جامع القرويين في مدينة فاس

كتابة:
جامع القرويين في مدينة فاس

تاريخ بناء جامع القرويين

بُنيَ جامع القرويين في مدينة فاس عامَ 245هـ/ 859 م، وتُشيرُ المعلومات بأنّ فاطمة الفهريّة القرشيّة الملقبة "بأم البنين"، هي من قامت بالتبرع بكلّ ما تملكُ في سبيل بنائه في عهد دولة الأدارسة،[١] تأثرًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن بَنَى مَسْجِدًا، يَبْتَغِي به وجْهَ اللهِ، بَنَى اللَّهُ له مِثْلَهُ في الجَنَّةِ)[٢].[٣]

الهدف من بناء جامع القرويين

كان الهدف من بناء الجامع أنّ الناس قد أقبلت على مدينة فاس أيام الإمام يحيى، واستجدت المدينة في العمران، وبُنيت بها الفنادق للتجار، ورحل إليها عدد كبير من الفقهاء والعلماء، فأصبحت الحاجة ملحةً إلى بناء جامع كبير، فبدأ بناء جامع القرويين مع بداية شهر رمضان الكريم، ونذرت أم البنين فاطمة أن تستمر بالصيام شكرًا لله حتى يتم كامل البناء.[٣]

كان يُلاحظ من البداية حرص أُم البنين، على أن لا يُنفق على هذا الجامع إلا من موارد نظيفة الأصول، وكان مما أضفى البهجة عليها دون شك أن اكتشفت بالمكان معدنًا للحجر والرمل الأصفر، فكانت مواد البناء كلها من ذات البلد، ولم يتم استيراد أيّة مادة من بلاد أخرى لبناء هذا الجامع المبارك.[٣]

أهميّة جامع القرويين

تتلخص أهمية جامع القرويين فيما يأتي:[٤]

  • العبادة

من البديهي معرفة أنّ الهدف الأول من بناء الجامع كان يقتصر على العبادة.

  • شاهد على العهود المختلفة

في الجامع آثار وملامح واضحة للخلفاء من العهود المختلفة المتعاقبة على المغرب؛ كالأدراسة، والفاطميين، والأمويين، ودولة المرابطين، والموحدين.

  • معهد علمي

بفضل عناية الدول المتعاقبة على حكم المغرب، تطور دور الجامع ليُصبح معهدًا علميًا يُوفر تعليمًا في العديد من أبواب العلم؛ كالطب، والفلسفة، وعلوم الطبيعة، والفلك، وغيرها، واستُخدم جامع القرويين أيضًا كجامعة؛ فهو من أشهر الجامعات التي كان فيه التعليم حرّاً، إذ يختار به الرّواد ما يدرسونه، إلا أنّه فيما بعد أصبح التعليم به مقسمًا إلى ثلاث مراحل، كما أُضيف فيه جناح خاص بالفتيات.[٥]

نبذة عن مدينة فاس التي يقع فيها الجامع

يعود تاريخ مدينة فاس إلى القرن الثاني الهجري، عندما قام إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسة عام 192هـ، ببناء مدينة على الضفة اليمنى لنهر فاس، وبعد الانتهاء من بنائها رفع يديه إلى الله، وقال: "اللهم اجعلها دار علم وفقه"، فكان أول من أمر بوضع الحجر الأول للمدينة، ثم وفد إليها عشرات العائلات العربية من القرويين؛ ليُقيموا أول الأحياء في المدينة، والذي عُرف باسم "عدوة القرويين".[٦]

تتكون المدينة من مدينتين مقترنتين يفصل بينهما نهر يُسمى "وادي فاس"، ينبع هذا النهر من عيون تُسمى "عيون صنهاجة"، كما تُعدّ مدينة فاس من أهم المدن التي تُشدّ إليها الرواحل وتستقطب الكثير من الناس، ويسكن حولها قبائلٌ من الأمازيغ يتكلمون العربية، ويُحيط بها سور عظيم، كما تتوزع في أنحاء المدينتين الكثير من عيون الماء؛ فهي من المدن الجميلة التي لها منظر جذاب.[٧]

المراجع

  1. أحمد بن شقرون، ارجوزة من زهر الاس عن جامع القرويين بفاس، صفحة 15. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:533.
  3. ^ أ ب ت عبد الهادي التازي، جامع القرويين، صفحة 46-47. بتصرّف.
  4. عبد الرحمن حبنكة، كتاب الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم، صفحة 608-610. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 3. بتصرّف.
  6. عبد الهادي التازي، جامع القرويين، صفحة 45. بتصرّف.
  7. ابن عبد المنعم الحميري، الروض المعطار في خبر الأقطار، صفحة 434. بتصرّف.
2557 مشاهدة
للأعلى للسفل
×