محتويات
نشر المحبة والمودة بين الناس
شكر الناس إن قدموا المعروف يعبر عن الامتنان والمحبة والاعتراف بما قدموه من خير، فهذا الشكر واجب علينا ورد لفضلهم علينا، فالإنسان مجبول على محبة سماع الثناء إن أحسن، يقول -تعالى-: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)،[١] والذين بذلوا الجهد في تقديم المعروف لنا يستحقون منا الشُكر والتُقدير والثناء على جهدهم، كما أنهم يحتاجون إلى إظهار مشاعر الحب والامتنان لكل ما يفعلونه.[٢]
يخبر الله -تعالى- عن المحسنين أنهم يقدمون ما يقدمون من خير وإحسان لا يريدون سوى رضوان الله -تعالى- عليهم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).[٣]
جاء في تفسيرها: يقصدون بإنفاقهم وإطعامهم وجه الله -تعالى-، لا يريدون من الناس جزاءً ماليًا ولا ثناءً قوليًا،[٤] يا له من اتزان نفسي وراحة وسكينة للمؤمن، إن أسدى إليه أحد أي خير شكره فزادت الألفة بينه وبين الناس، وإن قدم لأحد أي معروف كان يقصد بهذا المعروف وجه الله -تعالى- فإن لم يُشكر على ذلك لم يؤثر في اتزانه النفسي وحبه لبذل الخير لأنه يقدم هذا المعروف من أجل رضا الله -تعالى.
تشجيع الناس الآخرين على تقديم الخير للناس
لو أن أخاً غنياً قدّم لأخيه الفقير إحسانًا ومعونة فشكره عليها، سيتشجع باقي الإخوة الميسورين في العائلة أن يقدموا لأخيهم المعونة، والصدقة مقبولة إن كانت سريّة أو جهريّة، يقول الله -تعالى-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ)،[٥] ولكن يجب إخلاص النية لله -تعالى- وتقديم المعروف للناس لأخذ المثوبة والأجر من الله، وليس لتحصيل الثناء، ولكن إن حصل فأثنى عليه الناس فلا بأس بذلك.
الأجر والثواب من الله -تعالى-
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ)،[٦] وفي الحديث حث للناس على شكر الناس على ما يقدموه من معروف، فمن تعود شكر الناس على كل معروف يقدموه لن ينسى أن يشكر الله الذي أجرى هذا الخير على أيديهم، فإذا شكرت إنسانًا لكونه أحسن إليك فأنت تشكره امتثالًا لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبذلك تنال الأجر من الله تعالى.[٧]
حفظ المعروف لأهله واستمراره في المجتمع
شكر الناس ينشر خلق الوفاء والاعتراف بالفضل لصاحب الفضل كما يفضل مكافأة من لهم فضل علينا ما أمكن ذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ومن أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ)،[٨] وبذلك يستمر المعروف بين الناس ولا ينقطع ويعتاد الناس على فعل الخير وتسموا الأخلاق في المجتمع بأن ينسب الفضل لأهله ويشكروا عليه.
المراجع
- ↑ سورة الرحمن، آية:60
- ↑ "الشكر والتقدير .. كيف يلعبان دورا في شعور الشخص بالسعادة؟"، الدستور، 24/12/2009، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الإنسان، آية:8-9
- ↑ "تفسير السعدي سورة الإنسان الآية 9"، المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:274
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4811، صحيح.
- ↑ "شرح حديث لا يشكر الله من لا يشكر الناس"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5109، صحيح.