تورم الساقين للحامل

كتابة:
تورم الساقين للحامل

التورّم

يسمّى التورّم بالوذمة أو الاستسقاء، وينتج عن تراكم السّوائل المحبوسة في أنسجة الجسم، وتحدث الوذمة غالبًا في القدمين، والكاحلين والسّاقين، ويمكن أن تؤثّر في أجزاء أخرى من الجسم، مثل: الوجه، واليدين، والبطن، ويمكن أن تشمل الجسم كلّه.

يمكن أن تحدث الوذمة نتيجةً للجاذبية، خاصّةً عند الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة؛ بسبب سحب الماء بفعل الجاذبيّة إلى القدمين، ويمكن أن تحدث الوذمة بسبب ضعف صمّامات الساقين، وتُصعب هذه المشكلة على الأوردة دفع الدّم وعودته إلى القلب، فيتجمّع في السّاقين مسبّبًا حدوث دوالي السّاقين، وتراكم السّوائل فيها، ويمكن لبعض الأمراض، مثل: قصور القلب، وأمراض الرّئة، والكلى، والكبد، والغدّة الدّرقيّة، أو تناول بعض الأدوية، مثل أدوية ضغط الدم أن تؤدّي إلى حدوث الوذمة، ويمكن أن تحدث الوذمة نتيجةً للتحسّس، والرّضوض، وسوء التّغذية، أو عند احتواء النّظام الغذائي على الكثير من الملح. [١]


تورّم القدمين أثناء الحمل

أثناء الحمل الطّبيعي يزداد ماء الجسم بنسبة 6 إلى 8 لتر، منها 4 إلى 6 لترات خارج الخلايا، وعلى الأقل 2 إلى 3 لترات داخل الخلايا، ويعود السبب في زيادة الماء في جسم الحامل إلى حاجة الأم الحامل والجنين إلى الماء لتغذيتهما، وتتراكم السوائل في أنسجة الجسم نتيجةً لزيادة تدفّق الدّم أثناء الحمل، وبسبب زيادة ضغط الرّحم المتنامي على الأوعية الدموية أسفل الجسم، خاصّةً عروق الحوض، والوريد الأجوف السفلي، وهو الوريد الكبير في الجانب الأيمن من الجسم، الذي يعيد الدّم من الأطراف السفلية إلى القلب، كما تسبّب زيادة الوزن خلال الحمل زيادة الضّغط على الأوردة والشرايين في القدمين، ممّا يؤدّي إلى تجمّع السّوائل في أنسجة القدمين والكاحلين مسببًا تورّمها. [٢]


طرق الوقاية والتقليل من تورّم القدمين أثناء الحمل

يعدّ التورّم القليل في القدمين والكاحلين أثناء الحمل أمرًا طبيعيًّا، إلا أنّ التورّم المفاجئ والمترافق مع الشّعور بالألم، خاصّةً عندما يكون التورّم في قدم واحدة قد يعني وجود جلطة دموية تسمّى خثارة الأوردة العميقة، أو قد يدلّ تورّم القدمين معًا على ارتفاع ضغط دم الحامل فوق المعتاد، وتحتاج كلتا الحالتين إلى التقييم الطبي والعلاج الفوري، وتوجد العديد من الطّرق التي تساهم في تقليل تورّم القدمين أثناء الحمل، ومن هذه الطرق ما يأتي:[٣]

  • تجنّب المشي أو الوقوف لفترات طويلة؛ لتجنّب تجمّع الدّم والسّوائل في القدمين، ويجب على الحامل الجلوس ورفع القدمين إلى أعلى من حين إلى آخر، وتحريك القدمين من الكاحلين، ويجب ثني القدمين برفق لتمديد عضلات ربلة السّاق، والأفضل من ذلك التمدّد ورفع الساقين إلى أعلى.
  • النّوم على الجانب الأيسر يساعد على تخفيف الضّغط عن الوريد الكبير، أو الوريد الأجوف السفلي الذي يُعيد الدّم من النّصف السّفلي من الجسم إلى القلب.
  • ارتداء الجوارب الضّاغطة، أو الأربطة الدّاعمة خلال اليوم للتّقليل من تورّم القدمين.
  • ممارسة النشاط البدني كلّ يوم يساعد على تقليل تورّم القدمين، مثل: المشي، أو ركوب الدّراجة الثابتة، أو السّباحة.
  • الوقوف أو المشي في حمّام السباحة، وعلى الرغم من قلّة الدّراسات بشأن استخدام ضغط المياه لعلاج تورّم القدمين والكاحلين، إلا أنّ المشي أو الوقوف في حمّام السّباحة قد يكون مفيدًا في الضّغط على أنسجة الساقين، وقد يقلّل التورّم مؤقتًا أثناء فترة الحمل.
  • ارتداء الملابس الفضفاضة، إذ يمكن للملابس الضّيقة أن تحدّ من تدفّق الدّم، ويجب عدم ارتداء الجوارب ذات الأشرطة الضيّقة على الكاحل أو بطن الساق.
  • تدليك القدم، والطبّ الانعكاسي الذي يتضمّن الضّغط على مناطق معينة من القدمين واليدين والأذنين قد يساعد على تقليل تورّم القدم والكاحل خلال فترة الحمل، وكذلك لا يعني وجود التورّم أن تقلّل الحامل من كميّة السوائل التي تتناولها، إذ يوصي معهد الطبّ بشرب 10 أكواب؛ أي ما يعادل 2.4 لتر من السوائل يوميًا خلال فترة الحمل.


مخاطر تورّم القدمين أثناء الحمل

إنّ التورّم الخفيف في القدمين والكاحلين أثناء الحمل يعدّ أمرًا طبيعيًا، بسبب زيادة سوائل الجسم، وعادةً ما يكون التورّم في القدمين والكاحلين الذي تسبّبه الوذمة غير ضارّ وطبيعيًّا تمامًا، كما أنّه من الطبيعي ألّا يحدث انتفاخ أو تورّم ملحوظ لدى بعض الحوامل بنسبة واحدة من كلّ أربع حالات حمل، لكن عندما يمتدّ التورّم إلى اليدين أو الوجه، وإذا استمر التورّم أكثر من يوم واحد يجب الاتصال بالطبيب، إذ يمكن أن يكون التورّم علامةً أو عرضًا لمجموعة من الحالات والأمراض التي يمكن أن تواجهها الحامل، إذ يشير التورّم المفرط إلى وجود تسمّم الحمل، أمّا عندما يكون التورّم مصحوبًا بمجموعة من الأعراض، مثل: ارتفاع ضغط الدّم، وزيادة الوزن السريع، ووجود البروتين في البول، يمكن أن يدلّ على وجود مشكلة في الكلى، أو الكبد، أو الرّئتين، ويجب فحص ضغط الدّم والبول بصورة دوريّة أثناء الحمل قبل الولادة.[٢]


المراجع

  1. "Edema", clevelandclinic, Retrieved 10-3-2019.
  2. ^ أ ب "Edema (Swelling of the Ankles and Feet) During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 10-3-2019.
  3. Yvonne Butler Tobah (21-7-2017), "What causes ankle swelling during pregnancy — and what can I do about it?"، mayoclinic, Retrieved 10-3-2019.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×