ثلاث خطوات ستمنحكم الاستقلال الشخصي وتحقيق الذات

كتابة:
ثلاث خطوات ستمنحكم الاستقلال الشخصي وتحقيق الذات

الاستقلال والاعياد الوطنية ليس حكراً للدول فقط! جميعنا نريد الاستقلال الذاتي وتحقيق القدرة الكامنة فينا. ولكن توجد في داخلنا عقبات لا حصر لها التي تمنع ذلك.

في السنوات الأخيرة، يبدو أن هناك المزيد والمزيد من الناس الذين يتحدثون عن تحقيق الذات والكثير من الأشخاص الذين يحاولون مساعدتنا على تحقيق ذلك. في الواقع، على العكس من جيل آبائنا، وبالتأكيد للجيل السابق له، مجتمعاتنا المعاصرة الذي تنعم بحياة رغيدة هي بمثابة أرضية خصبة لاثارة الأفكار حول تحقيق الذات. لماذا؟

إذا نظرنا إلى هرم الاحتياجات على اسم ماسلو (نظرية عالم النفس ابراهام ماسلو التي تعنى بدوافع الإنسان في حياته)، فتظهر في الجزء السفلي من الهرم الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية، مثل الأكسجين، الغذاء، الماء والنوم - احتياجات حياتية التي لا نفكر فيها على الإطلاق لأنها متاحة بالنسبة لنا. ولكن لو عدنا بالزمن 70 عاماً الى الوراء- نتذكر أن توفر هذه الأمور لم تكن مفهومة ضمنا كما يبدو لنا اليوم.

في الدرجة التالية من الهرم يوجد الأمن على مستوياته المختلفة (وفي زمن الحرب، في الواقع تهمل المجالات الأخرى). بعد ذلك: الصداقة، الأسرة والتقارب الجنسي. بعدها يأتي التقدير، الثقة بالذات والاحترام. وعندما تتحقق كل ما سبق، فنحن نتفرغ للتفكير بقمة الهرم: تحقيق الذات.

وفي الأيام العادية لدى معظمنا الدرجات الأولى للهرم محققة، الأمر الذي لم يكن كذلك في الأجيال السابقة. حتى لو لم نملك اليوم كل ما كنا نريد فمازال باستطعاتنا مواجهة ارتفاع الاسعار والمصاريف الشهرية. في حالة الرفاهية هذه، لدى معظمنا الوقت الكافي لنفكر بما يسمى - تحقيق الذات.

ولكن ما الذي يقف خلف هذا المصطلح العميق؟ فهو مصطلح شخصي وفريد للغاية ولذلك من الصعب تعريفه. ليس فقط لأنه لكل واحد منا مفهومه المختلف والخاص لمعنى "تحقيق الذات" ، فإنه أيضا يتغير مع تقدم بالسن. إذا كنت الان في سن الـ 19 عاماً فإنني أريد أن أشعر أنني أتقدم في التعليم، فبعد خمس سنوات، أريد أن أجد نفسي في علاقة زوجية حيث أشعر بالاستقرار (دون أن يتحكم بي أحد)؛ بعد ذلك أحقق مسيرتي المهنية (الملائمة لي، التي رغبت بها والتي لم يقررها لي أحد أو وصلت اليها بالصدفة)، في مجال الأبوة والأمومة (التي أقوم فيها بتعليم أبنائي الشيء الذي أعتقد أنه هو الصحيح ولا أكرر أخطاء والدي أو أفعل العكس تماما). بالطبع، كل واحد ومجالاته الملائمة له والسنوات المناسبة له لتحقيق الذات.

لماذا هذا الأمر صعب جدا؟

لان تحقيق الذات هو أمر مخيف جدا عند الفشل في تحقيقها وحتى عند النجاح.
• لأنه إذا لم أنجح، فماذا سوف يقولون عني؟ فماذا سأقول أنا عن نفسي؟ (هل توقعاتي بالنجاح كانت خيالية؟ هل كنت احلم؟ هل انا معجب بنفسي زيادة عن اللزوم؟ ومن أظن نفسي؟ ولماذا حاولت فعل ذلك ...).
• لأنه إذا نجحت، فماذا سوف يقولون عني؟ (بالتأكيد ان شخصاً ما ساعدني/أعطاني المال، وبالتأكيد انني لم أفعل ذلك وحدي)؛ وماذا سأقول أنا عن نفسي؟ (بالطبع ان هذا كان مجرد حظ، وهذا ليس بالفعل لأنني أستطيع; وان هذا هراء...).

اذا ماذا أفعل؟

الخطوة الأولى: مصادقة هذه الكلمة، التحقيق

فهم انه ليس من صرعات "العصر الجديد"  وانما هو جزء ضروري من الحياة. وأنني لا أريد أن أضيع وقت أكثر من حياتي. فهم ان تحقيق الذات سوف يساهم في سعادتي، وعندما أكون أكثر سعادة - أيضا جميع من حولي سوف يكونون أكثر سعادة. اتخاذ قرار تحقيق الذات، حتى لو كان ذلك يتطلب الشجاعة للوقوف في وجه الوالدين أو المجتمع (الذين قرروا، على سبيل المثال، ان العمل في القضاء محترم أكثر ولكنني طوال حياتي كنت أحلم أن أكون بستاني!).

الخطوة الثانية: فهم ان تحقيق الذات هي عملية طويلة

لا نصل خلال لحظة للوقوف على منصة التتويج للحصول على الميدالية. تبدأ هذه العملية، مثل أي عملية - بتحديد الهدف وقائمة الأهداف الفرعية في الطريق إلى هناك. الأهداف تحقق تدريجيا. على سبيل المثال، إذا كنت أحلم بالدوران حول العالم على متن سفينة خلال عشر سنوات: ماذا علي أن أفعل بعد تسع سنوات، بعد ثماني سنوات، وهلم جرا - حتى أصل الى ما أريد القيام به غدا وكل يوم لكي يقربني ولو خطوة واحدة صغيرة الى الحلم.

الخطوة الثالثة: أصرخ بأحلامك

لا تبقيها لنفسك. في الماضي كنا نعتقد اننا عندما لا نفصح عن احلامنا بالعلن فهي تتحقق. لماذا يجب أن تصرخ بأحلامك ولا تخجل منها؟ لأن الناس يريدون، هم على استعداد وقادرين على المساعدة. يحتاج الأمر الى شجاعة، صحيح. لكن هذه واحدة من الخطوات في قائمة الأهداف الفرعية في الطريق الى الحلم. على سبيل المثال، إذا حلمت بالعلاقة الزوجية، فلا ينبغي أن أخجل من عزوبيتي لأن جميع الفتيات في عمري قد تزوجن ولديهن أطفال وانما البدء بالحديث عن ذلك. لربما هناك شخص يعرف شخص يعرف شخص الذي يعرف أمير أحلامك!

3438 مشاهدة
للأعلى للسفل
×