جرثومة المعدة هل هي خطيرة

كتابة:
جرثومة المعدة هل هي خطيرة

جرثومة المعدة هل هي خطيرة

تعدُ جرثومة المعدة، أو بكتيريا المعدة، أو البكتيريا الملويّة البوابيّة (بالإنجليزية: Helicobacter pylori) واختصارًا H. pylori، غير خطيرة في الغالب؛ فهي من أنواع العدوى الشائعة؛ إذ توجد هذه البكتيريا في أجسام ثلثي سكان العالم تقريبًا، إلّا أنّها لا تسبب أيّة أعراض أو تقرحات لدى معظم الأشخاص المصابين بها، وحتى في الحالات التي تسبب فيها العدوى حدوث مشاكل صحيّة فيوجد العديد من الأدوية التي من الممكن أن تقضي على العدوى وتساعد على شفاء التقرحات المصاحبة لها، ومن جهة أخرى يُشار إلى أنَّ الإصابة بجرثومة المعدة قد تؤدي في حالات قليلة إلى حدوث بعض المضاعفات الصحيّة والتي من الممكن أن تكون خطيرة في بعض الحالات،[١][٢] وفيما يأتي توضيح لبعض المضاعفات الصحيّة المحتملة:


الالتهاب والتقرحات

بشكلٍ عام يمكن القول إنّ جميع الأشخاص المصابين بعدوى جرثومة المعدة يصابون بالتهاب في المعدة (بالإنجليزية: Gastritis)، وقد يحدث الالتهاب في المعدة بأكملها أو قد يقتصر حدوثه على الجزء السفليّ منها، ويؤدي الالتهاب في بعض الحالات إلى حدوث التهاب المعدة التآكليّ (بالإنجليزية: Erosive gastritis) أو إلى حدوث قرحة المعدة (بالإنجليزية: Stomach ulcer)،[٣] أو حدوث نقص في مستويات فيتامين ب 12 في الدم،[٤] ومن الجدير بالذكر أنَّ جرثومة المعدة بعد دخولها إلى الجسم تهاجم بطانة المعدة؛ إذ تمتلك المعدة طبقة مخاطيّة لحماية المعدة من الأحماض التي يتم إفرازها للمساعدة على هضم الطعام،[٥] علمًا أنًّ الشكل الحلزونيّ لجرثومة المعدة يسهل اختراقها للطبقة المخاطيّة، ويُشار إلى أنّ جرثومة المعدة تتمكن من البقاء في جو المعدة بالرغم من أحاضها لأنّها تُفرز إنزيم اليورياز (بالإنجليزية: Urease) والذي يُعادل بدوره حمض المعدة أو يُقلله.[٦]


إنّ تقليل درجة حوضة المعدة يُضعف بطانتها؛ بحيث تصبح خلاياها أكثر عرضة للتضرر من الأحماض، والسوائل الهضمية القوية، وإنزيم الببسين (بالإنجليزية: Pepsin)‏، ويترتب على ذلك حدوث قرحة في المعدة أو الاثنى عشر (بالإنجليزية: Duodenum)،فضلًا عن أنّ جرثومة المعدة تلتصق بخلايا المعدة بحيث لا تتمكن الخلايا من حماية نفسها بالشكل الكافي، مما يؤدي إلى حدوث الالتهاب بحيث تصبح المنطقة حمراء ومنتفخة، ويُشار إلى أنَّ جرثومة المعدة من الممكن أن تحفز المعدة على إنتاج كميات أكبر من الأحماض بطريقة غير واضحة حتى الآن للخبراء في مجال الصحة،[٧] ومن الممكن أن تؤدي القرحة في حال عدم علاجها إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحية، وفيما يأتي توضيح ذلك:[٥]

  • حدوث نزيف داخليّ والذي قد يهدّد حياة الشخص المصاب في الحالات المتقدمة.
  • حدوث ثقب في المعدة والذي قد يؤدي للإصابة بالعدوى.
  • تشكّل النسيج الندبيّ الذي قد يؤدي إلى انسداد الأمعاء أو المعدة، مما يمنع عملية إفراغ الطعام منها.


وفي سياق الحديث نذكر أنَّ حدوث هذه المضاعفات يستدعي الرعاية الطبية الفورية، لذلك نذكر فيما يأتي مجموعة من العلامات التحذيريّة التي قد تدل على وجود إحدى المضاعفات الصحية المذكورة سابقًا:[٥]

  • الشعور بألم شديد في المعدة.
  • القيء الذي يصاحبه دم أحمر فاتح اللون.
  • القيء الذي يبدو كحبات القهوة.
  • خروج دمٍ باللون الأحمر الفاتح مع البراز.
  • ظهور البراز باللون الأسود أو القطرانيّ.
  • حدوث ضيق في التنفّس.
  • الشعور بالإغماء أو الدوخة.
  • الشعور بالقشعريرة أو الحمى.
  • ظهور البشرة بلون شاحب.[١]
  • الشعور بالتعب الشديد دون وجود سبب واضح.[١]


عسر الهضم اللاتقرحيّ

عسر الهضم اللاتقرحيّ (بالإنجليزية: Non-ulcer dyspepsia) أو عسر الهضم الوظيفيّ (بالإنجليزية: Functional dyspepsia)، يعبر عن نوبات متكررة من عسر الهضم، علمًا أنه لا ينتج عن الإصابة بالالتهاب أو التقرحات المعديّة، وعلى الرغم من أنّ هذا النوع من عسر الهضم قد يكون مصاحبًا لعدوى جرثومة المعدة، إلا أنَّ علاج عدوى جرثومة المعدة لا يُحدِثُ فرقًا في معظم الحالات، حيث إنَّ المسبّب الرئيسيّ للإصابة بعسر الهضم الوظيفيّ يُعدّ مجهولًا في معظم الحالات.[٤]


عوز الحديد

أظهرت دراسة تمّ نشرها في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة (بالإنجليزية: American Journal of Epidemiology) أنّ عدوى بكتيريا المعدة قد تساهم في الإصابة بعوز الحديد (بالإنجليزية: Iron deficiency) ويعد من أكثر أنواع النقص الغذائيّ شيوعًا حول العالم، وعلى الرغم من أنّ الآلية الكيميائيّة الحيويّة لتسبّب الجرثومة بعوز الحديد غير واضحة حتى الآن، إلّا أنّه توجد مجموعة من العوامل التي قد تلعب دورًا في ذلك، منها ما يأتي:[٨]

  • استهلاك البكتيريا الحديد للتكاثر.
  • حدوث نزف الدم الدقيق الناتج عن التصاق البكتيريا بجدار المعدة.
  • قلّة امتصاص الحديد نتيجة تأثير البكتيريا في المعدة.


سرطان المعدة

إنَّ التهاب المعدة المزمن (بالإنجليزية: Chronic gastritis) يؤدي إلى حدوث تغيرات غير طبيعية في بطانة المعدة، مما قد يزيد فرصة الإصابة بسرطان المعدة، علمًا أن الإصابة بسرطان المعدة نتيجة وجود عدوى جرثومة المعدة غير شائع الحدوث؛[٩] إذ بينت الجمعية الأمريكية للسرطان أنّ معظم حالات الإصابة بعدوى جرثومة المعدة لن تؤدي إلى حدوث سرطان المعدة،[٥] ومع ذلك تُؤخذ الإصابة بعدوى جرثومة المعدة في عين الاعتبار بسبب وجود عدد كبير من الأشخاص في العالم المصابين بها، لذلك تم تصنيف الإصابة بها كأحد الأسباب التي تؤدي للإصابة بسرطان المعدة، وفي سياق الحديث نذكر أنَّ المناطق التي يصاب فيها الأشخاص بجرثومة المعدة في سنٍ مبكرة هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة،[٩] بالإضافة إلى أنّ خطر الإصابة بسرطان المعدة قد يرتفع في حال الإصابة بجرثومة المعدة بالتزامن مع وجود تاريخ عائليّ لإصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى؛ كالأم، أو الأب، أو الأخ، أو الأخت بسرطان المعدة.[٤]


توجد أنواع مختلفة من سرطان المعدة، فقد تؤدي الإصابة بعدوى جرثومة المعدة إلى تشكّل لمفوما النسيج اللمفاويّ المرتبط بالمخاطيّات (بالإنجليزية: Mucosa associated lymphoid tissue lymphomas) واختصارًا MALT lymphomas وهو عبارة عن مجموعة من الأورام التي تصيب أنسجة جهاز المناعة في المعدة كالنسيج المناعيّ الذي يحيط بالمعدة والأمعاء،[١٠] وقد أشارت الدراسات إلى أنّ العلاج بالمضادات الحيوية للقضاء على العدوى يقلل من حدوث سرطان المعدة،[١١] وفيما يأتي نذكر بعض الأعراض التي قد تترتبط بالإصابة بسرطان المعدة:[١]

  • حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn)، وتعد من العلامات الأوليّة للإصابة بسرطان المعدة.
  • الشعور بألم أو انتفاخ في البطن.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • عدم الشعور بالجوع.
  • فقدان الوزن دون سبب واضح.
  • الشعور بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام.


أعراض الإصابة بجرثومة المعدة

إنّ معظم الأشخاص المصابين بعدوى جرثومة المعدة لا تظهر عليهم أيّة أعراض أو علامات تدل على الإصابة، ولم يتمكّن العلماء حتى الآن من تفسير ذلك، ولكن يُعتقد أنّ بعض الأشخاص قد يمتلكون مقاومة أكبر للتأثيرات الضارة التي تسبّبها جرثومة المعدة، أمّا في حال ظهور الأعراض والعلامات فإن ذلك يتضمّن ما يأتي:[١٢]

  • ألم أو حرقة في البطن.
  • ألم في البطن الذي يزداد سوءًا عندما تكون المعدة فارغة.
  • انتفاخ في البطن.
  • الغثيان.
  • فقدان الشهيّة.
  • كثرة التجشؤ.
  • فقدان الوزن غير المخطط له.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What Is H. pylori", www.webmd.com, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  2. "H. Pylori Complications", publichealth.arizona.edu, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  3. Nimish Vakil, "Helicobacter pylori Infection"، www.msdmanuals.com, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Dr Laurence Knott (14-4-2020), "Helicobacter Pylori"، patient.info, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Jennifer Berry (1-10-2017), "What's to know about H. pylori"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  6. "H. Pylori & Peptic Ulcer", wakegastro.com, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  7. "Helicobacter Pylori", www.cedars-sinai.org, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  8. "Helicobacter pylori (H. pylori)", badgut.org, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  9. ^ أ ب J Thomas Lamont, MD (6-7-2020), "Patient education: Helicobacter pylori infection and treatment (Beyond the Basics)"، www.uptodate.com, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  10. Dr. med. Andre Sommer, "Helicobacter pylori –symptoms, cause and treatment"، cara.care, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  11. "Helicobacter pylori and Cancer", www.cancer.gov, Retrieved 13-1-2021. Edited.
  12. "Helicobacter pylori (H. pylori) infection", www.nchmd.org,4-8-2020، Retrieved 13-1-2021. Edited.
6241 مشاهدة
للأعلى للسفل
×