العظام المُصابة بالتنخر.
• قطع العظم وتغيير مكانه ليُحاذي الجزء الآخر من العظم المكسور لتخفيف الضغط على العظم أو على المفصل.
• استبدال المفصل بالكامل بمفصل اصطناعي.