جهاد أبي بكر الصديق مع الرسول

كتابة:
جهاد أبي بكر الصديق مع الرسول

جهاد أبي بكر الصديق مع الرسول

أبو بكر هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم، لقبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصدِّيق؛ بعد أن صدَّق النبي -صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإسراء، التي استغلها كفار قريش في الصد عن دين الله -سبحانه وتعالى-، وارتد بسبب ذلك بعض من أسلم، وإن أبا بكر هو أول من أسلم من الرجال، وأقرب الرجال من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأول الخلفاء الراشدين، ولم يترك أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- باباً من أبواب الجهاد، إلا وكان له فيه صولة وجولة، وسنعرض مواقف له في بعض ضروب الجهاد.[١]

جهاد الدعوة باللسان

  • بعد أن أسلم مباشرة أخذ يدعو إلى دين الله -سبحانه وتعالى-، فأسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة، وهم: عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهم جميعاً-، وظل طيلة حياته يدعو الناس إلى هذا الدين العظيم.[١]
  • كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي بجوار الكعبة، فتجرأ عقبة بن معيط عليه وأخذ يخنقه بردائه، فسمع بذلك أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، فأسرع يدافع عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يقول: "أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟"، فتركوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخذوا بتعذيب أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.[٢]

جهاد الإنفاق بالمال

  • روى ابن ماجة عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (ما نفعَني مالٌ قطُّ، ما نفَعني مالُ أبي بَكرٍ، قالَ: فبَكى أبو بَكرٍ؛ وقالَ: يا رسولَ اللَّهِ! هل أنا ومالي إلَّا لَكَ يا رسولَ اللَّهِ!).[٣]
  • أنفق أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كثيراً من ماله؛ لتحرير من أسلم من العبيد، فقد روي أنه أعتق سبعة منهم، وكان من هؤلاء سيدنا بلال بن رباح -رضي الله عنه-.[٢]
  • ندب النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة -رضوان الله عنهم- للصدقة يوماً، فأخذ المؤمنون يتسابقون في ذلك، وكان ممن يريد السبق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقد وافقت دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- مالاً عنده،[٤]وظن أنها فرصة ليسبق أبا بكر، وفعلاً جاء بنصف ماله!، ولما جاء أبو بكر -رضي الله عنه- لتكون المفاجأة؛ بأنه جاء بماله كله! فقال عندها عمر في نفسه: "لا أسابقك في شيء بعد اليوم أبداً".[٤]


جهاد القتال بالسلاح

  • شهد له علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالشجاعة، وعلي من أشجع الشجعان؛ فكان علي -رضي الله عنه- يخطب الناس يوماً، فسأل عن أشجع الناس، فقالوا: "أنت يا أمير المؤمنين"، فقال: "أما إني ما بارزت أحدا إلا انتصفت منه"، فأعاد عليهم السؤال،[٥]ثم أجابهم بأنه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، ودلل على ذلك بموقفه يوم بدر حين انتدب الناس لحراسة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فلم يقم لذلك غير أبي بكر.[٥]
  • في غزوة أحد وبعد أن دارت الدائرة على المؤمنين، وأخذ أعداؤهم يحصدونهم، وشغل كل واحد منهم بنفسه، كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يشق الصفوف؛ ليكون أول من وصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليدافع عنه، وكانت كل سهام العدو متجهة إليه -صلى الله عليه وسلم-.[٦]
  • معلوم أنه -رضي الله عنه- لم يتخلف عن أي غزوة، للنبي -صلى الله عليه وسلم-.[٦]


أبو بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

ولما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- ظل أبو بكر على العهد، فكان أشجع الناس؛ حين قرر أن ينفذ بعثة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- لمحاربة الروم، في ذات الوقت الذي ارتدت فيه كل الجزيرة العربية عن الإسلام، إلا مكة والمدينة والطائف.

وحجته في البعث أنه لن يحل راية عقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،[١] ثم أخذ يحارب المرتدين من كل الجبهات، رغم معارضة معظم الصحابة -رضوان الله عنهم-، وعلى رأسهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد رضا (2004)، بو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، صفحة 14. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد قاسم، أبو بكر الصديق أفضَلُ الصَّحَابة، وَأحقّهم بالخِلافة، صفحة 23. بتصرّف.
  3. رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجه، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:77، صحيح.
  4. ^ أ ب علي القرني، دروس للشيخ علي القرني، صفحة 12، جزء 42. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت سعيد القحطاني، مواقف الصحابة رضي الله عنهم في الدعوة إلى اللَّه تعالى، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 4-5، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب علي الصلابي (4/8/2019)، "أبو بكر الصديق - (12) في أحد وحمراء الأسد "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
4082 مشاهدة
للأعلى للسفل
×