محتويات
هل لتورم الجفون علاقة بعلامات الحمل؟
من بين مُختلف التغيّرات التي يتعرّض لها جسم الحامل منذ لحظة تخصيب البويضة قد يُعدّ بعض من هذه التغيّرات من العلامات الأولى التي تُشير لوجود الحمل، والتي تتحرّاها النساء لتوقّع حملهنّ قبل أخذ موعد لمُراجعة الطبيب وإثبات الأمر، وفي حين أنّ التورّم والانتفاخ عمومًا من الأمور المُحتملة طيلة فترة الحمل إلا أنّه لا يُعدّ من علاماته وأعراضه،[١]إذ لا يكون ظاهرًا تمامًا حتّى الشهر الخامس، ليزداد تدريجيًّا مع الوقت، ورغم أنّه يُلاحظ في الوجه عمومًا أحيانًا إلا أنّه يكون أشدّ ظهورًا في القدمين والكاحلين أو اليدين في غالب الحالات، كما أنّ التورّم عادًة ما يكون في نهاية اليوم وليس عند الاستيقاظ صباحًا، فما أسباب حدوثه بالضبط؟ وهل من المُمكن أن يُشير انتفاخ الوجه أو الجفون لمُشكلة صحيّة خطيرة؟[٢][٣]
لما قد تعاني الحامل من تورم في الجفون والوجه؟
على الرغم من أنّ تورّم الوجه والجفون قد يُثير القلق في نفس الحامل عند مُلاحظته إلا أنّه في الواقع جُزء من تحضير وإعداد الجسم خلال فترة الحمل، إذ إنّ سببه الرئيس راجع لاحتباس السوائل الناجم عن زيادة كميّة الدم وسوائل الجسم التي يُنتجها بنسبة تُقارب 50% عن الوضع ما قبل الحمل، ويرجع ذلك للأمور الآتية:[٣]
- المُساعدة على زيادة مرونة الجسم وتحضيره لزيادة حجم الجنين في الأشهر المُقبلة.
- المُساعدة على تحضير مفاصل الحوض وأنسجته لمرحلة الولادة في الثلث الأخير من الحمل.
وبالإضافة لما سبق؛ فقد توجد عدّة عوامل لدى بعض النساء تزيد من احتماليّة تعرضّ بعضهنّ لتورّم الوجه والجفون أكثر من غيرهنّ، وذلك في كلّ من الحالات الآتية:[٣]
- ارتفاع نسبة استهلاك الصوديوم بمصادره المُختلفة.
- نُقصان كمية البوتاسيوم المُستهلكة.
- ارتفاع كمية الكافيين المُستهلكة.
- تزداد احتماليّة التورّم والانتفاخ في أيام الصيف مُقارنًة بالشتاء.
كما تجدر الإشارة إلى أنّه وفي حين أنّ الأسباب والعوامل السابقة خاصّة للحامل خلال فترة الحمل فقد تتعرّض أيضًا لأسباب عامّة أُخرى، ممّن يُحتمل إصابة أيّ فرد آخر بها وينجم عنها انتفاخ الجفون والوجه، وذلك في كلّ من الحالات الآتية:[٤]
- الإصابة بردّ فعل تحسّسيّ نتيجة التعرّض لحبوب اللقاح، أو التعرّض للسعة إحدى الحشرات، أو التحسّس من فرو الحيوانات ووبرها، أو للتحسّس من بعض موادّ وكريمات التجميل، أو للتحسّس من إحدى العلاجات والأدوية؛ مثل البنسيلين أو الكودايين.
- الإصابة بعدوى بكتيريّة أو فيروسيّة؛ مثلما يحدث عند الإصابة بالتهاب الجيوب، أو خرّاج الأسنان، أو الإصابة بالتهاب مُلتحمة العين، أو التهاب الهلل المحجريّ، أو التهاب الهلل في الوجه، أو الإصابة بشحّاذ العين.
- زيادة الوزن أو السّمنة.
- المُعاناة من سوء تغذية شديد.
- ردّ فعل من الجسم عند نقل الدم.
- الإصابة بالوذمة الوعائيّة الوراثيّة.
- التعرّض لإصابة أو ضربة ما على الوجه؛ مثلما يحدث عند التعرّض لحروق شديدة في الوجه، أو لضربات مُباشرة في الوجه والعين، أو كإحدى الآثار الجانبيّة لإجراء جراحة مُعيّنة في الوجه أو جراحة في الفمّ.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
نظرًا لحساسيّة وضع المرأة خلال فترة الحمل ولأهميّة ضمان سلامتها وسلامة جنينها فلا بأس من إعلام الطبيب بأيّ تغيّرات تواجهها الحامل مهما كانت وفي أيّ وقت من الحمل، أو أيّ تغيّرات تُلاحظها مع تقدّم عُمر الحمل، فبالإضافة للأسباب السابقة الراجعة لانتفاخ الجفون أو الوجه عمومًا، ولكن في بعض الأحيان يجب إبلاغ الطبيب ومُراجعته على الفور في كل من الحالات الآتية:[٢][٥]
- في حال كان تورّم الوجه أو الجفون شديدًا.
- مُلاحظة عدم زوال التورّم أو نُقصانه أو مُلاحظة وجوده عند الاستيقاظ من النوم.
- زيادة كبيرة في شدّة التورّم عما كان من قبل، أو زيادته المُفاجئة.
- مُلاحظة بقاء مساحة فارغة في مكان الضغط على الوجه المُنتفخ عند الضغط عليه بالإصبع (Pitting edema).
- تزامن انتفاخ الجفون أو الوجه مع أحد علامات وأعراض ما قبل تسمّم الحمل (Preeclampsia)، والتي تتضمّن كُلًا ممّا يأتي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- المُعاناة من الصداع المُستمر.
- ظهور البروتين في البول عند فحص البول في المُختبر.
- مُلاحظة زيادة الوزن المُفاجئة.
- الشعور بألم في البطن.
- اضطرابات وتشوّش في النظر.
- تورّم وانتفاخ أماكن أُخرى في الجسم.
وبالإضافة لما سبق؛ فإنّ تزامن انتفاخ الوجه والعينين المُفاجئ للحامل أو غيرها قد يكون إشارة على الإصابة بصدمة الحساسيّة، التي تتطلّب التدخّل الطبيّ العاجل والفوريّ، وذلك قد يتزامن مع جحوظ العينين واحمرارهما، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والشعور بالألم في الوجه والعينين، مع تورّم وانتفاخ أماكن أُخرى في الجسم، والشعور بحكّة وتضيّق في الحلق والفم، بالإضافة لصعوبة التنفّس وظهور صوت أزيز معه.[٤]
هل يُمكن الوقاية من تورم الجفون والوجه؟
باعتباره جُزءًا من التغيّرات الجسميّة التي تحدث في فترة الحمل، ولتأثير التغيّرات الجسميّة الأُخرى فإنّ التورّم الطبيعيّ للجفون والوجه قد يكون أمرًا حتميًّا، ويُمكن تقليله بتجنّب الأجواء الحارّة، وتناول الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم، أو تقليل كمية الأملاح المُتناولة،[٥] ولكن قد تُساعد بعض النصائح على تقليل احتماليّة الأسباب الخطيرة لانتفاخ الوجه والجفون (كتسمّم ما قبل الحمل)، فيُمكن ذلك باتّباع كلٍّ من الخطوات الآتية:[٦]
- مُمارسة التمارين الرياضيّة المُعتدلة بانتظام، ويُفضّل أن يكون ذلك بعد استشارة الطبيب؛ لضمان ألّا يتسبّب ذلك بأيّ أضرار على صحّة الحامل وجنينها، إذ تختلف الحالات عن بعضها البعض.
- مُحاولة تقليل الوزن الزائد، أو الحفاظ على الوزن ضمن الحدّ الطبيعيّ خلال الحمل، ويكون ذلك أيضًا تحت إشراف الطبيب المسؤول ومُتابعته.
- في حال المُعاناة من ارتفاع ضغط الدم فمن الضروريّ الحفاظ عليه ضمن المُعدّلات الطبيعيّة، سواء أكانت الحامل تُعاني منه قبل الحمل، أو أصيبت به أثناء حملها.
- في حال وجود إحدى عوامل الخطر التي ترفع من احتماليّة إصابة الحامل بما قبل تسمّم الحمل فقد يصرف لها الطبيب دواء الأسبيرين بعد الأسبوع 12 من الحمل.
- التوقّف عن التدخين، إذ يُوصى دائمًا بتجنّبه خلال فترة الحمل.
المراجع
- ↑ "Early Pregnancy Symptoms", webmd, 19/10/2020, Retrieved 31/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Swelling during pregnancy", pregnancybirthbaby, 2/2020, Retrieved 31/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Swelling During Pregnancy", americanpregnancy, 27/4/2012, Retrieved 31/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Face Swelling", healthgrades, 3/12/2020, Retrieved 31/12/2020. Edited.
- ^ أ ب Nicole Jablonski (19/3/2020), "When Pregnancy Swelling Becomes Concerning", healthline, Retrieved 31/12/2020. Edited.
- ↑ "Preeclampsia: Prevention", clevelandclinic, 11/9/2018, Retrieved 31/12/2020. Edited.