حاجات واهتمامات المراهق الجسدية، الاجتماعية والشخصية

كتابة:
حاجات واهتمامات المراهق الجسدية، الاجتماعية والشخصية

تعرفوا على الحاجات الملحة في حياة المراهق والاهتمامات التي تشغل المراهق من خلال المقال التالي:

إن حاجات المراهق ورغباته تتلاءم مع نضجه الجنسي. ولا شك أن حاجات المراهق الجسدية والاجتماعية والشخصية لا تختلف في طبيعتها عن حاجات الآخرين من ذوي الأعمار المختلفة. غير أن شدة بعض هذه الحاجات تختلف في مرحلة المراهقة عن مراحل حياته التالية.

وسوف أستعرض بإيجاز بعض الحاجات الملحة في حياة المراهق.

1. الحاجة إلى المكانة:

المكانة الاجتماعية هي أهم ما يشغل اهتمام المراهق، فهو حريص على أن تكون له مكانة بين الجماعة التي يعيش فيها. وهو شديد الرغبة في أن يتمتع بمكانة الراشدين ولذلك نرى المراهقين من الفتيان يدخنون ويقلدون الراشدين تماماً في سلوكهم. بينما نرى الفتاة المراهقة تنتعل الحذاء ذا الكعب العالي وتضع أحمر الشفاه على فمها وتقلد المرأة الناضجة.

ولا يريد المراهق أن يُعامَل معاملة الأطفال أو أن يُطلب إليه القيام بأعمال يقوم بها الأطفال عادة. ومن أسباب كره الطلاب لمعلمهم مثلاً، هي أن يعاملهم معاملة الأطفال ولا ينظر إليهم نظرة الشباب الناضجين من الجنسين معاً.

2. الحاجة إلى الاستقلال:

إن استقلالية المراهق مظهر هام من مظاهر حياته، فهو يصر على أن يؤدي أعمالاً مستقلة عن الآخرين وحتى عن أبويه ليؤكد بذلك استقلاليته.

والمراهق شديد الرغبة في التحرر من سيطرة الأهل ليصبح مسؤولاً عن نفسه وعن أعماله فمثلاً يريد أن يستقل بغرفة خاصة به بعيداً عن إخوته الصغار، كما أنه يكره كراهية شديدة زيارات أهله المتكررة للمدرسة وإظهار الاهتمام الزائد به وبحاجاته، إذ يرى في هذه الزيارات دليلاً على عدم نضجه وعدم استقلاليته معاً.

3. الحاجة إلى الطمأنينة والأمان:

يشعر المراهق بحاجة ملحة إلى الأمان والطمأنينة. وغالباً ما نجد أن كثيراً من المراهقين يعانون من أزمة الثقة بالنفس بسبب إخفاقهم المبكر وعدم قدرتهم على التوقع الصحيح لما يجري في محيطهم.

ومشاعر المراهقين المتعارضة تجعلهم عاجزين عن اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة. كما أن اهتمام الوالدين ورعايتهما للمراهق تزيد من شعوره بالأمان إضافة إلى أن قبول أقرانه له يزيد أيضاً من هذا الشعور. فالصداقة الحميمة تعد عاملاً هاماً من عوامل خلق الأمان في نفس المراهق.

 اهتمامات المراهقين:

تشغل المراهقين اهتمامات كثيرة، وبعض الاهتمامات يبقى المراهقون يحتفظون بها حتى فترة ما بعد المراهقة.

إلا أن الاهتمامات تتبدل من جيل إلى جيل فما يهم مراهقي جيل معين لا يكون موضع اهتمام بالنسبة إلى المراهقين في الجيل السابق أو الجيل اللاحق. وهناك اهتمامات عامة يمكن نسبتها إلى سن المراهقة.

فالفتيات المراهقات يظهرن اهتماماً بالجنس الآخر في سن المراهقة أكثر مما كنّ يظهرنه في سن ما قبل المراهقة، كما يبالغن في الاهتمام بذواتهن ومظاهرهن.

كما أن المراهقين من الفتيان يظهرون ميلاً إلى الجنس الآخر والعناية بمظهرهم. والمظهر هو من اهتمامات المراهقين البارزة بما في ذلك العناية بالجسد، الوجه، الصدر، الذراعين، اليدين، القدمين والساقين، الصوت والشعر، اللباس والزينة. ويتعلم المراهق أن المظهر الشخصي له دور أساسي في القبول الاجتماعي أو عدمه ولا سيما بالنسبة إلى أفراد الجنس الآخر.

فلكي يكون المراهق مقبولاً وذا شعبية واسعة يحرص على جعل مظهره لائقاً. وهكذا نجد أن المراهقة هي مرحلة يبلغ فيها زخم الحياة أرفع قممه.

فحياة المراهق ملأى بفرص دخول التجارب الجديدة، واكتشاف العلاقات الإنسانية المؤثرة في نمو الشخصية. إنها فترة الإحساس بإمكانيات المراهق والقوى التي يمتلكها.

وتشكل المراهقة بالنسبة للكثيرين فترة الحلم الكبير المفعم بالحب والقوة اللذين لم تشوههما وقائع الحياة بعد.. والمراهقة هي وعد وعقبة بآن واحد

وعد لطريق الشباب لكنها في الوقت نفسه تكون حرية المراهق في بلوغ الأشياء واستخدام إمكاناته وقابلياته محدودة وثمة كثير من القيود تحول دون تحقيق المراهق لذاته.

أي يمكننا القول أن المراهقة بلاد غريبة يجب اكتشافها بحذر وتوقع مطلق للخطر وليس المراهق سوى رائد في أرض جديدة وواعدة ومفعمة بالمخاطر في الوقت نفسه، وعليه اكتشاف أرضه من طرف ونفسه المشحونة بالصراع من طرف آخر.

3691 مشاهدة
للأعلى للسفل
×