تورم القدم بدون سبب

كتابة:
تورم القدم بدون سبب

تورم القدم دون سبب

يُعرَف تورم القدم والساق والكاحل أيضًا باسم الوذمة الطرفية، والذي يشير إلى تراكم السوائل في هذه الأجزاء من الجسم، ويبدو ذلك غير مؤلم إلّا إذا حدثت نتيجة إصابة جسدية، ويبدو التورم أكثر وضوحًا في معظم الحالات في المناطق السفلية من الجسم؛ نتيجة تأثير الجاذبية الأرضية.

يُعدّ تورم القدم والساق والكاحل أكثر شيوعًا لدى البالغين كبار السن، ويحدث على جانبي الجسم أو على جانب واحد فقط، كما تتأثر منطقة واحدة أو أكثر في الجزء السفلي من الجسم، وعلى الرغم من أنّ التورم في القدم والساق والكاحل لا يشكّل خطرًا كبيرًا على الصحة، غير أنّه من المهم زيارة الطبيب؛ لأنّ التورم في بعض الأحيان يشير إلى مرض أكثر خطورةً تجب معالجته على الفور.[١]


أسباب تورم القدم

يحدث تورم القدمين نتيجة أسباب يجهلها المريض، ومن أمثلتها ما يأتي:[٢]

  • مضاعفات الحمل: يُعدّ تورم القدمين والكاحلين بدرجة بسيطة أمرًا طبيعيًّا أثناء الحمل قد تجهله العديد من الحوامل، مع ذلك، يبدو التورم المفاجئ أو المفرط علامةً على تسمم الحمل، وهو حالة خطيرة تصاب الحامل بها نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى البروتين في البول بعد الأسبوع العشرين من الحمل، فإذا عانت السيدة تورمًا شديدًا أو تورمًا مصحوبًا بأعراض أخرى؛ مثل: آلام البطن، أو الصداع، أو ندرة التبول، أو الغثيان، أو التقيؤ، أو تغيّرات في الرؤية، فيجب الاتصال بالطبيب على الفور.
  • إصابة القدم أو الكاحل: يؤدي التعرض لإصابة القدم أو الكاحل إلى تورم القدمين، وقد يتعرّض المريض لإصابة مسببة للتورم من دون أن يشعر بها، وأكثر هذه الإصابات شيوعًا التواء الكاحل، ولتقليل التورم الناتج من إصابة القدم أو الكاحل تجب الاستراحة وتجنب المشي على الكاحل أو القدم المصابة، واستخدام الكمامات الباردة، ولفّ القدم أو الكاحل بضمادات ضاغطة، ورفعها على كرسي أو وسادة.
  • آثار جانبية لبعض الأدوية: تسبب العديد من الأدوية تورم القدمين والكاحلين في شكل آثار جانبية محتملة، وإذا كان الشخص يشكّ في أنّ التورم يبدو ناجمًا عن تناول بعض الأدوية فيجب التحدث إلى الطبيب، وقد يؤدي الاستغناء عن الدواء أو استبداله إلى عواقب أكثر من التورم، غير أنّ التورم الأكثر حدةً يجعل تغيير الدواء أو جرعته أمر في غاية الأهمية، ومن أبرز هذه الأدوية ما يأتي:
  • الهرمونات؛ مثل: هرمون الإستروجين، الذي يوجد في وسائل منع الحمل عن طريق الفم، والعلاج بالهرمونات البديلة، وهرمون التستوستيرون.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم؛ نوع من أدوية ضغط الدم، والتي تتضمن نيفيديبين، وأملوديبين، وديلتيازيم، وفيلوديبين، وفيراباميل.
  • الستيرويدات؛ كالأندروجين، والكورتيكوستيرويد؛ مثل: البريدنيزون.
  • مضادات الاكتئاب؛ كثلاثية الحلقات، ومثبطات أوكسيديز أحادي الأمين؛ مثل: الفينيلزين.
  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
  • أدوية السكري.

كما قد يحدث تورم القدمين لأسباب أخرى قد تبدو ملحوظةً للمريض، أو قد تبدو أحد المضاعفات لبعض الأمراض، وتتضمن ما يأتي:[٢]

  • الوذمة اللمفية: هي تراكم السوائل اللمفاوية في الأنسجة، وتحدث بسبب عدم وجود الأوعية الليمفاوية، أو حدوث مشاكل فيها، أو بعد إزالة الغدد الليمفاوية، ويُعدّ السائل الليمفاوي غنيًّا بالبروتين ينتقل عبر الأوعية والشعيرات الدموية، ويترشح من خلال العقد اللمفاوية، التي تحبس المواد غير المرغوب فيها وتُدمّرها، مثل البكتيريا، وعند وجود مشكلة في الأوعية أو العقد اللمفاوية تحدث مضاعفات خطيرة، ويؤدي تراكم السائل الليمفاوي غير المُعالَج إلى إضعاف التئام الجروح، والعدوى، والتشوه، وتُعدّ هذه الحالة شائعةً بعد العلاج الإشعاعي.
  • القصور الوريدي: يبدو تورم الكاحلين والقدمين أحد الأعراض المبكرة للقصور الوريدي، وهو حالة يتحرك فيها الدم بطريقة غير صحيحة من الأوردة من الساقين والقدمين حتى القلب، وتحافظ الأوردة على تدفق الدم إلى أعلى من خلال صمامات أحادية الاتجاه، وعند تلف هذه الصمامات أو ضعفها يتسرب الدم إلى أسفل الأوعية، ويؤدي القصور الوريدي المزمن إلى حدوث تغيرات في الجلد، وقرحة الجلد، والعدوى.
  • العدوى: حيث تورم القدمين والكاحلين علامة على الإصابة بالعدوى، ويُعدّ الأشخاص الذين يعانون من اعتلال الأعصاب السكري أو غيره من مشكلات الأعصاب في القدمين أكثر عرضة للإصابة بالتهابات القدم، وإذا بدا الشخص يعاني من مرض السكري فمن المهم فحص القدمين يوميًا بحثًا عن ظهور أيّ تقرحات؛ لأنّ تلف الأعصاب يُضعف الإحساس بالألم، مما يسبب مشكلات القدم بسرعة، لذا إذا لاحظ الشخص المصاب بالسكري وجود تورم في القدم أو أي جزء مصاب يجب الاتصال بالطبيب على الفور.
  • الجلطة الدموية: تؤدي الجلطات الدموية التي تتشكّل في عروق الساقين إلى توقف تدفق الدم المرتجع من الساقين إلى القلب، مما يسبب تورم الكاحلين والقدمين، والجلطات الدموية تبدو سطحيةً، إذ تحدث في الأوردة أسفل الجلد مباشرة، أو تبدو عميقةً، وتؤدي الجلطات العميقة إلى إعاقة عمل واحد أو أكثر من الأوردة الرئيسة في الساقين، وهذه الجلطات الدموية خطيرة إذا انتقلت إلى القلب والرئتين، وإذا كان الشخص يعاني من تورم في ساق واحدة إلى جانب الألم والحمى منخفضة الدرجة، وفي بعض الأحيان تغيّر في لون الساق المصابة فيجب الاتصال بالطبيب على الفور.
  • أمراض القلب والكبد والكلى: قد يشير التورم في بعض الأحيان إلى الإصابة بـأمراض القلب أو الكبد أو الكلى، وانتفاخ الكاحلين في المساء علامة على الاحتفاظ بالملح والماء بسبب فشل الجهة اليمنى من القلب، ويسبب مرض الكلى تورم القدم والكاحل، وعند عدم عمل الكليتين جيدًا يتراكم السائل في الجسم، بالإضافة إلى أنّه يؤثر مرض الكبد في إنتاج الكبد لبروتين يُسمّى الألبومين، الذي يمنع الدم من التسرّب من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأنسجة، وتؤدي الجاذبية إلى ذلك أكثر في القدمين والكاحلين، لكن يتراكم السائل أيضًا في البطن والصدر، فإذا بدا التورم مصحوبًا بأعراض أخرى؛ كالتعب وفقدان الشهية وزيادة الوزن فتجب استشارة الطبيب على الفور.


العلاجات المنزلية لتورم القدم

تجرى تغييرات بسيطة في الحياة اليومية للمساعدة في تقليل التورم، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]

  • السير لمسافة قصيرة كل ساعة.
  • شرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا، إذ إنّ التقليل من شرب الماء يعزّز التورم.
  • الحدّ من تناول الملح والكربوهيدرات.
  • وضع شيء أسفل الجزء السفلي من السرير لكي يتمكّن الشخص من رفع قدميه أثناء الليل.
  • تجربة بعض الأشخاص الزيوت الأساسية؛ مثل: زيت النعناع، وزيت الأوكالبتوس، والخزامى، والبابونج.
  • الحرص على ارتداء الأحذية المريحة.[٣]
  • ممارسة بعض التمارين الخفيفة، كالمشي؛ فهي تساعد في تحسين الدورة الدموية.[٣]
  • تجنّب الوقوف أو الجلوس لمدة طويلة.[٣]
  • ارتداء الجوارب الضّاغطة؛ فهي قد تساعد في تخفيف ألم الساقين، ومنع تجمع السوائل في القدمين والكاحلين.[٣]


تشخيص تورم القدمين

يأخذ الطبيب السيرة المرضية للشخص المصاب، ويُجرى الفحص السريري مركزًا على القلب والرئة والكلى لمعرفة إذا كان التورم قد شمل أعضاءً أخرى من الجسم أم القدمين فقط، وكذلك إذا كان يستمر طوال الوقت أو يحدث في الصباح فقط، وإن كانت توجد عوامل تزيد من التورم أو تقلله، أو أنّ التورم يقلّ إذا رفع المصاب قدميه إلى الأعلى، وإذا كان الشخص يعاني من الدوالي، وهو انتفاخ للأوردة السطحية، ثم تجرى بعض الفحوصات، ومنها ما يأتي:[٤]

  • فحوصات الدم؛ مثل: كيمياء الدم، والتعداد الكلي للدم.
  • التصوير بالأشعة السينية للصدر والأطراف.
  • تخطيط دوبلر.
  • فحص كهربائية القلب.
  • تحليل البول.


حالات تورم القدم التي تحتاج زيارة الطبيب

يجب عدم القلق من وجود تورم بسيط في القدم، إذ يجرى التخلص منه باستخدام بعض العلاجات المنزلية، إذ يجب أن يختفي خلال عدة ساعات، لكن إذا كان الشخص يعاني من التورم الشديد وعند الضغط عليه بالإصبع يترك تجويفًا عميقًا، أو إذا تطور التورم فجأةً، واستمر أكثر من بضعة أيام، أو إذا تأثرت قدم واحدة فقط، أو إذا كان مصحوبًا بالألم أو تغيّر لون الجلد يجب الاتصال بالطبيب، كما يجب عدم تحديد التشخيص عن طريق المريض؛ ذلك بسبب وجود العديد من الأسباب المحتملة للتورم، لذا من المهم أن يترك المصاب الطبيب يحدد السبب، ويصف العلاج الذي يحتاجه.[٥]


المراجع

  1. "Swelling in Your Foot, Leg, and Ankle", healthline, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Swollen Ankles and Feet", webmd, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "6 Best Fixes for Pain and Swelling in Your Feet and Ankles", clevelandclinic, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  4. "Foot, leg, and ankle swelling", www.medlineplus.gov, Retrieved 13-11-2019.
  5. "What’s causing those swollen feet?", harvard, Retrieved 15-12-2019. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×