جراحة فتق السرة

كتابة:
جراحة فتق السرة

جراحة فتق السرة

فتق السرة بروز جزء من الأمعاء والأنسجة الدهنية في البطن من فتحة صغيرة ضعيفة في جدار البطن قرب السرة، وهو اضطراب شائع ينتشر لدى الرضع، المولودون مبكرًا عن موعدهم خاصة، فتقريبًا 75% من الأطفال المولودون بوزن أقل من 1.5 كغم يصابون بفتق السرة. لكن لا تقتصر الإصابة به على الرضع فقط، بل يصيب البالغين أيضًا، خاصةً إذا كانوا يعانون من السمنة أو يحملون أشياء ثقيلة الوزن أو يعانون من سعال مستمر، كما قد تصاب به النساء اللاتي حملن مرات متكررة متتالية.[١]

جراحة فتق السرة عملية بسيطة وسريعة تهدف إلى إعادة الأمعاء إلى مكانها وتقوية جدار البطن، وعلى الرغم من أنّ معظم حالات فتق السرة لدى الرضع تشفى من تلقاء نفسها مع بلوغ الطفل العام أو العامين، لكن هناك بعض الحالات التي يصبح التدخل الجراحي فيها ضروريًا.[١]


أسباب جراحة فتق السرة

لا يحتاج معظم الأطفال المصابين بفتق السرة إلى جراحة إلّا في بعض الحالات التي تستدعي التدخل؛ مثل:[٢]

  • الشعور بألم مع الفتق.
  • كبر حجم قطر الفتق عن 1-2 سنتيمتر.
  • الإصابة بفتق كبير لا يتقلص بالحجم مع تقدم عمر الطفل.
  • عدم اختفاء الفتق رغم بلوغ عمر الخامسة.
  • الإصابة بانسداد بالأمعاء.

أمّا عند البالغين يوصي الطبيب بالجراحة في معظم الحالات لتجنب التعقيدات التي قد تحدث مع فتق السرة -خاصةً إذا كان الفتق كبيرًا أو مؤلمًا-.


التحضير لجراحة فتق السرة

تجرى جراحة فتق السرة تحت التخدير الكلي؛ أي إنّ المصاب نائم لا يشعر بأيّ ألم خلال الجراحة، لكن في بعض الحالات قد يُفضّل الطبيب التخدير النصفي لتخدير منطقة البطن فقط، بذلك يصبح المصاب مستيقظًًا خلال الجراحة لكن يحصل على أدوية مهدئة ومسكنة للألم لجلب الراحة له.

ويعطيه الطبيب تعليمات محددة يجب اتّباعها قبل الجراحة، ومن أهمها الصيام؛ الذي يستمر عادةً لست ساعات على الأقل، كما يوصي بالتوقف عن تناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب؛ مثل: الأسبرين والإيبوبروفين لمدة أسبوع قبل الجراحة؛ لأنّ هذه الأدوية تزيد خطر الإصابة بنزيف أثناء الجراحة.[٣]


إجراءات جراحة فتق السرة

يوجد نوعان من جراحة فتق السرة؛ هما الجراحة المفتوحة والجراحة بالمنظار، ويختار الطبيب أحدهما طبقًا لحجم الفتق وموقعه، وإن كان الفتق متكررًا، وطبقًا للصحة العامة للمصاب وبالطبع طبقًا لخبرة الطبيب في إجراء هذا النوع من الجراحة. وفي ما يأتي تفاصيل كلا النوعين:[٤]

الجراحة المفتوحة

خلالها يفتح الطبيب شقًّا بالقرب من موقع الفتق، ثم يدفع برفق الأنسجة البارزة إلى داخل البطن، ويستخدم القطب أو الشبكة الطبية لإصلاح الفتق، وفي حال استخدام القطب الجراحية يزيل الطبيب الكيس المنتفخ البارز للخارج، ثم يقرّب حواف عضلات البطن بعضها من بعض، ويقطّبها، ويعيد السرة إلى مكانها، وتُستخدم القطب عادةً في حالة الفتق الصغير.

أمّا عند استخدام الشبكة يزيل الطبيب الكيس المنتفخ البارز، ثم يضع الشبكة أسفل مكان الفتق، ويقطّب حوافها بالحواف القوية من العضلات المحيطة بها، وتمتد الشبكة غالبًا لمسافة 3-4 سنتيمترات بعد حواف الفتق، وتُستخدم الشبكة في حالة الفتق كبير الحجم، ولضمان عدم عودة الفتق مرة أخرى. في نوعي الجراحة المفتوحة يغلق الطبيب الجرح الخارجي بالجلد بواسطة القطب أو الدبابيس، ثم قد يحقن مخدرًا موضعيًا حول مكان الجرح لتسكين الألم، وعند علاج الفتق المعقد أو الكبير جدًا يضع الطبيب درنقة داخل الجرح لتصريف أي سوائل إلى خارج البطن.[٤]

الجراحة بالمنظار

خلالها يفتح الطبيب عدة شقوق صغيرة في البطن يُدخل عبرها أنابيب المنظار الرفيعة التي تحتوي على كاميرا وإضاءة وأدوات جراحة، ثم يحقن الطبيب غاز ثاني أكسيد الكربون داخل البطن لتسهيل رؤية الفتق وإصلاحه، ويستخدم الطبيب شبكة لإصلاح الفتق، ثم يغلق الجروح الخارجية بالقطب أو الدبابيس.[٤]


مخاطر جراحة فتق السرة

المخاطر التي قد تتبع جراحة فتق السرة قليلة وغير شائعة الحدوث إلّا إذا كان المصاب يعاني من أمراض أخرى خطيرة مع الفتق فتزيد فرص وقوع بعض المخاطر، وتضمن هذه المخاطر رد فعل تحسسيًا خطيرًا على المخدر، أو الإصابة بالجلطات الدموية، أو الإصابة بالعدوى، أو تعرض الأمعاء أو أعضاء البطن الداخلية لإصابة أثناء الجراحة.[٣]


نصائح للتعافي بعد جراحة فتق السرة

اتّباع النصائح الآتية يساعد كثيرًا في تسهيل التعافي والشعور بالراحة أثناء هذه المدة:[٤]

  • تجنب القيادة أو شرب الكحول أو اتخاذ أي قرارت مهمة لمدة يومين بعد الجراحة، خاصةً عند الحصول على التخدير الكلي؛ لأنّه قد يؤثر في قدرة الشخص على التفكير.
  • شرب سوائل بسيطة بعد الاستيقاظ من التخدير، ثم يتاح تدريجيًا تناول الطعام بشرط عدم الشعور بالإعياء.
  • الحرص على شرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا بعد الجراحة.
  • تجنب الإصابة بالإمساك والدفع الشديد أثناء التبرز عن طريق الإكثار من تناول الألياف وشرب الماء وتناول بعض الأدوية المليّنة.
  • عودة ممارسة الأنشطة تدريجيًا، ويُفضّل المشي يوميًا لمدة ساعة لتجنب تكوين الجلطات الدموية.
  • العودة إلى العمل بعد 2-3 أيام من الجراحة.
  • تجنب حمل أي غرض ثقيل، وتجنب التسلق أو ممارسة أي نشاط عنيف لمدة 4-6 أسابيع من الجراحة، وقد يوصي الطبيب بتجنب حمل أي غرض ثقيل لمدة تصل إلى ستة أشهر طبقًا لحالة المصاب ولتجنب عودة الفتق مرة أخرى.
  • الإهتمام بنظافة الجرح، وغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل لمس الجرح وبعده.
  • تجنب نقع الجرح بالماء إلّا بعد تساقط القطب الجراحية، لكن يستطيع المصاب أخذ حمام ثانٍ يوم من الجراحة إذا سمح الطبيب بذلك.
  • الانتباه جيدًا للجرح، حيث خروج إفرازات بسيطة منه أمر طبيعي، لكنّ خروج دم غزير أو إفرازات كثيفة يستدعي الاتصال بالطبيب على الفور.
  • تجنّب ارتداء ملابس ضيقة أو خشنة قد تحتكّ بالجرح وتصعّب التئامه.
  • الابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس لاحقًا؛ لأنّ التعرض لها قد يسبب اسمرار الندبات التي يتركها الجرح خلفه، إذ تحتاج هذه الندبات إلى 4-6 أسابيع حتى تلتئم وعامًا حتى تختفي تمامًا.


المراجع

  1. ^ أ ب Adam Felman (2018-6-29), "Umbilical hernia: What you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-1. Edited.
  2. Mayo Clinic Staff (2020-5-27), "Umbilical hernia"، mayoclinic, Retrieved 2020-6-1. Edited.
  3. ^ أ ب Erica Roth,Lauren Reed-Guy (2017-12-14), "Umbilical Hernia Repair Surgery"، healthline, Retrieved 2020-6-1. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Umbilical Hernia Repair", facs, Retrieved 2020-6-1. Edited.
7239 مشاهدة
للأعلى للسفل
×