الحدود في الإسلام
الحدود في المعنى اللغوي جمع حد، والحدُّ يعني الشيء الذي يفصل بيني الشيئين أو الحد الفاصل بين أمرين، أو هو ما يُميِّز الشيء عن غيره، أما الحدود في الشريعة الإسلامية فقد سميت بذلك لأنها تمنع العاصي أو المذنب أو المجرم عن اقتراف جُرمه وتحول بينه وبين ارتكاب المحظور، كما أن الحدُّ يُطلق على المعصية ذاتها كأن يُقال" حد القذف، حد السرقة، حد الزنا"، والحدود هي عقوبات قدّرتها الشريعة الإسلامية على من يقوم بمعصية أو جريمة محرمة في الإسلام، ومن هذه الحدود: الزنا والسرقة والقتل والحرابة والسكر والقذف والردة وغيرها، أما تقديرها فقد جاء به النص القرآني أو النص النبوي، فمثلًا عقوبة الزاني أو الزانية غير المتزوجين الجلد ثمانين جلدة، وحد الزاني أو الزانية المتزوجين الرجم وحد من يقذف المُحصنات الجلد ثمانين جلدة، وحدُّ السرقة أن تُقطع يد السارق، وفي هذا المقال بيان جرائم الحدود في الإسلام.[١]
جرائم الحدود في الإسلام
جاء الإسلام منظمًا لحياة المسلمين، ومن بين ما نظمه الإسلام ما يتعلق بمسألة العقوبات وتحديد جرائم الحدود في الإسلام فهو يخضع لنظامٍ متقن من حيث الكيفية والنتيجة والعلة أو العقوبة، وفيما يأتي بيان أبرز العقوبات في الإسلام وحدودها كما جاء بها الإسلام: [٢]
- القتل: وينقسم إلى نوعين هما القتل العمد والقتل الخطأ، وعقوبة القتل العمد أن يُقتل القاتل قصاصًا، فإن عفا أهله دفع الدية مغلظةً مائة من الإبل، أما القتل الخطأ فكأن يرمي صيدًا فيُصيب آدميًا وهو لا يقصد إصابته أو قتله، وفي هذا النوع الكفارة على الجاني والدية على عاقلته، ويُكفِّر عن ذنبه بالإضافة إلى الدية بتحرير رقبةٍ أو صيام شهرين متتابعين، وقد جعل بعض الفقهاء من أنواع القتل نوعًا ثالثًا هو القتل شبه العمد؛ كأن يقصد إيذاء إنسان ولا يقصد قتله فيموت خلال إيذائه له، كأن يضربه بعصا أو بسوط أو نحو ذلك وفي هذا النوع من القتل الدية على عاقلته والكفارة عليه كالخطأ.
- الردة: فيمن يكفر بعد أن كان مؤمنًا يسمى كافرًا فإن لم يتب بعد أن يستتيبه الحاكمالمسلم ثلاثة أيامٍ وجب قتله حدًا لردته.
- الزنا: والزاني لا يخلو أن يكون متزوجًا أو غير متزوج؛ فإن كان متزوجًا ذكرًا كان أو أنثى رُجِم حدًا، أما الزاني غير المتزوج ذكرًا كان أو أنثى فعقوبته أن يُجلد مائة جلدة ويُنفى من بلده التي وقعت فيها المعصية لمدة سنة.
- اللواط: وحدُّ اللواط قتل اللائط والملوط به "الفاعل والمفعول به" مع اختلافٍ بين الفقهاء ولكن الثابت أنه يُقتل.
- القذف: كأن يقذف مرأة بزنا أو يقذف رجلاً بلواط، فحدُّه أن يُجلد ثمانين جلدةً، إلا أن يكون القاذف هو الزوج فتجري الملاعنة بينه وبين زوجته وينتج عن الملاعنة التفريق بين الزوجين من قبل القاضي.
- السرقة: وحدها قطع يد السارق إذا اكتملت أركان السرقة وثبتت على السارق.
- تعاطي المسكرات: وحدُّها الجلد ثمانون أو أربعون جلدة، وتشمل جميع ما يُذهب العقل.
- الحرابة: ويٌقصد بها قطع الطريق على الناس وترويعهم، وحدها القتل أو الصلب أو قطع الرجل واليد من خلاف "اليد اليمنى والرجل اليسرى"، أو النفي من الأرض.
أهمية الحدود في الإسلام
بعد بيان جرائم الحدود في الإسلام يجب بيان أهمية تطبيق هذه الحدود على المرتكبين لها، فإن تطبيق الحدود على مرتكبي جرائم الحدود في الإسلام يضمن استقرار المجتمع وخلوه من الفتن لكونها آتيةٌ من ضمن نظامٍ إلهيٍ متقن، والحدود تضبط وتضمن حفظ التوازن بين حقوق أفراد المجتمع الواحد من جهة وبين الفرد ومجتمعه من جهةٍ أخرى، فإن الحدود التي جرَّمها الإسلام لو ترك الناس فيها على حريتهم لأدى ذلك إلى حصول اضطرابٍ في بنية المجتمات الإسلامية مما يؤدّي إلى اهتزاز المجتمع بأكمله وتنشئة أجيال بعيدة عن الصالح العام، مما يؤدي إلى انتشار الفوضى وزعزعة الأمن المجتمعي، لذلك كانت الحدود الضامن والرادع للناس عن الخروج عن النظام الإلهي الموضوع لأجل تلك الغايات السامية، مما يؤكد عدل الله تعالى بين عباده.[٣]
المراجع
- ↑ "جرائم الحدود "، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
- ↑ "الجرائم التي رتب الشارع عقوبات عليها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
- ↑ "أهمية الحدود في الإسلام"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.