الموت
إنَّ التعريفَ العلميّ للموت هو أن تتوقّفَ كلُّ أجهزة الكائن أيًا كان هذا الكائن، التي تؤدي إلى عجزه عن الحركة تمام التوقف، أمَّا فيما يتعلَّق بتعريف الموت في الإسلام فهو انتقال الإنسان من الحياة الدنيا إلى الآخرة، ومن دار الفناء إلى دار البقاء، ومن دار العمل إلى دار الجزاء، ولا يمكن للإنسان الرجعة من الموت، فمن جاء أجله لا يُستأخر أبدًا، قال تعالى في سورة الأعراف: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [١]، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن جواز الحزن على الميت والحديث عن الدعاء للميت.
جواز الحزن على الميت
إنَّ الموت والحياة بيدِ الله -سبحانه وتعالى- وقد قدَّر الله تعالى أجل كلِّ إنسان على هذه الأرض، ولأن الإنسان فيه من المشاعر والعواطف ما يميزه عن غيره من الكائنات، فإنَّه لا بدَّ للإنسان أن يشعر بالأسى على من مات من أقربائه أو أحبابه، وقد أباح الإسلام الحزن على الميت ولكنَّه حدد الحزن على الميت من بكاءٍ وغير ذلك بثلاثة أيام فقط، فلا يجوز للمسلم أن يحزن أكثر من ثلاثة أيام على مَن فقد. [٢]
والأفضل أن يكون المسلم صَبورًا مُحتَسِبًا أمرَه إلى الله تعالى، ولا يجوز له النياحة واللطم ومظاهر الأسى التي انتشرت في الجاهلية، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف: "ليس مِنَّا من لطمَ الخدودَ، وشَقَّ الجيوبَ، ودعا بدَعْوَى الجاهليَّةِ" [٣].
وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "أربعٌ في أمَّتي من أمرِ الجاهليَّةِ، لا يتركونهنَّ: الفخرُ في الأحسابِ، والطَّعنُ في الأنسابِ، والاستسقاءُ بالنُّجومِ، والنِّياحةُ، وقال: النَّائحةُ إذا لم تتُبْ قبل موتِها، تُقامُ يومَ القيامةِ وعليها سِربالٌ من قَطِرانٍ، ودِرعٌ من جربٍ" [٤]، لا يجوز النوح الشديد أو البكاء بصوت مرتفع على الميت، والله تعالى أعلم. [٥]
بعض الأدعية للميت
بعد الحديث عن جواز الحزن على الميت سيتم الحديث على أبرز الأدعية التي جاءت في السنة النبوية الشريفة والتي دعا بها رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- للميت، ومن أبرز ما جاء: [٦]
- جاء عن واثلة بن الأسقع الليثي أنَّه قال: "صلَّى بِنا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- على رجلٍ منَ المسلمينَ، فسمعتُهُ يقولُ: اللَّهمَّ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ في ذمَّتِكَ فقهِ فتنةَ القبرِ، قالَ عبدُ الرَّحمنِ: في ذمَّتِكَ وحبلِ جوارِكَ فقهِ من فتنةِ القبرِ وعذابِ النَّارِ، وأنتَ أهلُ الوفاءِ والحمدِ، اللَّهمَّ فاغفر لهُ وارحمهُ إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ" [٧].
- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا صَلى علَى جِنازَةٍ يقولُ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لحَيِّنا ومَيّتِنا، وشاهِدِنا وغائِبِنا، وصَغيرِنا وكبيرِنا، وذَكرِنا وأُنْثانا، اللَّهُمَّ من أحيَيتَهُ منَّا فأحيهِ علَى الإسلامِ، ومن تَوَفَّيتَهُ منَّا فَتَوَفَّهُ علَى الإيمانِ، اللَّهُمَّ لا تَحرِمنا أجرَهُ ولا تُضِلَّنا بعدَهُ" [٨]، والله تعالى أعلم.
المراجع
- ↑ {الأعراف: الآية 34}
- ↑ جواز الحزن على الميت بضوابطه, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 25-01-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 1294، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أبو مالك الأشعري، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 934، حكم المحدث: صحيح
- ↑ لا تجوز النياحة على الميت, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 25-01-2019، بتصرّف
- ↑ ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 25-01-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داود، الجزء أو الصفحة: 3202، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: المحرر، الجزء أو الصفحة: 196، حكم المحدث: غير محفوظ