بالإضَافة لأخذه لأدوية الرَّبو الدَّائِمة، هُناك أُمورٌ يُمكن أن يَقوم بِها مَريضُ الرَّبو أيضاً لتخفيف الأَعراض وتقليل خَطر الإصابة بنوبة الرَّبو.
عندما تُشخَّص إصابة المريضِ بالرَّبو وتُوصفُ لهُ الأدوية المُفرّجة والوقائيَّة المُنتظمة (عادةً على شكل مَنشقات أو مضغوطات)، يجب عليه استخدام العلاج الوقائيّ كُلّ يومٍ حتَّى لو كان يشعر بصحة جيّدة. يُعدُّ استخدام الأدوية الدَّائمة والآَمنة أفضل طريقةٍ للعيش حياة طبيعيَّة وذلك لعدم إمكانيَّة الشّفاء من الرَّبو تَماماً وتجنُّب المُحفِّزات دائماً.
هَذه بعضُ النَّصائِح حَول كيفيَّة الرِّعاية الذاتيَّة للبقاء بحالةٍ جيَّدة:
تَجنُّب مُحفِّزات الرَّبو
تَختلِف مُحفِّزات الرَّبو من شخصٍ لآخر. حيثُ يُحفَّزُ الرَّبو عند بعض المَرضى بالتعرُّض لشعر الحيوانات الأليفة أو فِرائها، وعند البعض الآخر بالتعرُّض لغُبار الطّلع، وعند آَخرين بالتعرُّض للمُهيّجات غير التحسُّسيّة مثل العُطور. تُلاحظ بعضُ النّساء أنَّ حالة الرَّبو لديهنَّ تسوءُ مباشرةً بَعد فترة حيضها الشهريَّة.
إذا لاحَظ المَريض وجودَ مُحفِّزٍ ما للرّبو لديه، فمن المُهمّ أن يناقِشَ ذَلِك مع الطَّبيب أو المُمرِّض في زيارتهِ التَّالية.
الإقلاع عن التَّدخين
وفقاً للدّكتور مايك توماس من مُنظَّمة الرَّبو البريطانيَّة، يُعدُّ الإقلاع عن التَّدخين أفضل طريقة يُساعد بِها مريض الرَّبو نفسَه.
يقول الدَّكتور توماس: "يُؤثِّر التّدخين كمُهيِّجٍ ويُمكن أن يُحرِّض نوبات الرَّبو". "كما يَجعل مِن الدَّواء المُستنشَق أقلَّ فعاليَّة. ونتيجةً لذلك يزيدُ من احتمال الحَاجة لجُرعاتٍ أكبر من الأدوية الستيروئيديَّة المُستنشقَة.
"كما تزداد فُرصة الإصَابة بأمراضٍ مثل الدَّاء الرِّئويّ المُسدّ المُزمن COPD أو التهاب القصبات إذا كان مريضُ الرَّبو مُدخِّناً. فبالإضافة لإصابة رئتيه الحاليّة بالالتهاب، قد يؤدّي دُخان السّجائر إلى تأثيرٍ قويٍّ عليها أيضَاً".
قَد تكُون بعضُ المُهيّجات المَنقولة بالهواء مِثل دُخان اليد الثَّانية (التدخين السلبي) مُحفِّزاتٍ أيضاً. لذا يَجب أن يَبقى مَرضى الرَّبو في بيئةٍ خاليةٍ من الدُّخان.
يُمكن مُراجعة الطّبيب أو الصّيدلاني إذا رغب المَريض بالإقلاع عن التَّدخين.
مُمارسة التَّمارين المُنتظمَة مُفيدة
بالرُّغم من أنَّ التّمارين أو النَّشاط البدنيّ قد يُحرِّض نَوبة الرَّبو إلا أنَّه لا يجب أن تَحدُث النوبة في حال الالتزام بالعلاج المُناسب، مثل المَنشقات. يقُول الدّكتور توماس "يجب أن يُمارس مرضى الرَّبو تماريناً مُنتظمة. فهي صحّية لأجسادِهم". "المشي والسِّباحة وركوب الدّراجة كُلُّها نشاطات يُمكن أن يقوم بها مريض الرَّبو. يُعاني الكثير من الرياضييّن من الرجال والنساء من الرَّبو". (لاحظ أن الغطَّاسين يجب أن يُعالجوا بأدوية خاصّة قبل الغَطس).
في حال أدَّى التّمرين إلى أعراضِ ربوٍ مُزعجة، يُمكن مُناقشة ذلك مع الطَّبيب. فقد تلزَم علاجات وقائيَّة أكثر للرَّبو. يُساعد أحياناً استخدام المَنشقة المُهدِّئة قبل 20 دقيقة من وقت التَّمرين في إنقاص الأعراض اللَّاحقة.
تعرف المزيد عن الربو وعلاجه
السَّيطرة على الرَّبو
يقول الدّكتور توماس: "من الجيَّد لمرضى الرَّبو أن يُبقوا حالتَهم تحت السّيطرة،" "على المَريض أن يُشكِّل علاقةَ تعاونٍ بينه وبين طبيبه أو مُمرِّضه المُختصّ بالرّبو. يجب أن يتأكَّد من فهمه لحَالته وأنَّ له خطَّة علاجيَّة خاصّة به. ويَعلم ما يجب القيام به عندما تتغيَّر الأمور.
"يَجب أن يَجلس مع طبيبه أو المُمرِّض ويُناقش علاجه وأيّ تغيّرات على جرعاته الدوائيَّة. قد يَمنع ذلك أزمةً ما مثل الاضطّرار للاتّصال بالطّبيب. يجب أن يُراجع مرضى الربو الطبيب مرَّة سنويَّاً على الأقلّ".
الرِّعاية أثناء الطَّقس البارد
يُعدّ الهواء البارد مُحفِّزاً أساسيّاً لأعراض الرّبو، مثل الأزيز وضيق النَّفس. يجب الحَذر في فصل الشِّتاء خصُوصاً. كما يجب البقاء داخل المَنزِل في الأيَّام العاصِفة شديدة البرودة. وفي حال الخُروج من المَنزل، يُنصح بارتداء وشاح ووضعُه على الأنف والفمّ. يجب الانتباه جيّداً لأخذ المُعالجات الدّائمة. يجب على المريض أن يُبقي المَنشقات المُنقِذَة قريبة منه وفي مَكان دَافِئ.
التّغذية الصحيَّة
يُعتبرُ اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحّي مع تناول كميَّات كبيرة من الخُضار والفواكه الطَّازجة والقليل من المواد المُضافة مفيداً لمَرضى الرَّبو على المَدى البعيد. كما يُفيد أيضاً في الحِفاظ على الرشاقة. يقُول الدّكتور توماس "تؤثِّر البَدانة سلباً على الرَّبو، لذا يَجب أن يُحاول مَرضى الرَّبو الحِفاظ على وزنٍ صحّي".
تلقِّي اللُّقاحات
إذا كان المَريض يستنشق الستيروئيدات أو يتناولها فمويّاً لضبط الرَّبو لديه، فهو بحاجةٍ لتلقّي لُقاحات الالتهاب الرّئوي والإنفلونزا لتقليل فُرصة إصابته بأمراض رئويَّة خطيرة.
يُعطى لُقاح النَّزلة الوافدة كُلّ عامٍ من شهر تشرين الأوَّل. بينما يُعطى لقاح الالتهاب الرئويّ لمرَّة واحدة وهو يَحمي ضدّ أنواعٍ مُعيّنة من الالتهاب الرئويّ والانتان الدَّموي (تسمُّم الدَّم) والتهاب السّحايا. يُمكن تلقِّي لُقاح الالتهاب الرئويّ والإنفلونزا في وقتٍ واحد.
التحقُّق من مُسكّنات الألم
إذا تناوَل مريض الرَّبو الأسبرين أو مُسكّنات ألم أُخرى، فإنّه يوجد احتمال صغير جدّاً بأنَّه سيُعاني من ردّ فعل سيّء ناجم عن الدَّواء. وإذا حدث ذلك، يجب إيقاف تناول الأسبرين وطلب النُّصح من الطّبيب.