ثمرات الاستقامة في الدنيا والآخرة

كتابة:
ثمرات الاستقامة في الدنيا والآخرة

ثمرات الاستقامة في الدنيا والآخرة

لا بد لنا بدايةً أن نتعرف على معنى الاستقامة، فقد عرّفها ابن القيم -رحمه الله-: "الاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء"، فهي تعد كلمة جامعة حيث تشمل الأقوال والأعمال والنيّات.[١]

ثمرات الاستقامة في الدنيا

إن الاستقامة يتعدى أثرها من الفرد إلى المجتمع كاملا، فإن ثمرات الاستقامة في الحياة على الفرد في الدنيا كثيرة ومعدودة، نذكر بعضاً منها فيما يأتي:[٢]

  • تتولد عن الشخص رقابة ذاتية عالية.
  • يقوى الإيمان؛ فالإيمان الصحيح الصادق يُظهر أثراً في الاستقامة، في العلم والعمل.
  • تحصين ذاتي وعالي للشخص.
  • تتحصل بها سعادة الدنيا؛ فقال -تعالى-: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)،[٣] أي أنهم إن استقاموا على أمر الله يسّرنا لهم سبل العيش وأعطيناهم متاع الحياة، وتأتي للمؤمن الدنيا وهي راغمة ويتمتع بها.[٤]
  • السعادة عند الموت؛ المستقيم يشعر بطمأنينة النفس وسعة الصدر في لحظات الموت الشديدة، تتنزل عليه الملائكة تبشّره وتطمئنه، فقد قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا)،[٥] فإن الاستقامة تجعل المؤمن لا يعيش شعور الخوف مما سيأتي من أهوال يوم القيامة، ولا الحزن على ما ترك خلفه من أولاد وذرية وزوجة، فتتنزل الملائكة تطمئنه على هذين الجانبين.[٦]

ثمرات الاستقامة في الآخرة

كل نتائج الاستقامة السابقة هي مؤقتة وزائلة، أما النتيجة الأهم والتي يسعى إليها العبد المسلم طوال حياته هي أن يجد المرء جزاء الاستقامة في الدار الآخرة وأن يكون من أهل الجنة.[٧]

وقد بشر الله أهل الاستقامة بجنته في قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)،[٨] فإن العبد المسلم حين بقي ثابتاً على دينه ولم يتبع الشهوات ولا الأهواء، فهو بذلك ينتظر الثمن النفيس من الله -عز وجل- وهو الجنة.[٧]

مظاهر نقص الاستقامة

إن لنقص استقامة العبد أموراً تظهر عليه، ونقصها مرض لا بد للعبد أن يعالج نفسه منه حتى لا يتفشى فيه المرض، ويخسر خسارة عظيمة يوم القيامة، ومن مظاهر نقص الاستقامة ما يأتي:[٩]

  • عدم الاستعداد لتقديم التضحيات من أجل العقيدة الإسلامية، فالشريعة الإسلامية تطلب من الفرد ألا يكتفي بصلاح نفسه بل أن يكون مصلحاً نافعاً لمن حوله، وهذا ما تحققه الاستقامة أن يقدم الشخص كل ما لديه من جهود لنشر دين الله في الأرض.
  • الرياء والنفاق في العمل، ونقص الاستقامة تجعل العبد يسير عبادات جسدية بلا روح ولا قلب فيها.
  • عدم مقاومة هوى النفس وما تحبه، إن النفس المستقيمة تصبر على كل شهوة تواجهها وتصمد أمامها فإن هذا أحد أهم أقسام الصبر.
  • سوء الخلق، فالعبد المستقيم يعلم مكانة الخلق في النصوص الشرعية وما حثت عليه.

المراجع

  1. محمد نصر الدين عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 39. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 297. بتصرّف.
  3. سورة الجن، آية:16
  4. عبد الله الجلالي، دروس الشيخ عبد الله الجلالي، صفحة 5. بتصرّف.
  5. سورة فصلت، آية:30
  6. عبد الله الجلالي، دروس للشيخ عبد الله الجلالي، صفحة 6. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عبد الله الجلالي، دروس الشيخ عبد الله الجلالي، صفحة 7. بتصرّف.
  8. سورة الاحقاف، آية:13-14
  9. محمد المنجد، دروس الشيخ محمد صالح المنجد، صفحة 7. بتصرّف.
5861 مشاهدة
للأعلى للسفل
×