جهاز قياس التنفس ما هو؟

كتابة:
جهاز قياس التنفس ما هو؟

ما جهاز قياس التنفس؟

جهاز قياس التنفس (Peak flow meter) أداة محمولة وسهلة الاستخدام لقياس معدل ذروة تدفق هواء التنفس، أو مدى قدرة الرئتين على إخراج الهواء في الزفير الواحد؛ ذلك من خلال النفخ فيه بقوة عبر قطعة فموية موجودة على أحد طرفيه، وهذا الجهاز يقيس قوة الهواء بوحدة اللتر في الدقيقة، ويُعطي نتائج رقمية واضحة، وغالبًا ما يُستخدم هذا الجهاز عبر مرضى الربو لإدارة العوارض، والمساعدة في تتبع التحكم بنوبات الربو، ويُستخدَم لتحقيق أهداف متنوعة. وفي هذا المقال حديث عن طريقة استخدام هذا الجهاز، وفوائده، وكيفية عمله.[١]


ما الفائدة من استخدام جهاز قياس التنفس؟

يسمح جهاز قياس التنفس للمريض بقياس التغييرات اليومية لعملية التنفس التي تساعد في معرفة الكثير من الأمور؛ بما في ذلك:[٢][٣]

  • التعرّف إلى المحفزات الكامنة وراء الإصابة بنوبات الربو وزيادة العوارض شدة.
  • تتبع التحكّم بعوارض الربو عبر الوقت.
  • التعرُّف إلى علامات الاحتدام والعلامات المبكِّرة التي تسبق حدوث نوبة الربو، والتغيرات في المجرى التنفسي قبل ظهور عوارض نوبة الربو، إذ خلال حدوث نوبة الربو تُشدّ العضلات التي تُحيط المجاري الهوائية، مما يتسبّب في تضييق المسالك الهوائية، وحدوث ضيق التنفس والسعال، وغيرها من عوارض النوبة، فعند استخدام جهاز قياس التنفس تُنبّه قراءات الجهاز لوجود هذه التغيرات في المسالك الهوائية قبل ساعات أو حتى قبل أيام من ظهور النوبة التي تزداد فيها العوارض شدة، الأمر الذي سمح باتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك.
  • التحقق من جودة العلاج المستخدم، وتحديد إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء تعديل على جرعات أدوية الربو أو تغييرها أو تغيير نمط العلاج كاملًا.
  • اتخاذ القرار بشأن الاتصال بالطبيب، أو الحصول على الرعاية الطبية الطارئة.
  • تحديد مدى تفاقم عوارض حالات الانسداد الرئوي المزمن، فبالإضافة إلى مرضى الربو قد يساعد جهاز التنفّس المصابين بـالانسداد الرئوي المزمن (COPD) في تحديد ما إذا كانت هناك زيادة في التضيّق في المسالك الهوائية أو لا.[١]


كيفية الاستعداد لقياس هواء التنفس

يُنصح باستشارة الطبيب في البدء باستخدام جهاز قياس التنفس ليصف النوع الصحيح والمناسب والجيد للمريض، إذ يوجد في الصيدليات العديد من أنواع أجهزة قياس التنفس التي تُصرف دون وصفة طبية، ويجب الاستفسار عن الطريقة الصحيحة لاستخدامه، بالإضافة إلى ضرورة تنظيفه قبل الاستخدام وبعده، والمحافظة عليه مشحونًا طوال الوقت في حال كان يتطلب الشحن.[٢]


ما طريقة استخدام جهاز قياس التنفس؟

يُعدّ جهاز قياس التنفس من الأجهزة الطبية سهلة الاستخدام، إذ يستخدمه المريض بكلّ سهولة وفي أي وقت، وحتى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات وما فوق يُدرَّبون على استخدامه، وتتمثّل الطريقة الصحيحة لاستخدامه في اتّخاذ الخطوات الآتية:[٤][٥]

  • التأكد من وجود المؤشر أو السهم على قراءة صفر أو أدنى قراءة في الجهاز.
  • الوقوف بشكلٍ مستقيم، وإزالة العلكة أو أي طعام من الفم.
  • أخذ نفس عميق قدر الإمكان، وملء الرئتين تمامًا بالهواء.
  • وضع طرف الجهاز في الفم، وتثبيته بأطراف الأسنان، وإغلاق الشفتين جيدًا، مع ضرورة التأكد من إبقاء اللسان بعيدًا عن طرف الجهاز.
  • نفخ الهواء مرةً واحدةً بأقصى قوة وبأسرع وقت ممكن، ويجب التنبيه لضرورة عدم نفخ الهواء ببطء وإنّما النفخ بقوة؛ لإفراغ الرئتين تمامًا من الهواء.
  • تسجيل الرقم الذي يتوقف عنده مؤشر الجهاز.
  • تكرار الخطوات نفسها ثلاث مرات، وتسجيل القراءة الأعلى من بينهم (ليس المتوسط إنّما القراءة الأعلى)،.

تجدر الإشارة إلى ضرورة استخدام جهاز قياس التنفس وتسجيل النتائج في الوقت نفسه من كل يوم، ويساعد الطبيب في تحديد الأوقات المناسبة لاستخدام الجهاز، وغالبًا ما يُستخدَم الجهاز مرتين في اليوم: مرة في الصباح ما بين الساعة السابعة والتاسعة، والمرة الثانية مساءً ما بين الساعة السادسة والثامنة، وقد يرغب بعض المرضى في استخدامه قبل تناول الأدوية أو بعده، لكن يُفضّل أن يكون في الوقت نفسه والطريقة نفسه في كل يوم، كما يجب تدوين قراءات جهاز قياس التنفس والاحتفاظ بها لإطلاع الطبيب عليها ومناقشة النتائج معه.[٤]


ما النتائج المتوقعة لاستخدام جهاز قياس التنفس؟

تختلف النتائج الطبيعية لجهاز قياس التنفس بناءً على جنس المريض، وعمره، وطوله، ووزنه، وغيرها من العوامل المختلفة، وبالرغم من ذلك، يجب على كل مريض التعرّف إلى النتائج التي تُصنّف طبيعية بالنسبة له؛ ذلك من خلال قياس التنفس يوميًا لبضعة أسابيع، وتسجيل أعلى قراءات للجهاز، والتي تُعبّر عن معدل ذروة تدفق هواء التنفس، وتُفسَّر نتائج قراءات جهاز قياس التنفس عن طريق تقسيم القراءات ثلاث مناطق بألوان مختلفة في الآتي:[١][٤]

  • المنطقة الخضراء (الاستقرار): تدل هذه المنطقة على أنّ معدل ذروة تدفق الهواء طبيعية بنسبة 80 إلى 100% من القراءة الأفضل للمُصاب، وتعني هذه النسب أنّ أعراض الربو وحالة الربو بشكلٍ عام تحت السيطرة، ولا توجد أي علامات تحذير مبكرة من نوبة ربو محتملة، كما تدلّ على أنّ خطة العلاج المستخدمة مناسبة للحالة، ويمكن الاستمرار بها.
  • المنطقة الصفراء (الحذر): تُشير هذه المنطقة إلى أنّ معدل ذروة تدفق الهواء بنسبة 50 ​​إلى 80% من معدل الذروة الطبيعي للمريض، والتي غالبًا ما تبدو مرافقة لبعض العوارض؛ مثل: سيلان الأنف، والسعال، والتعب الجسدي العام، وتدل هذه النتائج على وجود تضيّق في المسالك الهوائية، وتحتاج هذه الحالة إلى اتخاذ التدابير العلاجية والوقائية السريعة لتحسين وضع المسالك التنفسية، وبالتالي زيادة معدل تدفق هواء التنفس، ويُنصح باستخدام بخاخ الربو فور الحصول على مثل هذه النتائج، والاتصال بالطبيب في حال عدم تحسّن القراءات بعد تناول الأدوية.
  • المنطقة الحمراء (الخطر): تًشير هذه المنطقة إلى أنّ معدل ذروة تدفق الهواء أقل من معدل تدفق الذروة الطبيعي للمريض بأقل من 50%، وهي حالة طارئة تتطلّب اتخاذ قرارات وإجراءات فورية، إذ تُرافق هذه الحالة بعض العوارض؛ مثل: الصفير، وضيق التنفس الحاد، والسعال، ويُنصح في هذه الحالة بأخذ بخاخ الربو فورًا والاتصال بالطبيب وطلب مساعدة طبية فورية وطارئة.

تجدر الإشارة إلى أنّ كل مريض ربو يجب أن توجد له خطة عمل خاصة ومكتوبة (Asthma Action Plan) تُبيّن ما يجب عليه فعله في حال كانت قراءات المُصاب في أي من المناطق الثلاثة السابقة، أو في حال ظهور أي عوارض طارئة، أو عوارض تدل على زيادة الحالة شدة.[١][٤]


نصائح إضافية للسيطرة على الربو

جهاز قياس التنفس أداة فعّالة للتحكّم بالربو، لكن هناك مجموعة من التدابير الأخرى التي يجب الالتزام بها لتحقيق سيطرة أكبر على المرض؛ بما في ذلك:[٢]

  • اتباع تعليمات الطبيب بحذافيرها فيما يخص مواعيد الأدوية وجرعاتها، وتغييرات نمط الحياة، وغيرها، ذلك باتباع خطة العلاج المطلوبة لمرضى الربو.
  • ضرورة الانتباه إلى المنطقة التي تتبع لها قراءات الجهاز في كل مرة؛ ذلك لإجراء التعديلات المناسبة.
  • الحرص على زيارة الطبيب؛ لمتابعة الحالة وإجراء التغييرات اللازمة، إذ غالبًا ما تتغير عوارض الربو مع مرور الوقت؛ مما يعني ضرورة تغيير العلاج المستخدم، والأمر الذي قد يتطلب تغيير خطة العلاج المكتوبة للمريض.
  • تجنّب المحفزات التي تسبب حدوث نوبة الربو أو تفاقم الحالة.
  • إجراء التغييرات الصحية في نمط الحياة؛ مثل: المحافظة على وزن صحي، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة، وتجنّب التدخين أو تعرَُّض الطفل لـدخان سجائر الآخرين.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Peak flow meters: A user's guide", medicalnewstoday, Retrieved 2020-8-2. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Peak flow meter", mayoclinic, Retrieved 2020-8-2. Edited.
  3. "Asthma and the Peak Flow Meter", webmd, Retrieved 2020-8-2. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Measuring Your Peak Flow Rate", lung, Retrieved 2020-8-2. Edited.
  5. "Peak Flow Meter ", clevelandclinic, Retrieved 2020-8-2. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×